عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 11-02-2005, 01:59 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الإرهاب لا وطن له

الإرهاب داء تعاني منه المجتمعات بدون استثناء، ولا يمكن القول بأن مجتمعا بعينه أو فئة بعينها هي المستهدفة.
فالإرهاب لا يفرق بين صغير أوكبير ،غني أو فقير، ولكنه يستهدف الجميع لإنه أعمى.
وقد رأينا العديد من العمليات الإرهابية التي حدثت في مناطق متعددة من العالم سواء في الوقت الحاضر أو في سنوات سابقة، وهي تؤكد هذه الحقيقة التي يسعى البعض إلى تغييبها بحجج واهية. فالإرهاب أياً كانت صوره أو أشكاله لا وطن له، ولا يعنيه سوى التدمير والاستئصال لكل منجز حضاري تحقق في مجتمعاتنا المعاصرة رغبة -كما يزعمون- في إحداث التغيير، وتطهير المجتمعات.. وفي النهاية تكون النتيجة أن هؤلاء الإرهابيين يطهرون المجتمع من القيم السامية، ويقضون على الأنفس البريئة، ويتخلصون من كل مظاهر الحياة الجميلة مستبدلين الأمن والاستقرار والبراءة بالخوف والقلق والترقب. ولهذا فإن مواجهة الإرهاب، والسعي إلى مكافحته ينبغي أن لا تقتصر على الأفراد أو المجتمعات التي اكتوت بناره فقط، ولكنه مسؤولية جماعية لابد أن تشارك فيها جميع المجتمعات بما فيها من مؤسسات وهيئات وأفراد لتحقيق الوقاية المطلوبة، ومنع هؤلاء المهووسين من تحقيق أهدافهم التدميرية المقيتة.

من هذه الحقيقة انطلق المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في رحاب بلادنا الغالية ليقدم دليلا جديداً على أن الإرهاب لا وطن له، وأنه داء ، على المجتمع الدولي بكافة فئاته أن يتكاتف ويتضامن لكي يتم اجتثاثه واستئصاله لكونه لا يدمر المباني فقط أو يقتصر أذاه على أفراد دون غيرهم، ولكنه يستهدف الحياة بكل مباهجها وحيويتها، فهو يغتال فرحة الصغار، ويقضي على أحلام الكبار، ويدمر المستقبل.
ولهذا علينا جميعا أن نقف في وجهه لنحاربه بكل قدراتنا وإمكانياتنا.
وما هذا المؤتمر إلا جزء من الجهود التي تقوم بها المملكة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه خاصة بعد أن عانى المجتمع السعودي وخلال السنتين الماضيتين من عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت الأبرياء وقتلت الأنفس المعصومة.

الوطن اليوم وكل يوم يقف ضد الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، ويقول بشعار واحد «لا للإرهاب». إنه ينبذ الإرهاب ويرفضه..وتأتي حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب في جميع أنحاء المملكة لتزيد من التأكيد على هذه الحقيقة بأن جميع المواطنين يقفون يداً واحدة ضد الأيدي العابثة التي تريد زعزعة أمنها، أو الإخلال بمكتسباتها.
وهذه الحملة التضامنية ضد الإرهاب تعد إحدى الوسائل القوية التي تزيد من عزيمتنا وإصرارنا على مكافحة الإرهاب ، ونحن مسؤولون جميعاً عن إنجاحها، وتنبيه جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب إلى خطورة الإرهاب على قيمه وحياته ومستقبله.
ولهذا ينبغي أن يكون هدفنا هو القضاء على جذور الإرهاب عن طريق التعمق في بحث مسبباته، والسعي إلى دراسة هذه الأسباب التي لاشك أنها ستقدم لنا رؤية أقرب إلى الواقع عن كيفية تورط هؤلاء الإرهابيين في تبرير أعمالهم الإجرامية المشينة.
وأخيراً إن ما نراه اليوم من إرهاب لا يعني استغلاله لإلصاق تهمة بمجتمع معين أو عقيدة معينة، كما لا يعني أيضاً أن نجعل من مكافحة الإرهاب تبريراً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فإذا كان تعاضد الدول وتضامنها مطلباً ملحاً للقضاء على آفة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، فإن احترام الخصوصيات، وتقدير القيم الاجتماعية لكل مجتمع يعدان من أهم الوسائل لتحقيق التعاضد والتكاتف المطلوبين للنجاح في مكافحة الإرهاب الذي اكتوى بناره الجميع.

منقول

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }