عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-07-2005, 01:48 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي ::... قـصص مع القـلوب الحـية ...::


قصص مع القلوب الحية ...
اعداد / ابراهيم الحمد

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ،
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له،
وأشهد ان محمداً عبده ورسوله:

{ ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانت مسلمون}
[آل عمران102]

نريد ان ننطلق مع آية من كتاب الله، مع أصحاب تلك القلوب النيرة،
حيث قال تعالى {إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائفٌ من الشيطانِ تذكّروا فإذا هم مبصرون. } [الأعراف:201-202].

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه :" المؤمن يرى ذنوبه مثل الجبل يخشى
أن يقع فيه والمنافق يرى ذنوبه كذباب قام على أنفه فقال به هكذا "
[رواه البخاري موقوفاً]

كلمات نتجول من خلالها في حياة الصالحين عندما يلّم
أحدهم بخطأ أو يفوته خير، ماذا كان يفعل؟ وبماذا كان يحس؟
إنه إحساس المؤمن من الذنب وفوات الخير، إنه شعور مرهف وقلق دائم،
وغمّ مطبق عندما يفعل ذنباً..
حينما نقرا احوال الأخيار نتساءل :لم هذا الشعور وهذا الإحساس؟
وكيف وصلوا إلى هذه المرحلة من الإحساس والشعور؟
فلنقارن بهم احوالنا نحن المقصرين محاوليين معرفة السبب الذي سنصل
إليه في النهاية..


مطالب عالية
عندما صلى العصر ولم تفته ركعة ولاتكبيرة الإحرام رجع منزله وجلس
مع أهله، أخبرهم بأنه في ضيق. فقيل له في ذلك، فقال:صليت فريضة الله
بدون حضور قلب ولا تدبر، فلم أهتم بها ولم أؤدها كما ينبغي،
فلا أحس بأثرها في قلبي، بل أحس بضيق...إنها فريضة. أستغفر الله ..
أستفغر الله .

ويذكرنا هذا الموقف بعلي بن الحسين(زين العابدين) حينما يتوضأ ويقوم
للصلاة تأخذه رعدة فقيل له: مالك؟ فقال: ماتدرون بين يدي مَنْ أقوم
ومن أناجي؟
تفيض عيوني بالدموع السواكبومالي لاأبكي على خير ذاهب
على كم ذنوب كم عيوبٍ وزلةٍ وسيئة مخشيةٍ في العواقب
على أنني قد أذكر الله خالقي بغير حضور لازم ومصاحبِ
أصلي الصلاة الخمس والقلب جائلٌ بأودية الأفكار من كل جانبِ


قـلوب حـية
وهذا كرز بن وبرة أخذ في البكاء: فقيل له: مايبكيك؟ قال منعت
جزئي أن أقرأه البارحة، وماهو إلا من ذنب أذنبته.
يبكي لأنه مضت عليه ليلة لم يقم يصلي ويقرأ القرآن فيها، بل إنه
اتهم نفسه مسنداً ذلك إلى ذنب منعه الخير.

فهل خصصنا نحن جزءاً نقرأه كل ليلة من أجل أن نحزن أولانحزن إذا فات؟!
إذا مضت الأوقات في غير طاعةٍ ** ولم تك محزوناً فذا أعظم الخطبِ
علامة موت القلب أن لاترى به ** حراكاً إلى التقوى وميلاً عن الذنبِ

بين الخوف والرجاء
كنا في رفقةٍ في موسم الحج ومعنا ذاك الرجل الذي قد زار بيت الله الحرام،
وأدى مناسك الحج، وقد كان يلهج بالدعاء ليلاً ونهاراً، وكم قد دمعت عيناه
في تلك البقاع الطيبة متمنياً غفرات السيئات وإجابة الدعوات والقرب
من رب الأرض والسموات..
والعجب أنه قد ظهر عليه سيما التقى والصلاح يقول: والله الذي لاإله إلاهو
إني خائف ألايقبل الله مني بسبب ماعندي من سوء النية والطوية،
والله يعلم ذلك لكني أرجو أن يتقبل مني برحمته وخو أرحم الراحمين..

قال تعالى{والذين يؤتون مآ ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم الى ربهم راجعون}[المؤمنون:23]

منذ أربعين سنة
قال محمد بن سيرين: إني لأعرف الذنب الذي حُمل به عليّ الدّين.
قلت لرجل من أربعين سنة:يامفلس.
قال أبو سليمان الداراني: قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون،
وكثرت ذنوبي و ذ نوبك فليس ندري من أين نؤتي؟.

إحساس طفل
جاء إلى معلمه يشكو إليه شيئاً أرّقه وآلمه قائلاً: إن أبي لايصلي وقد
نصحته كثيراً فتضايق مني حتى طردني.حاول المعلم أن يذكره ببعض
الوسائل المفيدة في ذلك، وإذا بالغلام يقول:قد فعلت فلم تُّجدِ شيئاً.
حينها قال المعلم: إذا فعلتَ ماتستطيع، وحاولت فلم يستجب فأنت معذور.
لكن الغلام الصغير لم يقتنع بهذا الكلام عند هذا الحدّ، وتغيّر وجهه
وأغرورقت عيناه فردّ فوراً:لا...لا...لاأريد أن يكون أبي لايصلي، لاأريد.

أخي كم تعرف الكثير من الأخطاء عند الاهل والاقارب.
والاصدقاء، فهل أحسسنا وشعرنا بتقصيرنا تجاههم بعبادة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر؟!


سنة ونصف
ذهبت الرفقة الصالحة في الطريق إلى رحلتها، وكان أحد الطلاب(في الاول
الثانوي) يركب الحافلة الثانية، وفي الطريق تعطلت الحافلة الثانية،
ووقفت الحافلو الاولى ومن فيها لمساعدتهم فوجدوا العطل يسيراً،
فقالوا: نتقدمكم إلى المكان، وأثناء ذلك أوصى الطالب الأستاذ
الذي يركب في الحافلة الاولى بألا يبدءوا بالصلاة حتى يحضر هو ورفاقه،
وكررها مرة بعد أخرى، فلما وصلوا إلى المكان المناسب بدءُوا بالصلاة،
فلما حضر الطلاب من الحافلة الثانية أدركوهم في الركعة الثانية،
فلما انتهت الصلاة ذهب الطالب إلى الأستاذ قلقاً متحسراً قائلاً : لمَ وقد
أوصيتك بألاتصلوا حتى نحضر؟ والوصيه لم يحسب المعلم لها حساباً كبيراً..
ثم أكمل الطالب قائلاً: لمَ ياأستاذ فقد فاتتني تكبيرة الإحرام وقد كنت
مستمراً متعهداً محافظاً عليها منذ سنة ونصف، وهاهي اليوم تفوتني.

الله أكبر: بماذا يشعر؟ وماذا يقول منْ فاتته الركعات تلو الركعات
إن لم يكن الصلوات والأوقات؟!
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرحٍ بميتٍ إيلامُ


يتبع ،،