عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 26-12-2006, 12:09 PM
خالد بن ... خالد بن ... غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 38
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحیم
سلام علیکم
مع کل التحیات لأخی ذوالفقار.
اولا أذکر لک معنی الصحابی من العلماء السنه کما ذکرت لی ((يقول ابن حجر العسقلاني الشافعي بالحرف: " الصحابي من لقي النبي (صلى الله عليه وآله) مؤمنا به ومات على الإسلام))
{الإصابة في تمييز الصحابة}
هذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما.
وإذا أخذنا بالتعريف الذي أورده ابن حجر العسقلاني للصحابة فإن المعول لينال شرف الصحبة ويكون صحابيا هو:
1 - الالتقاء بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) سواء أكان هذا الالتقاء عن طريق المجالسة أو المحادثة أو المشاهدة. فمن شاهد النبي أو شاهده النبي فهو صحابي حتى ولو كان طفلا رضيعا(هل طفل الرضیع هو مومن برسول الله فی تلک الحال؟)
2- الإيمان بالنبي أنه نبي، فلو أخذنا برأي ابن حجر العسقلاني لوجب علينا أن نتأكد من حقيقة هذا الإيمان، وهذا أمر خارج عن قدرة البشر
وأماطبقات الصحابة كما ذكرهم الحاكم في مستدركه
الطبقة الأولى: الذين أسلموا بمكة قبل الهجرة كالخلفاء الراشدين.
الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة.
الطبقة الثالثة: مهاجروا الحبشة.
الطبقة الرابعة: أصحاب العقبة الأولى.
الطبقة الخامسة: أصحاب العقبة الثانية.
الطبقة السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا بعد هجرة الرسول للمدينة.
الطبقة السابعة: أهل بدر.
الطبقة الثامنة: الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان.
الطبقة العاشرة: من هاجر بين الحديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
الطبقة الحادية عشرة: الطلقاء وهم الذين أسلموا يوم فتح مكة كأبي سفيان ومعاوية.
الطبقة الثانية عشرة: صبيان وأطفال رأوه يوم الفتح.
لا بديل من تقسيم الصحابة الكرام إلى مجموعتين كبيرتين:
- أفاضل الصحابة: وهم الأخيار الذين قامت الدولة على أكتافهم وتحملوا سخرية وأذى الأكثرية الكافرة حتى ظهر أمر الله وتمسكوا بأمر الله ووالوا نبيه ووالوا من والاه، وانتقلوا إلى جوار ربهم وهم معتصمون بحبل الله، فهؤلاء عدول بالإجماع ولا تشذ عن ذلك أية فرقة من الفرق الإسلامية.
2 - بقية الصحابة: وهم متفاوتون، الله أعلم بهم، فمنهم الصبي ومنهم المنافق.
فالمنافقون الأشرار جعلهم الله في الدرك الأسفل من النار مع أنهم كانوا يتظاهرون بالإسلام ويسمون أيضا صحابة بكل المعايير الموضوعية المعروفة عند أهل السنة.

فالصحابة حسب رأي أهل السنة متساوون بالعدالة، فجميعهم عدول، فالقاعد كالمجاهد، والعالم كالجاهل، ومن أسلم عن اقتناع تماما كمن أسلم لينجو بروحه، والسابق كاللاحق، والمنفق كالمقتر، والعاصي كالمطيع، والطفل المميز تماما كالراشد، ومن قاتل الإسلام في كل المعارك تماما كمن قاتل مع الإسلام كل معاركه. فعلي عليه السلام الذي قاتل مع الإسلام كل معاركه هو تماما كأبي سفيان الذي قاد كل الحروب ضد الإسلام، وهو تماما كمعاوية ابن أبي سفيان وحمزة عليه السلام وهو المقتول وسيد الشهداء تماما مثل قاتله (وحشي) وعثمان بن عفان المبشر بالجنة هو تماما مثل عمه الحكم بن العاص والد خلفاء بني أمية، وهو طريد رسول الله وطريد صاحبيه. وقد لعنه الرسول ولعن ولده راجع كنز العمال ج 11 ص 358 - 361 وراجع المعارف لابن قتيبة ص 131 و 41 و 54.و عبد الله بن أبي سرح الذي افترى على الله الكذب وارتد عن الإسلام وأباح الرسول دمه ولو تعلق بأستار الكعبة (راجع كنز العمال ج 11 ص 358 - 361 وراجع المعارف لابن قتيبة ص 131 و 41 و 54.) هو تماما كأبي بكر، و عبد الله بن أبي زعيم المنافقين تماما كعمار بن ياسر...... الخ.
فعبد الله بن أبي زعيم المنافقين قولا واحدا هو من الصحابة بالإجماع. فقد قال النبي (ص) لمن أشار بقتله: " فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا " (راجع الطبقات لابن سعد ج 2). و عبد الله بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله ثم افترى على الله الكذب، وأباح الرسول (ص) دمه ولو تعلق بأستار الكعبة. وعند فتح مكة تشفع له عثمان ودخل في الإسلام لينجو بروحه.... وهو صحابي شاء الناس أم أبوا (راجع المعارف لابن قتيبة ص 131 و 141). ومثله الحكم بن العاص طريد رسول الله (ص) إذ طرده الرسول وحرم عليه دخول المدينة، وبوفاة الرسول راجع عثمان أبا بكر ليدخله لكن أبا بكر رفض، ولما مات أبو بكر راجع عثمان عمر ليدخل ولكن عمر رفض أيضا أن يدخله المدينة في عهده، ولما تولى عثمان الخلافة أدخله معززا مكرما وأعطاه مئة ألف درهم لأنه صحابي(راجع المعارف لابن قتيبة ص 54 و 131)
هل يعقل أن يكون العالم كالجاهل والقاعد كالمجاهد ومن أسلم عن اقتناع كمن أسلم خوفا ؟ هل من المعقول أن يتساوى القاتل والمقتول ؟ وهل يتساوى السابق باللاحق، والمنفق بالمقتر والعاصي بالمطيع وصادق الإيمان بالمتظاهر ؟ وأن يتساوى المؤمن والمنافق.... الخ هل يعقل أن يكون معاوية مثل علي ؟
لا الشرع يقبل هذه المساواة ولا العقل ولا المنطق وهي ظلم صارخ وخلط فظيع ينفر منه العقل وتأباها الفطرة الإنسانية السليمة
الیس أکرکم عند الله اتقاکم؟
الیس فضل الانسان علی الانسان بالتقوی ؟
الیس معنی العدالة فی هذه الباب یعنی عمل بما امره الله و الاجتناب مما نهاه الله؟
هل کان عمل علی و عمل ابوبکر و... کعمل ابا سفیان؟
هل کان شأن علی وابا بکر وعمر کشأن ومنزلة عبد الله بن أبي سرح وعبد الله بن أبي زعيمو ابا سفیان ؟
وجوابه واضح .إن عبد الله بن أبي سرح وعبد الله بن أبي زعيمو ابا سفیان و... کان فی اعمالهم خطا یا کثیراً وهذه الاعمال یحبط منزلتهم وحبوطهم یعنی ضعف أو عدم العدالة.
فالتفضيل ضروري لمعرفة الأفضل ومن هو المستحق لملء الوظائف العامة. يقول تعالى: * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وقد فسرها الطبري بإسناد الولاية لمن هو جدير بها. وكيف يمكن تأدية هذه الأمانات في هذا المجال دون اللجوء للتفاضل ؟ إن أول من سمع بذلك هم الصحابة، ومن المعني بذلك غيرهم ؟!.

التفاضل سنة إلهية، ومنهج من مناهج الحياة، وحافز من حوافز السمو بها تقتضيه طبيعة الحياة ويقتضيه التباين بين الخلق في القدرة والقوة والفهم، وتحقيق العدل السياسي والوظيفي من حيث وضع الشخص المناسب في المكان المناسب قال تعالى:
* (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين) * * (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) *. والتفضيل وارد حتى على مستوى الأسر والأقوام، فها هو سبحانه وتعالى يخاطب بني إسرائيل: * (أني فضلتكم على العالمين) * * (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا) * * (وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا) * * (وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) * * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة)
والتفضيل ضرورة لمعرفة الأفضل ومن هو المستحق لملء الوظائف العامة عملا بقوله (صلى الله عليه وآله): من ولي على عصابة رجلا وهو يجد من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله.
إن الصحابة شرعا وعقلا وواقعا ليسوا بدرجة واحدة. فمنهم الصادقون وهم طبقات في صدقهم، ومنهم الأقوياء وهم طبقات في قوتهم، ومنهم الضعفاء وهم أيضا طبقات في درجات ضعفهم، ومنهم المنافقون وهم أيضا طبقات في نفاقهم.
أنظر إلى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمن أشار عليه بقتل عبد الله بن أبي رأس النفاق في المدينة: " لعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا " فزعيم المنافقين حسب هذا النص صحابي، وهو صحابي بالموازين المتفق عليها عند أهل السنة.
ولعل تقسيمهم الصحابة الكرام إلى طبقات أكبر شاهد على هذا الاعتراف ومن هنا فإن ابن سعد تصدى لهذه الناحية فجمع الصحابة في خمس طبقات وكذلك فإن الحاكم في مستدركه قسم الصحابة إلى اثنتي عشرة طبقة.