الموضوع: عاشوراء
عرض مشاركة مفردة
  #39  
قديم 08-05-2000, 03:17 PM
محمد علي محمد علي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 34
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أرجو أن يسمح لي الأخوة بالرد على موضوع الأخ جمال حمدان ،ولو أنه أورد أسئلة كثيرة ، حيث يحتاج كل سؤال الى مقال حتى لا نبخس البحث حقه ، ولكني على عجالة أقول وبالله أستعين رداً على السؤال الأول:
ان الله جلت قدرته لم يخلق هذا الخلق عبثاً كما أنه لم يتركه سداً ، بل بعث بالأنبياء والمرسلين لكي يرشدوا الناس الى خالقهم ويطيعونه في ما أمرهم ، ومع هذا فهو لم يكره الناس على الايمان ولم يجبرهم على شيء ، فأما الرسل فهم حججه على عباده حتى لا يقول الناس انا لم نكن نعلم ، فيكون الرسول شهيداً عليهم وهو المنذر والعالم بما شبهه عليهم والمجيب عن استفساراتهم وماخفي عنهم من أمر ربهم.
ولو نظر الانسان الى خلقته لرأى من ذلك آيات ، منها أن الله جعل له الجوارح والحواس المختلفه ، فخلق له العين للإبصار والأذن للسمع واللسان لذوق واليد للمس ، وخلق له العقل فجعله حجة على الجوارح يميز فيها بين الحقيقة والوهم ويقضي بينها بين الصحة والمظنة ، فإنه ان كان هذا العقل معلولاً لما استبان الحق من الباطل ، فتأمل كذلك في أمر هذه الأمة بعد فقد نبيها عليه أفضل الصلاة والسلام فإنه لابد من حجة لله على عباده على أن يكون معصوماً من الخطأ حتى لا يشكل عليه أمر أو يغلبه هواه أو يميل به جهل عن الحق ، فهو حجة الله على خلقه ومن يكفر فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين .
فكما أن الله بعث أنبياءه بالحق ليبينوه للناس ،
فإنه جل جلاله لن يحاسب الأنبياء أن لم لم يتبعكم الا قليل ولماذا أكثر الناس كافرون ؟
فما على الرسول الا البلاغ المبين، فكذلك عندما أمر الله الناس على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بولاية علي عليه السلام وامامته وخلافته فيهم فهو لم يجبرهم على ذلك وليس بمسؤول عنهم اذا ما تفرقوا عنه وعصوه ، كما أنه -عليه السلام - غير محتاج لهم بل هم المحتاجين له كي يبين لهم ما خفي عليهم من أمور دينهم لأنه أعلم بكتاب الله وأحكامه وبالقضاء وشرائع الله أخذه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صرح أكثر من مرة : علمني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ألف باب من العلم يفتح لى كل باب ألف باب ، وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنا مدينة العلم وعلي بابها ، من أراد المدينة فليأتها من بابها ، وقال رب العزة جل شأنه " أفمن يهدى الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدى ، فمالكم كيف تحكمون"
نعود الى سؤالك وقولك "إن قلت لي بأن مصلحة المسلمين اقتضت على علي (ع) أن يسكت على امضاء تكليف رباني في زمن ابي بكر وعمر وعثمان (رض) فهذا شيئ صعب علي فهمه لأنه لا يرضى به الله ورسوله لو كان خلاف أمر الله "
وأنا أقول هذا كتاب الله حكماً بيني وبينك، فهذا نبي الله هارون عليه السلام ترك الناس على عبادتهم للعجل خوفاً من الفرقة وخوفاً على نفسه ، قال تعالى " ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفاً قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني "
أوليس هارون بنبي معصوم ؟ فلم سكت عن التكليف الرباني ، علماً بأن الناس هنا أشركوا بالله وعبدوا العجل دونه .... فما شئت قوله هنا فقله هناك علماً بن المسلمين لم يعبدوا غير الله لذلك وجد أن السكوت أولى حفاظاً على الاسلام ووحدة المسلمين . وهو رغم كل هذا لم يترك القوم حتى احتج عليهم في كل موقف ومناسبة واستشهد بالصحابة حتى في أيام خلافته ، وما قول أنس بن مالك "أصابتني دعوة العبد الصالح" الا واحدة من أدلة كثيرة على ذلك .
أما أنه -سلام الله عليه- استنكف الخلافة لما عرضوها عليه ، فاعلم أنه صرح مراراً وتكراراً أنه زهد بالدنيا حتى طلقها ثلاثاً لا رجعة فيها ، وان دنيانا هذه أهون عليه من عفطة عنز "الا أن يقيم فيها حقً ويدحض باطلاً" ولذلك فهو لم يرفض الخلافة بدليل أنه استلم زمامها حتى استشهد - سلام الله عليه- وانما استثقلها ورفضها بداية لأمرين ، أولاً لأنه علم أن الناس لن يرضوا بعدلع واعادة الحق الى نصابه وذلك لتكالبهم على الدنيا، ثانياً انما أراد أقامة الحجة على الناس في أنه لم يطلب الأمر بالقوة والسطوة انما بعد أن أجبره الناس على قبولها لعلمه أن هناك من ينكث العهد ومن يستعدي عليه ظلماً وعدواناً بدليل ما حدث فعلاً .
روى ابراهيم صاحب كتاب الغارات عن رجاله عن عبدالرحمن بن جندب عن أبيه قال: خطب الامام علي -عليه السلام- خطبة بليغة بعد فتح مصر قال: .....ثم قالوا هلمّ بايع والا جاهدناك ، فبايعت مستكرهاً وصبرت محتسباً ، فقال قائلهم: يابن أبي طالب ، إنك على هذا الأمر لحريص"!!!!" فقلت : أنتم أحرص مني وأبعد أينا أحرص؟ أنا الذي طلبت ميراثي وحقي الذي جعله الله ورسوله أولى به، أم أنتم تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه.
هذا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، وللحديث بقية انشاء الله