عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-07-2005, 02:01 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي



لايملك مالاً
أخذ يتفكر ويتذكر أعمال الخير من أعمال إغاثية ودعوية وخيرية كبناء
للمساجد وطباعةٍ للمصاحف وكتب العلم، ومحاضراتٍ وبعثات دعوية، وحلقات
للتحفيظ للرجال والنساء، وتجهيز للغزاة ودعوية، وكفالة للأيتام
وإطعام للمساكين، وقضاء للديون، ومساعدةٍ للراغبين في الزواج،
وسقيا المسلمين وإفطار للصائمين، وتذكر المؤسسات الخيرية والمكاتب
الدعوية والأوقاف الخيريةوالمدارس التعليمية...
إلخ أعمال الخير في جميع أنحاء الأرض..
ثم تنمى من أعماق قلبه عازماً أن لو كان عنده مل يكفي جميع ماتقدم
من الخيرات، بل وجميع خيرات الأرض لينفق هو عليها ويكون متسبباً فيها..
ثم بكى مرة أخرى.
كل ذلك أملاً أن يكون أعظم المسلمين أجراً.. ثم الدرجات العلى برحمة الله..
إنه قلب حي، ونية طيبة، وعزيمة صادقة، وبكاءٌ، وخوف فواتِ الخير..

ومن المسلمين من يملك الأموال ويستطيع الإنفاق لكن .. إلا من وفقه الله..
وكم من نية صادقة سبقت أعمالاً كثيرة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر:
رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل بعلمه في ماله، ينفقه في حقه،
ورجل أتاه الله علماً ولم يؤته مالاً،فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فهما في الأجر سواء..." الحديث [رواه ابن ماجة]

هذه قلوب الصالحين
من خلال هذه القصص والمواقف ترى أن المؤمن:
* صاحب احساس وقلب حيّ تلومه نفسه، ويتألم عندما يفعل معصية صغيرة أم كبيرة،
وكأنها جبل قد أثقله حتى يتوب توبة نصوحاً.

* تلومه نفسه ويتألم عندما يفوته الخير والطاعة واجبة أم مستحبة.

وكما قال تعالى{ولا أُقسم بالنفس اللوامة}[القيامة2]
وقال الحسن البصري:إن المؤمن والله ماتراه إلايلوم نفسه،
ماأردت بكلمتي، ماأردت بأكلتي؟ ماأردت بحديث نفسي؟
وإن الفاجر يمضي قدماً مايعاتب نفسه.

* وعندما تصيبه مصيبة يعلم أنها بسبب أفعاله متذكراً قوله تعالى
{وماأصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثيرٍ} [الشورى30]

فهل أنت اخي ممن يلوم نفسه ويحاسبها فيكون من هؤلاؤ الصالحين؟
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ** وأبصر بعد الموت منْ قد تزودا
ندمت على أن لاتكون كمثله ** وأنك لم ترصد كما كان أرصدا


وهذه قلوب الغافلين

- يأكلون الحرام ويسيرون في أموال الربا.
- تفوتهم الصلاة أو بعض الركعات، إن لم يخرجوها عن الأوقات.
- ينظرون إلى المحرمات في الأسواق والطرقات والشاشات.
- يطلقون ألسنتهم وآذانهم للآثام.
- بعيدون في هيئتهم ولباسهم عن أهل الإسلام.
- يذهب اليوم واليومان فأكثر ولم يفتحوا كتاب رب الأرض والسموات.
- بل قال بعضهم: لم أفتح المصحف سنة كاملة إلا في رمضان.
- يرضون أو يتغافلون عما في بيوتهم وأهليهم من المنكرات.
- يغيب عن إحساسهم أهمية أداء الأمانات.
- وعندما يكون عند أحدهم شيء من هذه الأخطاء لا يحس بالضيق
ولايأبه بذلك، وكأن شيئاً لم يكن، كأنه ممن قال الله فيه:
{بل يريد الإنسان ليفجرا أمامه } [القيامة 5]

فهل أنت من هؤلاء ؟؟
قال ابن مسعود: إنكم لتعلمون أعمالاً كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الموبقات ... روي أن ابن المنكدر بكى، فقيل مايبكيك؟
فقال: أخاف أن أكون أذنبت ذنباً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم.

أخي:
ماأجمل أن يعترف المقصر بتقصيره، فبداية الدواء وعرفة الداء..
أنا العبد الذي كسب الذنوبا وغرته الأماني أن يتوبا
انا العبد الذي أضحى حزيناً على زلة قلقاً كئيبـــــــــا
انا العبد المسيء عصيت سراً فمالي الآن لاأبدي النحيبا
انا العبد المخلّف عن أناس حووا من كل معروفٍ نصيبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لي فرجاً قريبا


حديث
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تعرضت الفتن على القلوب عرض الحصير عُوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها
نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء،
حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لاتضره فتنه مادامت السموات والارض،
والآخر أسود مريداً كالكوز مجخياً لايعرف معروفاً، ولاينكر منكراً،
إلا ما أشرب من هواه:[رواه مسلم]

أسباب عدم تأنيب الضمير (الغفلة)
1- قلة المحبة لله .
2- ضعف تعظيم الله والخوف منه .
3- نسيان أضرار المعصية .
4- ضعف المحاسبة للنفس وقلة تذكر الآخرة .
5- عدم الاهتمام بضعف أو زيادة الإيمان .

لكن إن ذكّر المسلم نفسه بأن يحب الله قولاً وفعلاً ، وعظَّم الله في قلبه ،
وحاسب نفسه ، وعكل للآخرة ، حينها: يزيد الإيمان فيحيا القلب حياة
الطيبين الصالحين ، فيتألم لفوات الخيرات ، ويندم لفعل المنكرات ،
ويتذكر عند وقوع النكبات أنها بعلم الحكيم الغفار ..

وفي الختام :
ان كنت عرفت السبب الذي جعل أولئك الصالحين يعيشون بذلك الإحساس
والشعور والقلب الحي، وإلا فعُدْ واقرأ هذه الكلمات، إن أردت الفائدة والنجاة.
خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر مايرى
لاتحقـــــرن صغيرةًإن الجبـــــــــال من الحصى

أسال الله أن يغفر لنا ماسلف وكان، وأن يجعلنا ممن إذا ذُكّر تذكّر ،
وإذا أذنب استغفر .. وصل الله على نبينا نحمد وسلم تسليما كثيراً ...

على الخير نلتقي لنرتقي ،،