عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 24-06-2003, 10:57 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي

سحابة صيف
وجاءت الوثنية (7)

د.نجاح بنت أحمد الظهار

واستكمالا للموضوع السابق، وبيانا للتشويش العقدي الموجود في تلك الدورات، وجدت كلاما طيبا ومقنعا للدكتور خالد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، يذكر فيه ان هذه الدورات تحاول تضخيم الأنا والذات، وتبالغ في الاعتماد على القدرات الفردية، وتناسي قدرة المولى عز وجل، فالهندسة النفسية أو البرمجة اللغوية العصبية، عند تفكيكها والدخول في جوهرها نجد انها فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل، واعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيدا عن قدرة الله سبحانه وتعالى، فهي تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية الذي يعد امتدادا لمذهب القدرية القائل بأن الإنسان يستطيع ان يخلق فعله وان كل أمر يمكن ان يكتسب بالجد والاجتهاد بعيدا عن مشيئة الله وهو ما يسمى عند أصحاب البرمجة حتمية تحقيق النجاح متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح، ويضرب بعضهم مثلا لذلك: ان رجلا فقيرا أصبح غنيا فجأة، وحين سئل عن سر ذلك أجاب ان هناك شرطين لكل من أراد ان يصبح غنيا، الأول: اني قررت ان أصبح غنيا، الثاني: اني شرعت في تنفيذ هذا القرار، وقد علق المدرب المسلم على هذه القصة بقوله: (مو ودي، مو يا ريت، مو ان شاء الله(!) أنا قررت..)؟!! فأين عقل هذا المدرب من قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى ان يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) وقوله تعالى: (وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين). كما ان البرمجة العصبية تدعو إلى الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه، فيصبح هو المسير لأمورنا والمتحكم فيها، يقول د. جوزيف ميرفي في مقدمة كتابه (قوة عقلك الباطن): (تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن ان تشفيك من المرض، وتعطيك الحيوية والقوة من جديد). ويعقد الدكتور ميرفي فصلا في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: (عندما تذهب للنوم ليلا كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة واحساس بها، وسوف تدهشك النتائج، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك! وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن). وهذا ما نسمعه ممن دخلوا هذه الدورات، فإذا أرادوا شيئا أخذوا يكررون (أنا قوية، أنا قوية..) (أنا قادرة على فعل كذا...)، وهكذا يصبح العقل الباطن هو القوي، وهو القادر، وهو الرازق، أي ان نفس الإنسان وذاته تصبح (صنمه). وها هو انتوني روبنز أحد كبار زعماء هذه الفلسفة، يذكر في كتابه (قدرات غير محدودة)، قصة تظهر قوة العقل الباطن في خلق الأفعال والأعمال، إذ تقول القصة: (كنت اعيش في منزل انيق، ولكني كنت أريد مكانا أفضل، قررت ان اضع تصميما ليومي، ثم اعطي اشارة لعقلي الباطن، لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي لم يكن لدي أي أموال، ولكني قررت انني أريد ان أكون مستقلا من الناحية المادية. وبالفعل حصلت على كل شيء، كما رسمته في مخيلتي، لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار، لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفا لنفسي، وكل يوم كنت اعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: ان هذا هو واقعي الذي اعيش فيه، ولانني لدي الهدف الواضح المحدد، فان عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت ابغيها). هذا هو الفكر المادي الذي يهيمن على الهندسة النفسية، وتكمن خطورته في انه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله، ولا شك ان هذا باب خطير من أبواب الشرك التي يجب ان يحذرها المسلم الذي يخاف على دينه وعقيدته. ويضيف د. سعيد الغامدي أستاذ العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بانه لا يوجد في هذا العلم، ولا في أكثر ترجماته ما يشير إلى التوكل على الله والاعتماد عليه، والثقة به، والالتجاء إليه، وان كان بعض المترجمين لهذا العلم قد جاءوا ببعض هذه المعاني ضمن كلامهم وهذا الاغفال طبيعي وفي الفكر الغربي المادي الذي يرى ان الكون والحياة والأحياء مكتفية بذاتها، ولكنه غريب جدا على المسلمين، وبعيد كل البعد عن أسس إيمانهم وقواعد إسلامهم، فها هو أحد المتعلقين بالبرمجة اللغوية يعلق (لافتة) يبرمج بها نفسه تقول: (الحياة تعطيك أي شيء تطلبه منها). ابعد هذا يأتي قائل ويقول: أين الوثنية؟ اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.

____________________

جريدة المدينة المنورة , يوم الثلاثاء 24/4/1424 الموافق 24/6/2003
www.al-madina.com

احببت اطلاع القراء والاعضاء علي راي مخالف تماما لما ذكر اعلاه, وهذا لايعني انني ضد الموضوع ولكن احببت ان اشارككم في هذه المعلومة .


وفي ظل هذه الاختلافات التي اجد انها لاتنتهي وهي من البديهيات الحياتية والتي يجب ان نتقبلها بصدر رحب ومتسامح ونناقشها بموضوعية ومنهجية وليس علي اساس انني الصح وانتم الخطألتسير الحياة وفق ماارادالله رب العالمين والحمد لله رب العالمين و صلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبة اجمعين .
__________________

kimkam