عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-05-2004, 07:02 AM
عبد الله الصادق عبد الله الصادق غير متصل
عضو صادق
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 505
إفتراضي

الآن تواجهنا عقبة أخرى: كثير من العصاة يحتجون على معاصيهم ومخالفاتهم ، فيقولون : اليس الله خالق كل شيء ، ولا يحدث شيء في هذا العالم الا بارادته ، فلو شاء الله عز وجل ان تطيعه لاطعناه ، ولو شاء ان نعصيه لعصيناه ، وربما استدل بعضهم على ذلك بقول الشاعر :
القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء

ـ أولاً: هذه حجة قديمة ابطلها الله عز وجل في كتابه ، وهي باطلة شرعا وحسا وعقلا..
قال تعالى : " سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون"
فبين تعالى ان هؤلاء المحتجين بالقدر على شركهم كان لهم سلف كذبوا كتكذيبهم، واستمروا عليه حتى ذاقوا بأس الله، ولو كانت حجتهم صحيحة ما اذاقهم الله بأسه..

ـ ثانيًا: لهذا لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان كل واحد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ، قالوا : افلا نتكل وندع العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام " لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له " - رواه البخاري- وهذا الحديث يفهمنا حقيقة معنى التوكل وهو مهم جدًا في تثبيت فهم هذه القضية..

ـ ثالثًا: القدر لا يعلمه الا الله حتى يقع، فمن اين للعاصي العلم بان الله كتب عليه المعصية حتى يقدم عليها؟ افليس من الممكن ان يكون الله تعالى قد كتب له الطاعة؟ فلماذا لا يقدم على الطاعة بدل من اقدامه على المعصية؟
فالعاصي انما يعصي الله بارادته واختياره كما انه يطيعه بارادته واختياره.. وكما انه يختار لنفسه ما هو انفع له واصلح في الدنيا بارادته واختياره ، فلو عرض عليه عملان متماثلان احدهما براتب زهيد والاخر براتب كبير فهل سيختار الراتب الزهيد ويقول : ان الله عز وجل قدر لي ذلك ، ام انه سيختار الراتب الكبير؟! ـ بلا شك العمل ذا الراتب الكبير، اذن فلماذا لا يختار الطاعة على المعصية طالما ان له اختيار؟!

وسبحان الله وبحمده.. والله اعلم واحكم
__________________
من مصنع الرجال في العراق وفلوجته الحرّة، من زنازين الاعتقال والتعذيب، إلى أرض القضية الأم في فلسطين الجريحة المنتفضة على الحلول الذليلة والخرائط التي تشيّد الجدران على طريق الحرية.. القضية واحدة والضحايا يوحدّهم حدّ السكين ووصف الإرهاب.. وحّدتهم قبل ذلك "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" فقادوا الأمم التي ما لبثت أن صارت أممًا متحدة بل متكالبة متداعيةعلى أمتنا كما وصفها نبيّنا صلى الله عليه وسلّم..
الذي كان ولا يزال منهاجه رحمة للعالمين مع أملنا بألا تكون نسيت أنها كانت منذ البداية أمة الإسلام ويجب أن تبقى على هذه البيعة.. وبـ"الله أكبر" وحدها ينصرنا الله تعالى. "إن تنصروا الله ينصركم "

الله أكبر