الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #89  
قديم 04-09-2006, 03:39 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

[size="5"]-418-

وأن الاتحاد السوفياتي موافق على تدخل الجيش السوري . وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تأييدها لتدخل الجيش السوري ووصفته بأنه خطوة عملية بناءة ، وفي 2/6/1976 كتبت التايمز تقول :
( ان تدخل النظام السوري في لبنان يلقى ترحيب اليمين المسيحي بدون تحفظ ، كما يلقى الموافقة الهادئة من الولايات المتحدة واسرائيل ) .
وأعلن اسحق رابين رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته اذاعتهم :
( ان اسرائيل لا تجد سببا يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان . فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة بالنسبة لنا ) .

3_ الموارنة :
منذ القديم يعملون على الاستقلال بلبنان ، ولم ينكروا تعاونهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ، واسرائيل ، ودول الغرب ، وفي اسرائيل وألمانيا الغربية وفرنسا كانوا يتدربون على السلاح ، ومن هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية جاءتهم شحنات الأسلحة والمساعدات المادية .
وأقام الموارنة علاقات وطيدة مع زعماء النصيرية خلال حكم الأسد وقبله ، وهناك صلات أسرية وتعاون تاريخي بين الطرفين .
كما أنهم قدموا المساعدات لموسى الصدر وجعلوا منه زعيما لبنانيا قبل الحرب وخلالها

-419-

واستغرب الناس خيانة الصدر في حي النبعة ولماذا سلمها للموارنة بدون مقاومة ، وجاء سكرتير المجلس الاسلامي الأعلى للشيعة الشيخ محمد يعقوب ليكشف _ من حيث لا يشعر _ سر هذه المؤامرة .
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس سليمان فرنجيه قرر منح المجلس الأعلى للشيعة عشرة ملايين ليرة لبنانية مقابل الأضرار التي لحقت بحي النبعة والشياح ، وتم هذا خلال لقاء فرنجيه مع سكرتير المجلس الشيعي ، وحضور المقدم السوري ابراهيم هويجي ، وأضاف المسؤول الشيعي قائلا :
ان الرئيس فرنجيه والرئيس المنتخب الياس سركيس متفقان على ذلك ، تم ذلك في أوائل اكتوبر عام 1976 .
فالنصيريون ، والنصارى الموارنة ، والشيعة ، والدول الكبرى ، واسرائيل طرف واحد طرف الحرب اللبنانية ، أما المسلمون السنة من اللبنانيين والفلسطينيين فهم الطرف الآخر المغلوب على أمره .
ومن أجل هذا جاء موسى الصدر الى لبنان ! ومن أجل هذه المؤامرة وغيرها اتحد النصيريون مع الشيعة !! .

كلمة لابد أن تقال :
لو كانت قيادة المسلمين في لبنان _ نقصد زعماء منظمة التحرير والقوات الوطنية اللبنانية _ اسلامية حقا لم تخدع مرارا بالصدر والأسد ، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، أما هذه القيادات فلقد خدعت مرات ومرات .
ففي داخل سورية خدع النصيريون شركاءهم في ثورة الثامن من آذار عام 1963

-420-

وأعدموا عددا كبيرا من الفلسطينيين لأنهم ناصريون"7" ولولا الناصرية لما نجح البعثيون في الثامن من آذار .

وبعد اقصاء الناصرية وانفراد حزب البعث في حكم سورية غدر النصيريون بمؤسس حزب البعث وفيلسوفه ميشال عفلق ونعتوه بالرجعية والعمالة وألحقوا به الرجل الثاني في الحزب صلاح البيطار .

وبعد أن أدى أمين الحافظ رئيس الجمهورية السورية دوره في طرد عفلق والبيطار ، واستقرت الأمور غدروا به وحاولوا قتله ثم اعتقلوه مدة وطردوه من سورية .
ثم جاءوا بعد طرد عفلق بمنيف الرزاز لأنه من شخصيات الحزب القديمة ، وعندما أدى دوره غدروا به ففر من حيث جاء _ أي الى الأردن .
ثم استخدموا الطبيب نور الدين الأتاسي رئيسا للجمهورية ، ( وزعين ) رئيسا للوزراء ، ثم غدروا بهما بعد أن تحملا خيانة حرب 1967 ، وألحقوا بهما ناجي جميل بعد أن تحمل وزر الحرب اللبنانية .

وفي جميع هذه الأدوار استمر حافظ الأسد يحرك الأمور من وراء ستار ، وكان يستعين دوما بوجوه محسوبة على الاسلام لتتحمل الغرم ويبقى له ولطائفته الغنم .
أما على الصعيدي العربي فكان جمال عبد الناصر أول من غدر به النصيريون ، واستدرجوه وفرضوا عليه حرب 1967 ثم وصموه بالخيانة ، ومن بعده غدروا بأنور السادات فكانوا يتفقون معه على كل شيء ، ثم يسلقونه بألسنتهم .

(7) كان ذلك في 18/7/1963 .


-421-

واذا هيأ لهم الجو المناسب قاموا بنفس العمل الذي قام به .
ثم غدروا بكمال جنبلاط وقتلوه ، وغدروا بمنظمة التحرير ، وباخوانهم حكام العراق .
وعلى الصعيد الوطني : سلموا الجولان لاسرائيل عام 1967 ، ثم قدموا لها جيوبا أخرى في حرب 1973 ، ثم فاوضوا اسرائيل عن طريق اليهودي كيسنجر ، وأقاموا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وأخذوا منها الهبات والقروض ، وتعاونوا مع موارنة لبنان ضد المسلمين .
أما موسى الصدر وشيعته : فما اكتفى بالتعاون مع حكام سورية ، ولم يقتصر دوره على التنديد صراحة بالفلسطينيين ، بل انبرى زعماء الشيعة يطالبون بوقف العمل الفدائي في جنوب لبنان ويلمحون باخراج الفلسطينيين من الجنوب ، ومن جراء ذلك وقعت صدامات مسلحة بين الشيعة والفلسطينيين ، ونظم الشيعة اضرابا عاما في صيدا طالبوا فيه باخراج المنظمات المسلحة من الجنوب .
وكان الصدر أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب ، وزعم ان لبنان في هدنة مع اسرائيل ولا يجوز ان يخرقها الفلسطينيون ، وعندما جاءت قوات الطوارئ نجح في أن تكون نسبة كبيرة من هذه القوات من ايران .
وتعاون معظم زعماء الشيعة في الجنوب مع اليهود في فلسطين المحتلة ، ومع سعد حداد ، وعندما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ثار موضوع تعاون الموارنة مع اليهود ، فقال بيار الجميل زعيم الكتائب :

-422-

ان الشيعة تعاملوا مع اسرائيل قبل الموارنة ، وقال سعد حداد :
ان أعيان الشيعة في منطقة الحدود يؤيدون هذه الدولة .
ولمحت منظمة التحرير الى تعاون الشيعة مع اليهود في الجنوب .
ومن أجل ذلك عقد المجلس الشيعي الأعلى اجتماعا ، وأصدروا بيانا ناشدوا فيه شيعة الجنوب مساندة الجيش اللبناني الشرعي حتى يتمكن من أداء مهمته ، وردوا على سعد حداد فقالوا بأن أعيان الشيعة في الجنوب لم يتعاونوا مع اليهود ولكن التزموا الصمت خوفا من التعرض لعمليات القمع . بيروت وكالات الأنباء 20/4/79 .
انظر الى تهافت ردهم وضعفه في قولهم :
ان اعيانهم التزموا الصمت خوفا من التعرض لعمليات القمع .
أليس من المؤسف جدا بعد هذا كله أن يقبل مؤيدو منظمة التحرير رأي قيادتهم في اعادة التعاون مع النظام النصيري السوري ، بل عاد هؤلاء يغنون لأبي سليمان _ حافظ الأسد _ في أفراحهم ؟! .
هل رأيتم شعبا كشعبنا يتقرب لجلاديه ويهتف بحياة قاتليه"8" ؟! .



(8) من زعماء الشيعة الذين صدرت عنهم تصريحات ضد الفلسطينيين تلميحا أو تصريحا:
موسى الصدر ، كامل الأسعد ، عادل عسيران ، كاظم الخليل ، حسين الحسيني :
وتصريحاتهم في الصحف اللبنانية : انظر مثلا :
النهار العربي والدولي 4/2/1978 .
وكالات الأنباء 20/4/1979 .
الدستور الصادرة في فرنسا 26/6/1978 في مقابلة مع الصدر .


-423-

موسى الصدر وثورة الخميني :
كنا اذا التقينا مع بعض المثقفين الشيعة وذكرنا لهم أدوار موسى الصدر المريبة ، ووضعنا لهم النقاط على الحروف نستغرب جرأتهم في مشاركتنا الهجوم على الصدر ، وأنه لا يمثل القيادة الشيعية ، وأن الخميني وحده الذي يمثل هذه القيادة _ كان قولهم هذا قبل أن ينتشر اسم الخميني بين عامة الناس _ .

وجاءت ثورة الخميني بأدلة تنقض أقوالهم ، وتزيدنا قناعة بأن هذا الشبل من ذاك الأسد :
فالخميني والصدر ينتسبان الى الأسياد الذين ينحدرون في تاريخ الطائفة الشيعية من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم _ ومتى كان آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرس ، كم انتسب لهذا البيت من الناس كذبا وزورا ، وكم ظلم هذا البيت في مختلف حقب تاريخنا الاسلامي !! _ .

وهناك وجوه أخرى للقرابة ، فابن الخميني أحمد متزوج من بنت أخت موسى الصدر ، وابن أخت الصدر مرتضى الطبطبائي متزوج من حفيده الخميني . والصدر _ كما يقولون_ تتلمذ على الخميني في قم .

ونائب رئيس وزراء ايران الحالي الدكتور صادق الطبطبائي _ ابن شقيقة الصدر _ وعاش معه مدة طويلة في لبنان ، وموسى الصدر هو الذي أوفده الى ألمانيا لدراسة الكيمياء حيث نال شهادة الدكتوراه فيها ، اضافة الى هوايته المفضلة في عزف الموسيقى .
والدكتور صادق الطبطبائي أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية في ايران ، وأحد أعضاء مجلس الثورة الايراني .



-424-

وكان للصدر صلات قوية مع الدكتور مهدي بازركان والدكتور ابراهيم يازدي ، وصادق قطب زاده ، وقدم لهم كل عون ومساعدة خلال اقامتهم في لبنان عام 1974 "9" .
والكتور مصطفى جمران وزير الدفاع الأيراني من أكبر أعوان موسى الصدر . فلقد كان مديرا لمدرسة في صور أنشأها الصدر ، وكان يتولى الأشراف على فروع منظمة ( أمل ) العسكرية قبل نشوب الثورة الأيرانية "10" .

وزير الدفاع الأيراني كان يسمى في لبنان مصطفى شمران ، وفي ايران مصطفى جمران ، وهكذا لا يعرف التخطيط الشيعي وطنا ففي عام من الأعوام تراه زعيما لبنانيا ، وفي عام آخر تراه زعيما ايرانيا وقبل أن تطأ قدماه الأراضي اللبنانية أتقن اللغة العربية ليلعب الدور المعد له بحنكة ومهارة فهل يستيقظ الاسلاميون من سبات نومهم ويتحرروا من جهلهم؟!
ولموسى الصدر علاقات وثيقة مع آية الله شريعتمداري ، ومن الآيات الكبيرة في ايران شقيقه الأكبر رضا الصدر .

وفور سماع الخميني بخبر اختطاف الصدر أرسل برقية لعرفات يطالبه بحل المشكلة ، كما أبرق الى رئيس النظام النصيري حافظ الأسد خلال مؤتمر الصمود ، وأدلى بحديث تلفزيوني الى شبكة س.ب.اس الأمريكية قبل يومين من مغادرته باريس الى طهران قال :


(9) الحوادث ، العدد 1164 ، تاريخ 23/2/1979 في لقاء لها مع حسين الحسيني أمين عام حركة أمل .
(10) الوطن العربي ، العدد 138 ، تاريخ 4_10/10/1979 .


-425-

لقد استقبلت مسؤولين ليبيين من أجل قضية الامام الصدر ، وحتى الآن لم أتلق للأسف أي جواب ، ولسوف أتخذ الخطوات اللازمة .

وأوفد الخميني صادق قطب زاده الى ليبيا لبحث مشكلة الصدر ، كما قابل حافظ الأسد من أجل الغرض نفسه ، وقام _ زاده _ بتحريك الطلبة الايرانيين في أوروبا وأمريكا فأبرقوا للقذافي ، وأثاروا القضية من الوجهة الاعلامية .
الوطن العربي العدد 110 كانت هذه الأنشطة كلها والخميني ما زال في فرنسا .

واهتم جميع علماء الشيعة باختفاء الصدر وأبرقوا لمعظم الرؤساء العرب ، ومن الذين أبرقوا للأسد خلال مؤتمر الصمود :

آية الله الخميني ، آية الله شريعتمداري ، آية الله الكلبايكاني ، وآية الله النجفي ، وآية الله الحاج آقا حسن القمي من كرج ، وآية الله رضا الصدر .
جاءت هذه المعلومات في لقاء للسيد علي الحجتي الكرماني زوج بنت رضا الصدر مع الحوادث بعد الاطاحة بالشاه .

وقال مهدي بازركان رئيس الوزراء الايراني في عدد من اللبنانيين الذين التقى بهم في العاصمة الايرانية : إن أول مهمة خارجية لحكومته ستكون العمل على الافراج عن موسى الصدر"11" .


(11) الحوادث 16/2/1979 العدد 1163 .