عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 30-09-2005, 12:50 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

آن الأوان أن تراجع القوى السياسية مواقفها :


تذهب يوم الجمعة الى المسجد لأداء صلاة الجمعة ، وتسمع بين فينة و أخرى طلب خطيب الجمعة من المصلين أن يفسحوا المجال لبعضهم لأن المسجد لم يعد يتسع للمصلين .. وكم مسجد يكون في المدينة ؟ قد يكون هناك مئات المساجد وكم مسجد في بلاد العرب و كم مسجد في بلاد المسلمين ؟ وكلها ستجدها مزدحمة ..

ولو سمحت قوانين الحج أن يحج أكثر من مليوني مسلم كل عام لوصل العدد الى خمسة ملايين بأقل تقدير .. ولو ضربنا خمسة في ستين متوسط أعمار المسلمين لوصل العدد الى 300 مليون مسلم يؤدي فريضة الحج ..

هل كل هؤلاء يقومون بشعائرهم ، رياء و نفاق ؟ .. لا أظن والله أنهم كلهم كذلك ، بل أغلبيتهم تقوم بها امتثالا لله و تطبيقا لشرائع الدين ..

هل كل العرب من هؤلاء يخافون حكامهم لدرجة الجبن و الفزع ؟ .. لا أظن ذلك أيضا ..فمن بين هؤلاء من يسجن ومن بين هؤلاء من يتم استجوابه في أكثر من مناسبة ، ومن بين هؤلاء من يتمنى أن يستشهد في سبيل الله ، ومن بين هؤلاء من يستشهد فعلا في سبيل الله ..

لماذا اذن هم لا يتحركون ؟ .. واذا تحركوا ماذا يفعلون .. ووراء من هم سيسيرون ؟ فالفوارق بينهم ليست عظيمة لا من حيث التزامهم بدينهم ولا من حيث تمنيهم لوحدة العرب و للوحدة المسلمين .. ولا من حيث قدرتهم على تمييز الحق من الباطل .. فكم من هؤلاء يرمي لقمته ويتوقف عن الطعام عندما يسمع خبرا ينبئه عن ضيم حل في فلسطين أو العراق .. وكم من هؤلاء يسأل ليطمئن عن أخبار المقاومة هنا وهناك ؟ .. انهم كثر

ان من يضخم دور الابتعاد عن الدين والعهر الذي يراه في الفضائيات ، ويحاول أن يعممه على كل المسلمين .. هو بكل تأكيد مخطئ .. وان من يرصده من الناس هؤلاء ، لا تساوي نسبته الا نسبة المتبجحين و المتكلمين باسم الدين ويرمون الشعوب بأسوأ الأوصاف ..

ان هؤلاء الناس لم يعد يشدهم أي خطاب تم استهلاكه ، فلا تنقصهم الموعظة للعودة الى دينهم ، ولا تنقصهم المشاعر القومية ولا الوطنية .. فهم ينتظرون بل و يراهنون على ظهور فرسان يترجموا تلك المواعظ الى أفعال و يلحقونها بانتباه الى ما يهم الشعب من تأمين لقمته و عمله و علمه و يضمن علاجه وسكنه ، و قبل كل شيء يضمن كرامته بين الأمم ويعيد للأمة العربية والاسلامية مكانتها الريادية ..

ان عينهم على ما يحدث بالعراق ، من تسطير لكتابة سفر جديد ، من تاريخ الأمة الجديدة ، وعين على فلسطين ، راجين من رب العباد أن يحمي من يرابط في تلك البؤرتين من مجاهدين شرفاء .. ليبنى فوق جهادهما و معه ، و بعد تحقيق نتائجه القريبة بعون الله ، بناء أمة مزدهرة ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس