عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 23-10-2006, 12:07 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

حرب الاستقلال :

في عام 1954 ، عقدت عدة اجتماعات في سويسرا ، للمجلس الثوري للوحدة والعمل .. قسمت فيه الجزائر الى ستة ولايات ، عين لكل ولاية مسئول عسكري، وعندما بدأت الانتفاضة أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 1954، غير المجلس اسمه فأصبح (جبهة التحرير الوطني) وأطلق اسم (جيش التحرير الوطني) على قواتها المسلحة. وانطلقت الثورة من الأوراس وامتدت في عام 1955 الى منطقة قسنطينة والقبائل، ومع نهاية 1956 كان جيش التحرير قد انتشر في عموم الجزائر .

انضم فرحات عباس وأحمد فرنسيس وجمعية العلماء المسلمين الى جبهة التحرير الوطني عام 1956 بحيث أصبحت تضم كل الأطياف عدا حركة (مصالي الحاج) .. وفي آب/أغسطس انعقد مؤتمر سري في (صومام) انتخبت لجنة مركزية ومجلس وطني للثورة ووضع برنامجا اشتراكيا للجمهورية الجزائرية وأقرت خطط لبدء العمليات الثورية في الجزائر ..

أحست الحكومة الفرنسية ورئيسها ( غي موليه) بأن هناك دعم من خارج الجزائر وبالذات من مصر، فبعث وزير خارجيته لإقناع عبد الناصر بالكف عن دعم الثورة، وتم كهربة الحدود مع تونس، وقادت تلك الظروف الى التحالف الفرنسي الصهيوني البريطاني في العدوان الثلاثي على مصر، إلا أن ذلك لم يمنع من تصاعد الثورة الجزائرية، فقد شنت الثورة هجمات ناجحة بين سبتمبر 1956 و يونيو/حزيران عام 1957 أوقعت إصابات موجعة في صفوف الفرنسيين .. مما جعل القوات الفرنسية ترد بطريقة قمعية ألحقت بالمدنيين الجزائريين خسائر كبيرة كما قمعت المعتقلين مما أثار موجات استنكار عالمية حتى داخل فرنسا نفسها ..

وقد انتبهت جبهة التحرير الجزائري الى العمل الدبلوماسي والمفاوضات، إلا أن قادتها قد تم اختطافهم في رحلة جوية بين تونس والجزائر وأودعوا في سجون فرنسا، ومع ذلك لم تنثني الثورة عن التصعيد والقتال، فطرحت حكومة (بورغيس ـ مانوري) التي خلفت حكومة (موليه) تشريعا يربط الجزائر نهائيا بفرنسا .. ولما لم تنثني الثورة عن عملها، رأى الفرنسيون أنه لا بد من التفاوض مع الثورة .. مما أثار غضب المستوطنين الأوروبيين في الجزائر، والذين كان نصفهم من الفرنسيين، حيث خشوا على مستقبلهم ، فتمردوا في 13/5/1958 وشكلوا لجانا للسلامة العامة، فسقطت على إثر ذلك الجمهورية الفرنسية الرابعة، وجيء بالجنرال (ديغول) رئيسا لفرنسا، حيث عزز قدرات الجيش الفرنسي فوصل عدده الى نصف مليون جندي .. فردت الثورة الجزائرية بإنشاء حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية في آب/أغسطس 1958 برئاسة فرحات عباس ..

ورغم الإرادة الفرنسية التي تعززت بمزيد من القمع والقتل، فإن الحكومة الفرنسية ومن خلال تصريحات مضطربة متعاقبة قد أوكلت مهمة التوسط الى رئيس جمهورية تونس عام 1961 ، انتهت الى مفاوضات مباشرة مع الثورة ، وبالمقابل فإن المستوطنين قد شكلوا مع فلول الجيش الفرنسي (منظمة الجيش السري ) المناوئة للمفاوضات ولنزع السلطة من الأوروبيين . وفي 23/4/1961 نظم أربعة جنرالات هم : شال و زيلر و جوهو و سالان عملية للاستيلاء على الجزائر (العاصمة) غير أن انقلابهم فشل، لأن أغلبية الضباط لم تسانده .. بعد ذلك تصاعدت وتيرة الحرب مجددا بين الثوار والمحتلين، في حين قامت منظمة الجيش السري بشن هجمات إرهابية داخل الجزائر وفرنسا معا .

وفي الجانب الآخر استؤنفت المفاوضات التي رتبت للاستقلال في ديسمبر / كانون الأول من عام 1961 وانتقلت الى جنيف و روما في السنة الثانية، وشارك بها القادة الخمسة المعتقلون، حتى أعلن وقف إطلاق النار في 18/3/1962 وناقشت المفاوضات علاقات الدولة التي في طريقها للاستقلال مع فرنسا، واتفق على أن تبقى القاعدة الفرنسية في ( مرسى الكبير) لمدة 15 سنة بالمقابل فان انشقاقا حدث في الجيش السري المناوئ للمفاوضات ، حيث نظم قسم من قياداته مفاوضات مع جيش التحرير الجزائري ..

وفي 1/7/1962 جرى استفتاء في الجزائر، صوت فيه 91% من السكان لصالح الاستقلال ، وفي 3/7/1962 أعلن الجنرال ديغول انسحاب فرنسا من الجزائر بعد 130 سنة من الاحتلال ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس