عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-07-2005, 01:37 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
Question الآثار المدمرة للعصبية القبلية


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:



الآثار المدمرة للعصبية القبلية



مقدمة

من أحد أهم اسباب سقوط الدول, وكثرة الخلاف والشقاق والتنازع في الأمة الاسلامية هي العصبية القبلية, واليوم نراها تظهر وبشكل واضح للعيان, وصار تقدير الشخص وتقيمه على حساب دولته لا على ديانته, فهذا باكستاني وذاك هندي وهذا مصري وآخر سعودي وخامسٌ كويتي ,,,وهلم جرا.

وتجدالعصبية القبلية متمثلة ً أيضا بين شعب الدولة الواحدة أيضا , فهذا بشتوني وهذا بنجابي كما في باكستان, وهذا صعيدي وذاك اسكندراني كما في مصر , وجنوبي او نجدي او حجازي كما في السعودية, وقس على ذلك جميع الدول الاسلامية.


ثم يكون التميز والترقيات والتقدير كل واحد على قبيلته في نفس المدينة وعلى جنسيته بين الدول, فصارت كل فئة تنظر بازدراء او احتقار للفئة الأخرى, يكنون لبعض العدواة والبغضاء!!

وهذا واقعٌ ملموس .ومنظرٌ مشهود. وأثرٌ محسوس.


لمحة تاريخية


قبل أن أدخل في لب الموضوع الأساسي ,سأقوم بسرد وقائع تاريخية للآثار المدمرة للعصبية القبلية.

العهد النبوي:
إنتشرت في العرب أيام الجاهلية العصبية القبلية بشكل كبير جدا, فحالات الحروب والظلم والبغي والقتل والسلب كانت متفرعة عن سبب رئيسي وهي العصبية القبلية.وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة , قام بالمآخاة بين المهاجرين والأنصار , وكان من نتاج تلك المآخاة أن صار المسلمون يداً واحدة ,لا عصبية الا للدين , ومع ذلك برزت بعض المشادات التي كان يطفأ نارها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعلى سبيل المثال, لا الحصر ما جاء في صحيح مسلم :

‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وزهير بن حرب ‏ ‏وأحمد بن عبدة الضبي ‏ ‏وابن أبي عمر ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن أبي شيبة ‏ ‏قال ‏ ‏ابن عبدة ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏و قال ‏ ‏الآخرون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏قال سمع ‏ ‏عمرو ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏يقولا ‏
" ‏كنا مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في غزاة ‏ ‏فكسع ‏ ‏رجل ‏ ‏من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏رجلا ‏ ‏من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقال الأنصاري يا ‏ ‏للأنصار ‏ ‏وقال ‏ ‏المهاجري يا ‏ ‏للمهاجرين ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما بال دعوى الجاهلية قالوا يا رسول الله ‏ ‏كسع ‏ ‏رجل ‏ ‏من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏رجلا ‏ ‏من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقال دعوها فإنها منتنة فسمعها ‏ ‏عبد الله بن أبي ‏ ‏فقال قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏ليخرجن الأعز منها الأذل قال ‏ ‏عمر ‏ ‏دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا يتحدث الناس أن ‏ ‏محمدا ‏ ‏يقتل أصحابه "


فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "دعوها فإنها منتنة " وقال عنها انها دعوة جاهلية.

وانظر الى منافقي عصر النبوة وعلى رأسهم عبدالله بن أبي, كيف يدندن على اوتار الجاهلية ,فما بال منافقي عصرنا اليوم!!
وهكذا تربى الجيل الأول على الحق وعلى الإيمان الصحيح , وكانوا يحملون الدين ورضى الله ورسوله فوق كل محمل, فصلبت أعوادهم وقويت قلوبهم ونضج تفكيرهم وكل ذلك بالايمان.

وبعد موته صلى الله عليه وسلم, بدأت تلك العصبية بنخر قواعد الأمة,وأنّا لها ذلك وأبو بكر رضي الله عنه موجود.

حروب الردة:

حينما دخلت جميع قبائل العرب للإسلام قبل موت الرسول صلى الله عليه وسلم, كان كثير منهم يحملون عادات الجاهلية في عقولهم, بالإضافة الى ضعف الإيمان , فحينما اشتعلت الردة اشتعلت معها أيضاً العصبية القبلية,فمع معرفة كثير من المرتدين أن الحق في الإسلام إلا أن العصبية القبلية كانت مقدمة على كل شيء,فقد روى الطبري أن طلحة النميري قال لمسيلمة: "أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق. ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر" فقتل معه يوم عقرباء. أي أنهم عرفو أن الإسلام حق، و لكن لم يرضو أن يقفو مع قريش ضد رجل من قبيلتهم و لو كان على باطل. ولذلك قال عنهم الطبري بعد سرد عدة حوادث في هذا المعنى: "وكانوا قد علموا واستبان لهم (كذب مسيلمة)، ولكن الشقاء غلب عليهم". تاريخ الطبري (2\277).

ولولا مشيئة الله وكرمه ثم ثبات الثلة المؤمنة التي ارتفع في قلوبها الأيمان , لتهدمت الدولة الاسلامية في بداية أمرها.
فقد روى البخاري من حديث أبو بكر الصديق t عن المرتدين: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ r، وَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ t، وَ كَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ. فَقَالَ عُمَرُ t: "كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ" فَقَالَ " وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ. وَ اللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُو يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا". قَالَ عُمَرُ : "فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلاَ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ t فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ"


والشاهد هنا أنه كلما زاد إيمان العبد كلما نقصت عصبيته القبلية وزادت عصبيته الدينية(اي التعصب لا يكون الا للدين), والعكس صحيح أيضاً.


عمر رضي الله عنه والرافضة:

حينما أرسل عمر رضي الله عنه الجيوش لفتح الأمصار, ومنها فارس,وحطم دولة المجوس الغنية ذلك الزمان, دخل الفرس الاسلام ولكن لم يدخل الايمان في قلوبهم ,وحملوا حقدهم على عمر رضي الله , وظهر ذلك الحقد على الاسلام بشكل ٍ واضح في مؤلفاتهم المعاصرة,يقول المفكر الإيراني المعاصر الإحقاقي: "إن الصدمات التي واجهها كل من شعبي إيران و الروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين، و المعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة، أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب، و شريعة العرب، فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة، و ذلك الخراب و الدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة، و الأراضي العامرة، في الشرق و الغرب، و غارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة و ناموس الدولتين الملكية و الإمبراطورية…الخ"انظر رسالة الإيمان ص 323 - ميرزا حسن الحائري الإحقاقي - مكتبة الصادق - الكويت ط2 1412.

والغريب أنه يقول عن المجوس انهم اهل عفة وهم من يحلون الزنا بإسم المتعة!!

فترون كيف ان ما كتبه الاحقاقي -قاتله الله- يتقطر حقدا على الاسلام,وعلى الفتوحات الاسلامية, ومن باب اولى على من ارسل تلك الحملات وهو عمر رضي الله عنه,فانعكس ذلك على عوام الرافضة وتجد في مدينة كاشان في شارع الفيروزي هناك مزار مقام في ميدان فيروزي، هو مزار لقبر المجوسي أبو لؤلؤة قاتل سيدنا عمر رضي الله عنه, وهو ليس بقبره الحقيقي إنما هو مزار يشبه ما يسمى بنَصب الجندي المجهول.
و يسمون هذا المجوسي (بابا شجاع الدين) و يقيمون التعزيات و اللطميات بذكرى موته، و يزعمون أن الله يرفع عنهم الحساب في ذلك اليوم.وقد جاء عندهم من الرويات الرافضية الخبيثة في ذلك مايلي: روى علي بن مظاهر عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص (شيخ الشيعة و وافدهم) أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر و يوم المفاخرة و يوم التبجيل و يوم الزكاة العظمى و يوم البركة و يوم التسلية!

ومن المعلوم أن الرافضة -قاتلهم الله- يفضلون ويعظمون أولاد الحسين على أولاد الحسن , مع ان امهم واحدة وأباهم واحد, و قد ذكر محمد علي أمير معزي الباحث الشيعي الإيراني بفخر "أن المفاهيم الأساسية من الزرادشتية دخلت إلى التشيع حتى في بعض الجزئيات الصغيرة . و أصبح زواج سيدنا حسين ببنت آخر ملوك آل ساسان رمزا لإيران القديمة، بحيث أصبحت تلك الفتاة هي الأم الأولى لجميع أئمتهم. و قد انعقد بها عقد الاخوة بين التشيع و إيران القديمة المجوسية"
وهكذا يبان حبهم للحسين وأولاده لزواجه شهربانو بنت يزدجرد الفارسية الأصل.
انظر بحار الأنوار (45\329) - للمجلسي - مؤسسة الوفاء - بيروت ط2 – 1403.

بل العجيب أنهم يعظمون الصحابي سلمان الفارسي من دون الصحابة ويقولون فيه أنه يوحَى إليه لا لشي إلا أنه فارسي.انظر رجال الكشي (21).

ويروون في كتبهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عن كسرى: "إن الله خلصه من عذاب النار، و النار محرمة عليه".انظر بحار الأنوار (14/41).


فانظر كيف ان عقيدتهم مبنية اصلا على المجوسية والتعصب القبلي للفرس, وياليت رافضة العرب يدركون ذلك فيرجعون للحق.

الدول الاسلامية الأخرى:

بدأت العصبية القبلية بالشكل الواضح في بني أمية وخاصةً بعد موت يزيد بن معاوية وتخلي ابنه معاوية (الثاني) عن الخلافة, فقد نصرت قبيلة كلب اليمانية مروان بن الحكم حين رشح نفسه للخلافة, وقاتلت معه الضحاك بن قيس الفهري, زعيم القيسية في الشام وكان يدعو لعبد الله بن الزبير. وانتصر مروان في وقعة (مرج راهط) سنة 64هـ بسواعد الكلبيين, وقتل الضحاك بن قيس في الموقعة وهزم القيسية, ومن بعدها تأصلت العداوة بين اليمانية والقيسية (المضرية), وظل اليمانية حلفاء بني أمية حتى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك حين ثار عليه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة زعيم اليمانية.

واستمرت بين الخلفاء وصار كل رجل يكن العداء للآخر وقتل لذلك عددٌ من الفاتحين ,فعندما تولى سليمان الخلافة من بعد ابن أخيه عبد العزيز بن الوليد وفي قلبه حنق على الذين استجابوا لبيعة ابن أخيه عبد العزيز, وعزم على الانتقام منهم, فأرسل إلى قتيبة بن مسلم من اغتاله , وعزل محمد بن القاسم وأمر بحمله إلى واسط وكتب إلى يزيد بن المهلب وكان قد ولاه على العراق, أن يميته تحت العذاب, فوكل به من أماته تحت العذاب , وهكذا كانت نهاية بطلين من أبطال الإسلام وقائدين شهيرين فتحا ما وراء النهر والسند ونشرا الإسلام فيهما. وأما الحجاج الثقفي فكان قد مات قبيل تولي سليمان الخلافة, فصب نقمته على كل من اتصل بالحجاج بسبب.

واستمرت تلك العصبية حتى وصلت الأندلس وتشكلت عصبيات اخرى بين البربر والعرب, وحتى بين الأخوة حتى انتهت الدولة الاسلامية في الاندلس ,وفي ذلك قصة لا يتسع المقام لذكرها.

وهكذا مع كل الدول الاسلامية الاخرى تقريبا,حتى انهيار الدولة العثمانية ابتداءً بتغير اللغة العربية الى اللغة التركية ,وهلم جرا.




الواقع المعاصر