عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 29-05-2006, 03:12 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الشــــامخه

1- لا تقارن نفسك بالآخرين : فمن البعض من ينظر إلى من هو أعلى منه علماً
أو مالاً أو جاهاً ويقارن نفسه به وأنه من الصعب الوصول لتلك المنزلة ، وهو بذلك يجعل
نفسه لا ترنوا إلى الطموح بل تركن إلى الرضا بالحال والإكتفاء بما هو عليه ، ومن الناس
من يقارن نفسه بمن هو دونه بالعبادة أو في العلم أو في أي مجال ، فيرى نفسه كبيراً فيخلد
إلى الأرض ويكتفي بما هو عليه لأنه يرى نفسه أفضل من غيره .

جزاك الله خيرا أختي الفاضلة / الشامخة
واسمحي لي أن أعلق على ما جاء في الجزئية الأولى من هذا الموضوع
فقد احتوى هذا الجزء ( جانبين ) فيهما ( السعادة وفيهما الشقاء ) أيضا
ولكن ذلك التناقض يكون في التطبيق فقط
فقد خلق الله الناس وفضل بعضهم على بعض في بعض نواحي الحياة ومتطلباتها
فقد قال تعالى
{ وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ } (71) سورة النحل
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (269) سورة البقرة
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (50) سورة الشورى

هذه الآيات وغيرها الكثير الكثير تؤكد أن الله قد فضل بعض العالمين على بعض
وهذا التفضيل ليس ظلما من الله لعباده ، ولكنه كان لحكمة يعلمها سبحانه
وعلى هذا فإن النظر إلى نعمة أنعمها الله على أحد من خلقه لا تجوز إلا في مواطن محددة فقط
وتلك المواطن محصورة في كل ما يتعلق بأمور الآخرة ، وأما ما يتعلق بالدنيا وما فيها فإن النظر إلى من يملك تلك النعم لا يجلب الخير لصاحبه .
وعلى العبد المسلم أن يطيل النظر في من هم أفضل منه في أمور العبادات كالصلاة والصوم والذكر وقيام الليل والخلق والحسن ودماثة اللسان .. إلخ ، فإن النظر إلى هؤلاء فيه الخير لصاحبه ، فمن سره أنه يؤدي الصلاة المكتوبة فقط ورأى أنه قد قام بالفضل كله ، ولكن إن رأى من يصلي السنة مع الفرض فإنه حتما سيجد أنه قد قصر في حق الله وحق نفسه ، ومن صام رمضان فإنه قد يرى أنه أتى بالفضل كله ، ولكنه إن نظر إلى من يصوم رمضان وعشر ذي الحجة وست من شوال والإثنين والخميس والأيام المقمرة فإنه حتما سيجد أنه قد قصّر في حق الله وحق نفسه عليه
وعلى هذا المنوال في كل العبادات والأمور الخيرية التي يكون من نتائجها الفوز برضى الله سبحانه وجنات النعيم من بعد ذلك ، وقد قال تعالى :
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}
وقد جاء مجموعة من الصحابة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالوا ( ذهب أهل الدثور - الأموال - بالأجور ) وهم بقولهم هذا قد نظروا إلى من هو أكثر منهم مالا فظنوا أنهم سيكونون أكثر درجات منهم ، مع أن صاحب المال يؤجر إن أنفقه في أمور الخير ، ولكنه محاسب في المقابل إن أنفقه في غير ذلك ، ويأتي جوابه عليه الصلاة والسلام لهم بأن لهم بدلا عن المال في إكتساب الأجر وذكر ما جاء في ذلك الحديث الشريف من أفعال وأقول .
وملخص القول أن النظر إلى ما أنعم الله على بعض العالمين في هذه الدنيا من أموال أو أبناء أو جَمال أو خيرات فيه شقاء وتعاسة لمن يفعل ذلك ، مع أن كل تلك النعم فانية إلا ما كان منها في رضى الله وطاعته
ولكن النظر إلى من أنعم الله عليهم بالعبادات من صيام وصلاة وحج وزكاة وذكر وبر وإحسان فيه سعادة وراحة بال ومسارعة إلى مجارات أولئك بما يتطلب من الناظر بذل جهد أكبر للحاق بهم ، وهذه الأعمال هي التي ستبقى حتما للمرء يوم القيامة ، وسيجد كل صاحب عمل عمله عندها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .

والله أعلم وأحكم
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس