عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-10-2005, 04:24 PM
القعقاع بن عمرو القعقاع بن عمرو غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 438
إفتراضي ألا يا عين ويحك أسعديني بطول الدمع في ظلم الليالي

أختي الفاضلة/ الشامخة
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الرائع
لمــا يبكون ولا أبكي ....!!
سؤال كل منا لابد أن يسأله لفسه
لمــا يبكون ولا أبكي ....!!
ولابد أن بحث عن الجواب
والجواب يتلخص في جملة(الزهد في الدنيا)
فلو كل منا نزع الدنيامن قلبه لأصبح البكاء أسهل ما يكون



قالت أم الربيع أم حيثم لولدها : يا بني ألا تنام ؟ قال : يا أماه ، من جن عليه الليل وهو يخاف الثبات حق له أن لا ينام . فلما رأت ما يلقي من السهر والبكا ، قالت : يا بني لعلك قتلت قتيلاً ، قال : نعم ، قالت : ومن هذا القتيل حتى نسأل أهله فيغفرون ، فوالله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء لرحموك ، فقال : يا والدتي ، هي نفسي .


قيل لزيد بن مزيد : ما لنا لم نزل نراك باكياً ، وجلاً خائفاً ، فقال : إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة .


وكان آمد الشامي يبكي وينتحب في المسجد حتى يعلو صوته وتسيل دموعه على الحصى ، فأرسل إليه الأمير : إنك تفسد على المصلين صلاتهم بكثرة بكائك ، وارتفاع صوتك ، ولو أمسكت قليلاً ، فبكى ثم قال : إن حزن يوم القيامة أورثني دموعاً غزاراً فأنا أستريح إلى ذرها :
يا عاذل المشتاق دعه فإنه يطوي على الزفرات غير حشاكا
لو كان قلبك قلبه ما لمته حا شاك مما عنده حاشاكا


وعوتب عطاء السلمي في كثرة البكاء ، فقال : إني إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله تعالى ، مثلت نفسي بينهم فكيف لنفس تغل يدها وتسحب إلى النار ولا تبكي ؟


وقيل لبعضهم : ارفق بنفسك ، فقال : الرفق أطلب .


وقال أسلم بن عبد الملك : صحبت رجلاً شهرين ، وما رأيته نائماً بليل ولا نهار ، فقلت : ما لك لا تنام ؟ قال : إن عجائب القرآن أطرن نومي ، ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى .
كثر فيك اللوم فأين سمعي وهم قلبي واللوم عليك منجد ومتهم ؟ قال : أسهرت والعيون الساهرات نوم ، وليس من جسمك إلا جلدة وأعظم .. وما عليهم سهرى ولا رقادى لهم ، وهل سمان الحب إلا سهر وسقم ، خذ أنت في شأنك يا دمعى وخل عنهم .


قال بن مسعود رضى الله عنه: " ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون، وبخشوعه إذا الناس يختالون "
فهذا هو وصف حامل القرآن الصادق المحب، له مع الليل أحوال وأحوال، لسان حاله يقول:

ألا يا عين ويحك أسعديني بطول الدمع في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي بخير الدهر في تلك العلالي



مرفق
أغلى الدموع
نبيل بن علي العوضي
http://www.islamway.net/?iw_s=Lesso...lesson_id=22721


أخوك في الله
القعقاع بن عمرو