[وليد الظهران]

أين أختفت

أين أختفت في أي أفقٍ سامي أين أختفت عنـي وعـن تهيامـي
عبثاً اناديها وهل ضيعتهـا فـي الليـل أم فـي زحمـة كـل أيامـي
أم في رحاب الجو ضاعت لا فكم بثيت أنسـام الأصيـل غرامـي
ووقفت أسأله وقلبي في يدي يرنو إلي شفـق الغـروب الدامـي
وأجابني صمت الأصيل وكلما أقنعـت وجـدي زاد حـر ضرامـي
وظمئت حتى كدت أجرع غلتي و أضج فـي الألام أيـن حمامـي
وغرقت في الأوهام أنشد سلوةً ونسجت فردوساً من الأوهامي
وأفقت من وهمي أهيم وراءها عبثـاً وأحلـم أنهـا تقـف أمامـي
وأظنها خلفـي فأرجـع خطـوةً خلفـي فتنشرهـا الظنـون أمامـي
وأكــاد ألمسـهـا فيبـعـد ظلـهـا عـنـي ويـدنـي ظلـهـا أحـلامــي
وأعود وأنصت للسكينة والربى وحكايـة الأشجـار والأنسامـي
وأحسهـا فـي كـل شـيء صائـبٍ وأحسهـا فـي كـل حـي نـامـي
في رقة الأزهار في همس الشذى في تمتمات الجدول المترامي
فتشت عنها اليل و هوة متيم الكأس في عينيها و هوة هيامي
و الغيم يخطو كالخناجر و الرؤى خلف الشجون كمشانق الإعدام
سألت عنها الصمت و هوة قصيدتي منثورةً تومي إلى أحزاني
ووقفت و الأشواق تزهو تألقاً أتأمل نبراساً من الإلهامي
و كان موكبها قطيع ضائع بين الذئاب يصيح أين الحامي
تلاحقت قطع الظلام كأنها في الجو قافلةً من الإجرامي
و تلفت الساري إلي الساري كما يتلفت الأعمى إلي المتعامي
و أنا أهيم ورائها يجتاحني شوق و تقتاد الظنون زمامي
و سألت ما حولي و فتشت الرؤى و غمست في جيب الظلام هيامي
فتشت عنها و لم أجدها في الدنا و رجعت و الحمي تلوك عظامي
و نسيت ألامي و حبي و ذكرتها و لقيتها في الحب و الألامي
و تهيأت لي في التلاقي مثلما تتهيأ الحسناء للرسامى
و جميلة فوق الجمال ووصفه و عظيمة و أسمى من الإعظامي
تسمو كأجنحة الشعاع كأنها في الأفق أرواح بلا أجسامي
لا.... لا تقلي ما أسمها فجمالها فوق الكناية فوق كل أسامي
إني أعيش لها و فيها إنها حبي و سر بدايتي و ختامي
و أحبها روحاً نقياً كالسنى و أحبها جسماً من الأثامي
و أحبها نوراً و حيرة ملحد و أحبها صحواً و كأس مدامي
و أريدها غضبي و إنسانيةً و صبا لطفل و أتزان عصامي
دعني أغرد باسمها مادام في قدحي ثمالاتً من الأنغامي
فتشت عنها و هيه أدني من مني قلبي و من شوقي و حر أوامي
و لقيتها بالأشواق أين لقيتها عندي هنا في الحب و الألام
و أسمها منقوش بقلبي و نسيمها أعطر من طيف غرامي