عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-03-2006, 11:15 AM
adelsalafi adelsalafi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 600
Arrow التمسُّك بالكتاب والسنَّة على فهم السَّلف الصالح

محاضرة الشيخ ربيع السنَّة -حفظه الله- لملتقى علوم الشريعة الثاني بجامعة سطيف - الجزائر

بتاريخ 26/3/1426هـ

( قام بتفريغ المحاضرة :

أبو إسحاق السطائفي- غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين - )



- مقدمة القائمين على الملتقى :



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r أما بعد :



ففي إطار الملتقى الثاني لعلوم الشريعة الإسلامية بجامعة سطيف يتقدَّم بعض الإخوة القائمين بهذا الملتقى إلى فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-رئيس قسم السنَّة بجامعة المدينة المنورة –سابقاً- بأن يُشاركنا في إحياء هذه العلوم الدينية بكلمات يختارها فهم أعلم منَّا بما نحن له محتاجون وألاَّ يبخل علينا وعلى إدارة الجامعة التي قدَّمت يد المساعدة لإقامة مثل هذه الملتقيات .

والرجاء من شيخنا ذكر اسم الملتقى : وهو الملتقى الثاني لعلوم الشريعة مع ذكر التاريخ وليتفضَّل الشيخ مشكوراً .





- فقال الشيخ -حفظه الله- :

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ

محمد عبده ورسوله .

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( (آل عمران:102)

) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ( (النساء:1)

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ( ( الأحزاب:70-71 )

بعد :

فإنَّ أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد r وشرَّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة ثمَّ أما بعد :

فإنَّه ليسرُّني أن يتم هذا اللِّقاء الطيِّب والمبارك -إن شاء الله- بإخوتنا وأحبتنا من أهل السنة السلفيين في الجزائر وفي منطقة ( سطيف ) الذين يبلغنا عنهم كلّ خير -إن شاء الله- نرجو أن يكونوا على طريقة سديدة ومنهج صحيح أَلاَ وهو التمسك بالكتاب والسنة والسير على منهج السلف الصالح .

وخير ما أرى أن أُقدِّمه لهم في هذا اللقاء أن أحثهم على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله r وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والأسلاف الصالحين من الصَّحابة والتابعين لهم بإحسان ومن سار على نهجهم من أئمة الهدى من محدثين وفقهاء ومفسرين الذين ساروا على طريقة الصَّحابة الكرام متمسكين بكتاب ربِّهم وبسنَّة نبيهم r يُؤَلِّفُون في ذلك المؤلفات نصرة لدين الله وتبليغا له ودعوة إليه كما أمرهم ربُّهم بذلك .

وأحثُّ إخواني أن يستعينوا على فهم منهج السلف الصالح على فهم كتاب الله وسنة رسول الله r بما دونَّه الأئمة الهداة الأمناء على دين الله تعالى من مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح النسائي وجامع الترمذي وسنن ابن حبان ومسند الإمام أحمد ومصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة والمعاجم التي كُتِبَت في خدمة السنة وسنن البيهقي (الكبرى والصغرى) هذه مراجع لسنن رسول الله r ولفقه السلف الصالح في أبواب الدِّين : من عقيدة وسلوك ومنهج .

منها نستمد عقيدتنا وأخلاقنا ومنهجنا ونُقِيم عليها سائر شُؤُون حياتنا ومثل كتاب التفسير لإمام المفسرين محمد بن جرير الطبري وتفسير الإمام البغوي وتفسير الإمام ابن كثير وما بقي من تفاسير السَّلف كتفسير عبد الرزَّاق وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير العلامة السعدي وما جرى مجراها واستمد منها : هذه الكتب التي حوت العلوم .

ومن كتب العقائد :مثل كتاب السُنَّة لعبد الله بن الإمام أحمد وكتاب السنة للخلاَّل والشريعة للآجرِّي وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للاَّلكائي والحجة لأبي القاسم الأصبهاني وغيرها ممَّا دُوِّن في العقيدة السلفية وبيانها بأدلَّتها وحججها ودحض أباطيل أهل البدع والفرق الضَّالة التي واجهتها هذه الكتب ,فإنَّك من خلال دراسة هذه الكتب تعرف حقيقة عقيدة السَّلف ومنهجهم وتعرف ما عند الآخرين من انحرافات وضلالات .

على طريقة الصَّحابي الجليل حذيفة -رضي الله عنه-قال : (كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير وكنت أسأله عن الشرِّ مخافة أن يدركني )

فمعرفة الباطل لتجنبه المسلم أمر بيَّنه القرآن وبيَّنته السُنَّة وسار عليه السَّلف الصالح ,تعرف الحقَّ وتتمسك به وتدعو إليه وتعرف الباطل فتحذره وتتجنبه وتُحذِّر النَّاسَ من الوقوع فيه ,ولا تتكامل الدَّعوة إلاَّ بهذا : "معرفة الحقِّ من مصادره الأصيلة ومعرفة الباطل" معرفة الحق لتتمسك به وتدعو إليه ومعرفة الباطل لتَحْذَرَهُ وتُحَذِّرُ الناس منه ,فإنَّ هذا يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويدخل في باب الجهاد العلمي الذي هو أفضل من الجهاد بالسَّيف كما قرَّر ذلك العلماء ويدخل ذلك في باب النَّصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامَّتهم مع التمسك بالأخلاق العالية فيما ندعو إليه وفيما نُحذِّر منه ,ولعلَّنا أدركنا نتائج ضيق العطن والشدة المهلكة وما شاكلها وأدركنا نتائج ما يُسمَّى بالتمييع والمداهنات ,فلا هذا ولا ذاك وإنَّما منهج وسط رَضِيَه الله لهذه الأمَّة ومدحها عليه .

قال تعالى : ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ( (البقرة:143)

وسط عدول وفي نفس الوقت متوسطون ومعتدلون بين الإفراط والتفريط ,فالحقُّ بين هاذين ,الحقُّ وسط ,صراط الله وسط بين الجفاء والغلوِّ فلا جفاء في هذا الدين ولا غلوَّ فيه ,كلُّ ذلك محذور ومنهي عنه وله عواقب وخيمة شوَّهت الإسلام سابقا ولاحقا وشوَّهت المنهج السلفي في هذا العصر ,أناس ينتهجون المنهج السلفي فيذهبون يسلكون مسالك السياسيين في التهويل والتمييع والمداهنات ويسمون هذا حكمة .

أو شدة تهلك المنهج السلفي وتأخذ بخناقه وتشوهه وتنفِّر الناس منه فلا هذا ولا ذاك وإنَّما الاعتدال هو الذي يؤتي ويعطي الدعوة السلفية الصورة اللائقة بها من جمالها وحسنها ويسرها وبعدها عن المنفرات وكان الرسول الكريم r يعلم أمته ورسله ومبعوثيه إلى الدعوة إلى الله تعالى فقال r : ( يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا )

وقال r : ( يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا وبَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا ) .