عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-01-2001, 11:46 PM
الحاوي الحاوي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 139
إرسال رسالة عبر ICQ إلى الحاوي
Post الجـلاّد الذبيح

اتركيني ووحشتي يا سماحُ علّ قلبي إذا بكى يرتاحُ!
اتركيني .. نفيت نفسي وحيدًا بخطايايَ .. ملءَ روحي جراحُ
اتركيني .. فلو مررتِ بدربٍ من دروبي لصحت بي "سفاح"
وتهاويتِ .. فاحتواك النواحُ

آهِ من وحشة السكونِ .. وآهِ من أغانٍ تموت فوق الشفاه
كلما آنسَتْ حروفيَ نايًا حلّقتْ في فضائه المتناهي
ثم عادت بألف نظرة رعبٍ "ذُبح الناي" آه لا .. يا إلهي
ذبح الناي .. سالت الأرواحُ

لا تراعي .. فإنني أستحقُّ ما أعانيه من عذابيَ حقُّ
كل سوطٍ يهوي على مهجتي وشم خلاصٍ .. يذيبها فأرِقُّ
صلصلات الأغلال تصرخ بي "قل لم يعد في شريعتي الآن رقُّ ...
قل" أريد الكلام .. تعوي الرياحُ !

كنت كالناس .. غير أنّ غنائي لم يكن يا صديقتي كالغناءِ
كان عطفي وحيرتي وانتمائي وغرامي وثورتي وانتشائي
كان قيثارةً يحن إليها خاطري كي يذيبها في دمائي
ويغني فتشرق الأفراحُ

فجأةً أبحر الهوى في الحنانِ فرسا موجه على شطآني
وأتاني مردّدًا أغنياتي ثم أوما برأسه واصطفاني
قال "كن نائبي على الأرض،واسكب في القلوب الحنين،خذ صولجاني
ما علينا إذا هوينا جناح !"

سرت في البدء سيرةً محمودة شاعرًا تعشق النفوس نشيده
أصبح اسمي مرادفًا للهوى وانساب نشوان للبلاد البعيدة
وتألقْت فامتلأت فراشًا عاشقًا .. فامتلكت روحًا جديدة !
لم لا -والقلوب سربٌ مباح- ؟!

كلما أُعلن اكتمال فتاةِ علّمَتْها عيناي معنى الحياة
جرّتاها إلى غيابات قلبي لتواسي بقية العاشقات !
فاستغاثت برحمتي -كسواها- غير أني صمَمْت فالموج عاتِ
وبصدري تململ السوّاح !

كم قلوبٍ أغريتها بلهيبي ! باهتمامي وعطفيَ المشبوب
أتمادى حتى إذا صرت فيها كل شيءٍ وتمتمت "يا حبيبي"
ملت عنها إلى سواها لأبقى ساميَ الحب قانعًا بنصيبي !
كنت كأسًا مزاجها الأتراح !

طرحوني مكبّلاً بالقيودِ عند عرش الهوى ! تحسست جيدي!
"انزعوا قلبه" .. صرخت فراحت تسأل العفوَ همهماتُ الجنود
"عد إلى الأرض وامتلئ حسرةً، حرّمت نفسي عليك، عش كالطريد"
ضجت الأرض .. هاجت الأشباح !


لا تراعي .. فإنني أستحقُّ! ما أعانيه من عذابيَ حقُّ!
كل سوطٍ يهوي على مهجتي وشم خلاصٍ .. يذيبها فأرِقُّ!
صلصلات الأغلال تصرخ بي "قل لم يعد في شريعتي الآن رقُّ!
قل!" أريد الكلام .. تعوي الرياحُ !
الرد مع إقتباس