الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #83  
قديم 04-09-2006, 03:26 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-371-

ونائبه صدام حسين واعلان دولة الوحدة بين سورية والعراق على أن يرأسهما حافظ الأسد وتكون عاصمتها بغداد .

وأضاف المشهدي :
كان ل ( محمد العايش ) صلات قديمة مع الرئيس السوري حافظ الأسد ، و جمعت بينهما ظروف قديمة ( على حد قوله ) ولم يقل ما هو شكل هذه الظروف .

أما عن اتصالهم بحافظ الأسد فقال المشهدي :
كان المتآمرون يذهبون الى الموصل شمال العراق في مهمات رسمية . وتحت جنح الليل يتسللون الى الحدود السورية للقاء أشخاص موفدين من الأسد . وبعد اعلان مشروع الوحدة سهل على المتآمرين الاتصال بحافظ الأسد والمخابرات السورية حيث صاروا يسافرون رسميا الى دمشق بمهام رسمية من أجل الوحدة !!

واعترف المشهدي أن محمد العايش _ مسؤول الاتصال بسورية _ تسلم أول دفعة من سوريا 20,000 دينار ، وأن الأسد طلب منهم الاسراع في الانقلاب ، وتعهد بإرسال فرقة مظلات سورية تنزل ليلة الانقلاب بثياب عسكرية عراقية .

وذكرت مجلة ( الاكسبرس ) في باريس أن هناك خطابا من حافظ الأسد وقع في أيدي المحققين يعد فيه بأنه سيقدم مساعدة من المظليين السوريين عند الضرورة .

وقابلت السلطة العراقية هذه المؤامرة بمنتهى الحزم فأعدمت 21 متهما وحكمت بالسجن على 20 شخصا بالسجن مدة تتراوح بين 7 الى 15 سنة .


-372-

وأرسلت شريطا مسجلا باعترافات المتآمرين الى حكام سورية ثم انقطعت العلاقة بين البلدين إثر اكتشاف هذه المؤامرة ، وتقابل الأسد وصدام في تونس فلم يسلما أحدهما على الآخر ويبدو أن وساطة السعودية لم تفلح في اصلاح ذات البين بين البلدين قبل انعقاد المؤتمر وخلاله .

مرة أخرى نقول من الصعب جدا الحصول على الحقائق كلها . ومن خلال ما أذيع من أخبار هذه المؤامرة نستطيع بأن نجزم أن سورية كانت طرفا رئيسيا في هذه المؤامرة ، وفي الوقت الذي كان حافظ الأسد يصافح فيه صدام حسين في بغداد كان يحاول طعنه في اليد الأخرى .

نعم في الوقت الذي كان فيه قادة البلدين يعلنان عن مشروع وحدة ، كان حافظ الأسد يطبخ مؤامرة رهيبة على رفاقه وشركائه في الحزب وهذا خلق أصيل فطر عليه الأسد .

أما الطرف الثاني في هذه المؤامرة فكان أمين سر مجلس قيادة الثورة محى عبد الحسين مشهدي وهو شيعي ايراني فارسي ، ألقي القبض عليه خلال مظاهرات واضطرابات الشيعة في جنوب العراق ، ويبدو أن القاء القبض عليه جاء عن طريق الخطأ وليس نتيجة تخطيط فانهارت قواه وظن أن المؤامرة قد كشفت فطلب محققا حزبيا واعترف أمامه .

والمشهدي ورث وزارة الدولة عن فليح حسين الجاسم الذي أقيل عام ( 1977 ) لتواطئه مع الشيعة ثم أصبح أمين سر مجلس قيادة الثورة لحزب قومي عربي وهو فارسي يالغباء القوميين !! .



-373-

ومن استعراض أسماء المتآمرين نعلم أن كثيرا منهم من عائلات شيعية ، وأن توقيت المؤامرة رافق توتر العلاقات الأيرانية العراقية من جهة والتقارب الأيراني السوري من جهة أخرى .
ويضاف الى هذا قدرة الشيعة على التغلغل في الأحزاب لغرض الأنقضاض عليها وخاصة حزب البعث كما حدث في سورية ، ولكن مازال لقادة بعث العراق نصيب فى هذه الحياة ولم يحن أجلهم .

وهذه هي المؤامرة الثانية التي يدبرها بعثيو سورية النصيريين على بعثيي العراق ، فالأولى كانت عام 19797وكان من جملة المتهمين فيها ( محمد العمار ) الذي أدين بحوادث التجسس الشهيرة لأسرائيل عام 1968 .
وبعد مؤامرة 1979 قام عدد من الزعماء الأيرانيين بزيارة سورية ولبنان ، ومن دمشق كانوا يشنون أشد الهجمات والأتهامات لحكام العراق .

صرح حسين الخميني حفيد الأمام الخميني أن على ايران بمساعدة بعض دول المنطقة أن تصفي نظام الحكم العراقي بسبب القمع الذي يمارسه ضد شعبه والذي هو أشد بطشا من القمع الذي مارسه الشاه"17" .

حسين الخميني من الشباب الذين يتابعون القضايا السياسية ، وله مكانة مرموقة عند جده قائد الثورة الايرانية ، وزيارته لسوريا جاءت بعد أيام من اعدام النظام السوري لأكثر من خمس عشرة داعية في يوم واحد فهل سأل الأسد أثناء لقائه به عن سبب اعدامه لهؤلاء الدعاة ؟! .

(17) وكالة أ.ف.ب 25/10/1979 .

-374-

هل حاول حسين الخميني أن يزور سجون سوريا وأقبية المخابرات ليرى بعينيه ماذا يفعل النصيريون بشباب الدعوة وجند الله ؟! .

الخميني الحفيد يعلم جيدا كيف يحارب النصيريون الاسلام ، وينشرون العلمانية والالحاد ، ويشجعون كل فساد خلقي .. فكيف أشاد بالنظام السوري وسياسة حافظ الأسد ؟! .

وكيف أفصح عن المهمة التي زار من أجلها سوريا فقال:
( إن على ايران بمساعدة بعض دول المنطقة أن تصفي نظام الحكم العراقي ) .

بعض دول المنطقة يقصد سوريا . لكن الخميني الحفيد لم يقل متى سيكون دور العراق هل هو بعد اسرائيل أم قبلها ؟! .

نحن والله نعلم أن حكام طهران أشد خطرا على الاسلام من اليهود ، ولا ننتظر خيرا منهم ، وندرك جيدا أنهم سيتعاونون مع اليهود في حرب المسلمين ، وأن الذين يتآمرون على العراق والخليج ولبنان وسوريا لن ولم يحاربوا اسرائيل .. ولكننا نقدم هذه المعلومات لقادة الشباب المعتقلين في سجون النصيريين والذين ما زالوا يصفقون للخميني رغم كل ما صدر عنه .
لقد اكتفينا بهذه المعلومات وتجاوزنا عن تصريحات المنتظري التي يرددها كل أسبوع وتنقلها اذاعة طهران: إن ايران قادرة على احتلال العراق لو أرادت .


-375-

أو بأخبار الأسلحة التي ضبطتها السلطات العراقية في مركب كبير ، وكانت وجهة سير المركب الى احدى دول الخليج"18" .

تجاوزنا عن هذه المعلومات وعن غيرها لأن الصورة التي عرضناها أصبحت واضحة لكل منصف .

(18) الأنباء : 28/9/1979 .

-376-

المبحث الثاني

لماذا تبرأ الخمينيون من تصريحات روحاني ؟!
عند حديثنا عن أطماع الرافضة في الخليج بينا أنهم توارثوا هذه الأطماع عن أجدادهم المجوس ، وأن لهذه الأطماع جذورا موغلة في القدم ، وأن خطتهم التي ساروا عليها خلال نصف قرن مضى كان يتزعمها ويحركها آيات قم والنجف وليس الشاه كما يشيعون .

كما سقنا الأدلة على أن شيعة الخليج بدأو بتحرك ملحوظ منذ بداية الثورة الخمينية ، فنظموا صفوفهم من جديد ، ووزعوا الأسلحة ، وطالبت اذاعة عبدان بتحرير مكة قبل تحرير القدس ، ورفضت حكومة بارزكان التخلي عن الجزر العربية المحتلة ، وأكد المسؤولون الايرانيون أن الخليج فارسي وتفسيرهم التاريخي لهذه الكلمة أن الموانئ والشواطئ الواقعة على ضفتيه الشرقية والغربية فارسية .

والذين حركوا أحداث الكويت والبحرين ممثلون للخميني وليس ( للروحاني ) ، ولم ينفرد روحاني بهذه التصريحات بل صدرت عن شخصيات مسؤولة من أهمها تصريحات آية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين وخطيب الجمعة بمدينة طهران .

وبعد أن توترت الأجواء السياسية ما بين ايران ودول الخليج ، وكادت الواقعة أن تقع سارع المسؤولون الايرانيون الى التنصل من تصريحات روحاني ، ووسطوا سوريا في هذا الخلاف وعينوا سفيرا لهم في البحرين ، وقام صادق طبطبائي نائب رئيس الوزراء بزيارته للبحرين مطمئنا وداعيا الى تصفية الأجواء .

-377-

والسؤال الذي يفرض نفسه :
لماذا تبرأ الخمينيون من تصريحات روحاني ؟! .

واختلفت أجهزة الاعلام في الاجابة على هذا السؤال :
فالصحف الموالية للعراق قالت : تراجعت ايران أمام التهديدات العراقية الصارمة ، وأن العراق كانت تعني ما تقول .

والصحف التي تمولها دول الخليج وشبه الجزيرة العربية قالت :
لقد تحولت السعودية ودول الخليج الى دولة واحدة وجيش واحد ، وبدأت المناورات العسكرية في هذه الدول ، وزاد من حدة الموقف التفاهم والتنسيق بين دول الخليج والعراق ، وما كانت ايران تنتظر موقفا كهذا الموقف .

أما الصحف التي تمولها ايران وسوريا فزعمت أن الثورة الايرانية بريئة من هذه التصريحات ، وروحاني ليس مسؤولا ولا علاقة له بهذه السلطة ، وفي أجواء الحرية والديمقراطية يقول كل انسان ما يعتقده ويؤمن به دون خوف ولا وجل .

وهذه الأقوال كلها غير مقنعة بل وليس فيها دليل واحد ترتاح إليه النفس . فإيران الثورة عندما بدأت تتحرش بدول الخليج كانت تعلم جيدا بأن السعودية هي الأم الحنون عند دول الخليج ، وأن العلاقات السعودية الخليجية من جهة والعراقية من جهة أخرى قوية جدا .
وتعلم ايران الخميني أن هذه الدول لن تقف مكتوفة الأيدي ، وأن الاعتداء على البحرين مثلا يعني الاعتداء على ا لسعودية والعراق والكويت وسائر دول الخليج


-378-

وأن معظم البلدان العربية ستقف مع دول الخليج ضد ايران .
تعلم ايران بذلك كله من طرق متعددة :
منها شيعة الخليج الذين يحتلون مناصب رفيعة في وزارات الدفاع والخارجية والداخلية في هذه الدول .
ومنها التجار الايرانيون شركاء الأمراء والشيوخ ووكلاؤهم بعد أن حصلوا على الجنسية الخليجية . ومنها أقنيتهم الدبلوماسية ، وعن طريق حلفائها من الحكام العرب .

وتحركت ايران ضد الخليج من واقع المطلع والعالم بخفايا الأمور ، وعين الخميني ممثلا له في كل من البحرين والكويت ، وتحرك شيعة الخليج ضد حكامهم بشكل منظم وفي وقت واحد . غير أنه وقع حادث لم تحسب طهران حسابه ففوجئت به :
بعد أول تصريح أطلقه روحاني في الشهر السادس من عام 1979 هاجم مسلحون الكلية العسكرية وأوقعوا مذبحة بالطلاب النصيريين بالتعاون مع النقيب المناوب المسؤول عن الكلية العسكرية بمدينة حلب السورية .. وبعد هذا الحادث قامت جماعات منظمة باغتيال عدد كبير من القادة النصيريين بالجيش والجامعات والوزارات وسائر مؤسسات ومرافق الدولة ، وقابلت السلطة النصيرية الموقف بالعنف والشدة فأعدمت اكثر من خمسة عشر شابا من شباب الدعوة الاسلامية ، وألقت القبض على مئات منهم وزجت بهم في سجون وأقبية تهون دونها سجون ( السافاك ) ومعتقلات ( الباستيل ) ، وظنوا أن بطشهم سيقضي على حوادث العنف ، وسيضع حدا للاضطرابات ، غير أن الوضع الداخلي في