عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 08-03-2007, 05:05 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تابع لوثيقة محضر لقاء الرئيس مع السفيرة الأمريكية


في عام 1974، التقيت مع ابن الملا مصطفى البرزاني في هذا المكان الذي تجلسين عليه.. وكان اسمه إدريس .. جاءني يطلب تأجيل تطبيق الحكم الذاتي في كردستان العراق كما اتفق عليه في بيان 11آذار(مارس)1970، فقلت له: لدينا إصرار على أن نلتزم بتعهداتنا وعليكم كذلك الالتزام بتعهدكم .. وعندما رأيت هنالك نوايا شر من البارزاني، قلت له سلم على أبيك وانقل له أن صدام حسين يقول ما يلي: وحدثته عن توازن القوى بالأرقام والمعطيات مثلما تحدثت مع الإيرانيين في رسائلي المفتوحة إليهم أثناء الحرب.. وخرجت من الحديث حول هذه الأمور بنتيجة أوجزتها له بالقول، أنه إذا حصل قتال عسكري سننتصر .. وقلت له أتعرف لماذا؟ لكل هذه الأسباب التي ذكرتها زائدا سبب سياسي.. أنتم تعتمدون على خلافاتنا مع إيران (الشاه).. وإيران مستندة في خلافها مع العراق على أطماعها بالحصول على نصف شط العرب. فإذا كان الاختيار أن نحافظ على العراق كله ومعه شط العرب ونكون بخير فسوف لن نتنازل عن شط العرب.. وإذا وضعنا في زاوية إما نصف شط العرب أو كل العراق، فإننا سنعطي نصف شط العرب لنحافظ على العراق كما نتمنى له.

نأمل أن لا تدفعوا الأمور لتذكرنا بهذه الحكمة في علاقتنا مع إيران.. لكن بعدها أعطينا نصف شط العرب، والبارزاني مات ودفن خارج العراق وخسر معركته.
وقال الرئيس صدام حسين وهو يوجه بتركيز كلامه للسفيرة:
فنأمل أن لا نُدفع الى هذا
إن الذي يعطل العلاقة بيننا وبين إيران الآن، هو شط العرب، فعندما نرى أننا أمام أن يعيش العراق بعز وكرامة أو شط العرب، سنقف لنناقش على أساس الحكمة التي قلناها في عام 1974.. وعند ذلك مثلما خسر البارزاني فرصته التاريخية، سيخسر كثيرون فرصتهم التاريخية.
مع تحياتي للرئيس بوش
وآمل أن يطلع الرئيس على هذا وأن لا يتركه بيد المجموعة في وزارة الخارجية، واستثني من هذه المجموعة وزير الخارجية وكيلي، لأني رأيته ورأيت عقليته وتبادلت الحديث معه.

قالت السفيرة الأمريكية:
أشكركم سيادة الرئيس .. من دواعي السعادة الكبيرة لدبلوماسي، أن يلتقي ويتحدث مباشرة الى الرئيس.. وأنا بوضوح الرسالة التي تحدثتم بها.. وأنتم تتحدثون سيادة الرئيس، درسنا في المدرسة درس التاريخ.. كانوا يعلموننا أن نقول الحرية أو الموت .. وأعتقد أنكم تعلمون جيدا أننا كشعب لنا تجربتنا ضد المستعمر.
سيادة الرئيس.. ذكرتم أشياء كثيرة خلال هذا اللقاء.. ليس بوسعي أن أعلق عليها نيابة عن حكومتي.. لكن بعد إذنكم أعلق على مسألتين:
تحدثتم عن الصداقة وأعتقد أنه كان واضحا من رسائل رئيسنا إليكم بمناسبة العيد الوطني أنه يؤكد...
الرئيس صدام حسين:
كان كريما وتعبيره محل تقديرنا واحترامنا.
السفيرة الأمريكية:
وكما تعرفون أنه وجه الإدارة الأمريكية بالرفض القاطع والحثيث لمقترح فرض العقوبات التجارية.
قال الرئيس مبتسما:
لكن لم يبق لدينا شيء نشتريه من أمريكا.. فقط الحنطة.. لأنه كل ما نريد أن نشتري شيئا، يقولون هذا ممنوع.. ونخشى أن تقولوا أن الحنطة أيضا تصلح للبارود!!
قالت السفيرة :
إن لدي توجيها مباشرا من الرئيس شخصيا أن أعمل على توسيع و تعميق العلاقات مع العراق.
الرئيس : ولكن كيف ؟ نحن أيضا لدينا هذه الرغبة، والأمور تجري من حيث النتيجة خارج الرغبة.
السفيرة: أعتقد كلما ناقشنا هذه القضايا، يتقلص الاحتمال الذي أوردتموه.. مثلا أوردتم قضية المقال الذي نشر عن طريق وكالة الاستعلامات الأمريكية.. لقد كان محزنا فعلا.. وقدمت اعتذارا رسميا حوله.
الرئيس: موقفك كريم.
نحن عرب.. يكفينا أن يقول لنا المعني أنا آسف، قد أخطأت .. ونمضي على الطريق.. لكن الإعلام بشكل عام استمر. ومليء بقصص مع الأسف، لو أنها موجودة لا تسبب زعل .. لذلك نفهم من استمرار هذا النهج أن هناك إصرار.
السفيرة: أنا رأيت برنامج دايان سوير في محطة A.B.C .. الذي جرى في هذا البرنامج أمر رخيص وغير عادل، وهو صورة حقيقية لما يجري في الإعلام الأمريكي حتى لسياسيين أمريكيين.. هذه هي طريقة الإعلام الغربي.
أنا مسرورة أنكم تنضمون الى الدبلوماسيين لمواجهة هذا الإعلام .. لأن ظهوركم في الإعلام حتى ولو لمدة خمس دقائق، يساعدنا على أن نجعل الشعب الأمريكي يفهم العراق.. وهذا شيء يزيد من الفهم المشترك. ولكن لو كان بإمكان الرئيس الأمريكي أن يسيطر على الإعلام، لكان أدائه لوظيفته أسهل.
سيادة الرئيس.. لا أريد أن أقول أن الرئيس بوش يريد علاقة أفضل وأكثر عمقا مع العراق فحسب، بل يريد أن يكون للعراق إسهاما تاريخيا في السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
إن الرئيس بوش ذكي، ولن يعلن أي حرب اقتصادية على العراق.
أنتم محقون.. صحيح الذي أوردتموه من أننا لا نريد أسعارا عالية للنفط .. لكن أسألكم أن تتأملوا احتمال الرغبة في أن تكون أسعار النفط مرتفعة جدا.
الرئيس صدام حسين : نحن لا نريد أسعارا عالية جدا للنفط.. وسأذكر لك أنه في عام 1974 أمليت أفكار مقال كتبه السيد طارق عزيز مضمونه انتقاد شديد لارتفاع أسعار النفط.. وكان أول مقال يظهر من عربي بهذا الاتجاه.
طارق عزيز: وسياستنا في منظمة الأوبك ضد القفزات في الأسعار.
الرئيس صدام حسين: غير أن السعر (25) دولار .. ليس عاليا.
السفيرة الأمريكية: عندنا كثيرون من الأمريكان ممن يتمنون أن يرتفع السعر الى أكثر من (25) دولار، لأنهم من ولايات تنتج النفط.
الرئيس: كان قد وصل السعر في هذه المرحلة الى(12) دولار.. فعندما تنخفض من ميزانية العراق المتواضعة 6ـ7 مليار .. فإن هذا تدمير.
السفيرة: أعتقد أنا أفهم هذا.. وعشت سنين هنا وأنا أُعجب بجهودكم غير الاعتيادية من أجل إعادة البناء.. وأفهم أن هذا البناء يحتاج الى أموال.. وهذا نفهمه. ولدينا رأينا في هذا الموضوع.. وهو أن تتاح لكم الفرصة لإعادة البناء، ولكن الذي لا يتوفر لدينا رأي حوله هو الخلافات العربية ـ العربية، مثل خلافكم الحدودي مع الكويت.
أنا خدمت في أواخر الستينات في سفارة أمريكا بالكويت.. وكانت التوجيهات لنا في تلك الفترة أن لا علاقة لأمريكا بهذه القضية.. وقد وجه جيمس بيكر متحدثنا الرسمي لأن يعيد التأكيد على هذا التوجيه.. ونتمنى أن تتمكنوا من حل هذه المشكلة وبأية طريقة مناسبة، عن طريق (القليبي) أو الرئيس (مبارك) .. كل ما نأمل أن يجري حل هذه الأمور بسرعة. ومع كل هذا هل أطلب منكم أن تنظروا في كيف يبدو هذا الأمر بالنسبة لنا..
إن تخميني بعد (25) سنة خدمة في المنطقة، هو أن تلقى أهدافكم الدعم القوي من إخوانكم العرب .. أنا أتحدث الآن عن النفط.
ولكن أنتم سيادة الرئيس قاتلتم بحق حربا أليمة مرعبة ونحن بصراحة لا يمكن إلا أن نرى أنكم نشرتم قطعات كبيرة في الجنوب.
بالشكل الاعتيادي هذا ليس من شأننا .. ولكن عندما نرى أن هذا الشيء يحصل في سياق الكلمة التي ألقيتموها في ذكرى الثورة، ثم نقرأ ونطلع على التفاصيل في رسالتي وزير الخارجية، ومن ثم نطلع على وجهة النظر العراقية، من أن إجراءات الأمارات والكويت هي من حيث التحليل النهائي لها موازية لعدوان عسكري على العراق، يبدو أن من المعقول لي على الأقل، أن أقلق، ولهذا السبب تلقيت توجيها بأن أتوجه بالسؤال بروح الصداقة وليس بروح المواجهة عن نواياكم.
هذا هو الوصف البسيط للقلق الذي ينتاب حكومتي.. أنا لا أقصد أن الوضع هو وضع بسيط .. إنما قلقنا هو قلق بسيط.
الرئيس صدام حسين:
لا نطلب من أحد أن لا يهتم بالسلام.. أو أن لا يقلق عندما يرى السلام يتكدر.. هذا شعور إنساني صميم .. نحن نشعر به، وأنتم كدولة عظمى أمر طبيعي أن تقلقوا، لكن الذي نقصده أن لا يعبر عن هذا القلق بطريقة تشعر المعتدي أن هنالك من يعاونه على العدوان. هذا هو الذي نقصده.
نحن نريد أن نتوصل الى حل ينصفنا ولا يأخذ من حقوق الآخرين.. لكن في الوقت نفسه نريد أن نُشعر الآخرين بأنه لم يعد لنا مجال للصبر تجاه تصرفاتهم التي وصل ضررها الى حليب أطفالنا والى رزق الأرملة التي استشهد زوجها في الحرب، والى رزق الأيتام الذين فقدوا آباءهم أثناء الحرب.
ثم نحن بلد من حقنا أن نزدهر، وطالما ضاعت علينا فرص.. وعلى الآخرين أن يقدروا دور العراق في حمايتهم .. نحن لا نريد أن نعتدي، لكن لا نقبل أن يُعتدى علينا. أرسلنا لهم مبعوثين ورسائل خطية، وحاولنا معهم بكل الطرق.. تمنينا على خادم الحرمين الملك فهد أن يعقد اجتماعا رباعيا على مستوى القمة فاقترح أن يكون على مستوى وزراء النفط ووافقنا، وانعقد اجتماع وزراء النفط في جدة كما تعرفون.. وتوصلوا الى اتفاق لا يمثل الذي يفترض أن يكون، لكن وافقنا عليه..
بعد الاجتماع بيومين فقط، صرح وزير النفط الكويتي بما يخالف الاتفاق.
كذلك طرحنا الموضوع أثناء قمة بغداد.. فبعد إنجاز جدول أعمال القمة، قلت للملوك والرؤساء العرب، أن بعض الأشقاء يشنون علينا حربا اقتصادية، وأن الحروب ليست كلها تستخدم الأسلحة.. هذا النوع من الحرب نعتبره بمستوى العمل العسكري ضدنا.. لأنه إذا هبطت كفاءة جيشنا من الممكن عندما تعاود إيران الحرب، أن تحقق أهدافا لم تحققها في الماضي، وإذا هبط مستوى برنامجنا الدفاعي قد يشجع هذا إسرائيل لأن تعتدي علينا. وقلت هذا أمام الملوك والرؤساء العرب.. فقط لم أشر بالاسم الى الكويت والأمارات لأنهم كانوا ضيوفي
ثم أنا كنت قد أرسلت لهم مبعوثين قبل هذا لكي أذكرهم بأن القتال الذي قمنا به دفاعا عنكم، فلا يجوز أن تبقي المساعدات التي قُدِمت لنا بصيغة قروض.
قمنا بأكثر مما تقوم به الولايات المتحدة تجاه من يعتدي على حقوقها. وتحدثت بالموضوع مع الدول العربية الأخرى.. حكيت للأخ الملك فهد عدة مرات عن طريق المبعوثين وبالهاتف. وحكيت مع الأخ الملك حسين.. ومع الشيخ زايد بعد انتهاء أعمال القمة، والى أن أوصلته الى الطائرة وهو يغادر الموصل الى الأمارات .. وقال لي، فقط انتظرني الى أن أصل الأمارات. ولكن بعد وصوله ظهرت تصريحات في غاية السوء، ليس منه، وإنما من وزير النفط.
كذلك بعد اتفاق جدة، وصلتنا أخبار، أنهم يتحدثون عن أن مدة الاتفاق شهرين وبعدها يتنصلون من الاتفاق.
إذن قولوا لنا، لو أن الرئيس الأمريكي وضع في مثل هذا الموقف ماذا يفعل؟
أنا قلت أن من أصعب الأمور علي أن أتحدث علنا.. ولكن لا بد أن نقول للعراقيين الذين يجدون نقصا في أرزاقهم من هو المسئول عن ذلك.
السفيرة الأمريكية: قضيت أربع سنوات جميلة في مصر.
الرئيس صدام حسين: مصر شعب كريم .. طيب .. عريق. يفترض أن أهل النفط يساعدون شعب مصر.. لكن مع الأسف بعضهم بخلاء الى الحد الذي لا يصدق.. ومن المؤلم أن بعضهم غير محبوب عند العرب بسبب بخلهم.
__________________
ابن حوران