الموضوع: رسالة مفتوحة
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-01-2007, 11:46 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي رسالة مفتوحة..



1. في التاسع من شهر اكتوبر من عام 1981، تم اغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، القائد ماجد ابو شرار وذلك بتفجير السرير الذي ينام عليه في غرفته التي يقيم فيها في فندق فلورا في روما بايطاليا، وقد طرحت الكثير من التساؤلات نفسها: من فعل هذا في ؟ ولماذا ؟ ولمصلحة من ؟ ولماذا ماجد ؟ وماذا كان يمثل بالنسبة لمن كانوا يقفون وراء الاغتيال ؟ وما الذي جنوه من وراء هذا الفعل ؟؟ هذه الاسئلة والكثير مثلها، لم تكن لتجد الجواب المقنع في حينه، لا بل كانت هنالك الكثير من الاجابات الموجهة، وازدحمت الاجابات، الملتبس منها والمغرض، المثير للجدل والموقظ للفتنة، كل ذلك لصرف الانظار عن الفاعل الحقيقي، وبهدف التضليل في سياق التهيئة المخططة في ليل حالك السواد للقادم من الايام. واختصارا للشر احيلت المسؤولية عما حدث للعدو الصهيوني وادواته، ولكن هذا لم يكن ليقنع احد، وبقيت التساؤلات مطروحة وهي تبحث عن اجابات اكثر اقناعا. وبعد هذه السنوات المنقضية، وما تخللها من صحوة للضمير، وما أدركته متأخرا استطيع القول بأن تغييب القائد ماجد ابو شرار عن الساحة كان مصلحة سورية، نفذتها ادواتهم واجهزتهم لتسهيل الوصول الى الانشقاق والتخلص من ياسر عرفات أو اضعافه على الاقل، وبالتالي الاحتواء الكامل للجسم الفلسطيني مقاومة ومنظمة، وفي النهاية الورقة الفلسطينية، ولكن لماذا ماجد ابو شرار؟ كان ماجد ابو شرار العائق للانشقاق، والمانع لخروج من بالحوزة عن الحركة، كان وطنيا فلسطينيا خالصا، نقيا من اية شائبة الى ان لاقى ربه شهيدا، وكان صمام الامان العصي على عبث العابثين في القضية الوطنية المقدسة، ولم يكن ليسمح لنا نحن المقربين منه أوالقريبين من فكره من الشطط أو الخروج خارج الدائرة الفلسطينية، وباغتياله اصبحت المهمة اكثر يسرا وسهولة، علما بانه كان من المفترض ان يتم التمرد في عام 1981، اي عام واحد قبل اجتياح لبنان، ولكن ذلك لم يكن ليتم حيث قام القائد العام ابو عمار بسلسلة اجراءات وترتيبات ادارية، وتنقلات ميدانية في عام 1980 كان القصد منها افشال توجهنا الانشقاقي الانفصالي المكشوف والمعروف للجميع، ولم نكن نخفي توجهاتنا، وبالفعل فشلنا في حينه كما فشلنا في محاولات كثيرة سابقة.

2. في بداية عام 1982 أنهى القادة الثلاثة الكبار ابو عمار، وابو جهاد، وابو اياد، زيارة هامة وسرية الى ليبيا، حيث تم اللقاء بالعقيد القذافي رئيس الجمهورية الليبية - حيث لم تتحول الى جماهيرية عظمى بعد - وخلال هذا اللقاء وضعت القيادة الفلسطينية الزعيم الليبي بصورة ما لديها من معلومات مؤكدة حول النوايا والخطط الاسرائيلية الهادفة الى القيام باجتياح يستهدف المقاومة الفلسطينية في لبنان، وعليه فقد تقدمت القيادة بقائمة الاحتياجات الملحة والمستعجلة من الاسلحة والمعدات المطلوبة للتزود بها من قبل الاشقاء الليبيين لمواجهة الهجوم الاسرائيلي المرتقب، وبالفعل استلم "قائد الثورة" الطلبات الفلسطينية، واكد لهم بان كل المطلوب سيسبقهم الى بيروت، ولكن شيئا من هذا القبيل لم يتم، ولكن الذي تم هو وصول المطلوب الى ميناء اللاذقية بسوريا ومنه الى البقاع الشرقي وبرسم المخابرات السورية، بدلا من الوصول الى بيروت ليكون برسم القيادة الفلسطينية، ولاهداف اخرى غير تلك التي اتت بها القيادة الفلسطينية، وسأتناول يا بني هذا الامر في مكان اخر من هذه الرسالة، (مرحلة الانشقاق).

3. في الرابع من حزيران عام 1982، بدأ الاجتياح الاسرائيلي للبنان، حيث علم به مسبقا من علم، وسكت في حينها من سكت ، وقد تم ضرب المقاومة الفلسطينية اللبنانية، فخرجت القوات الفلسطينية برا وبحرا الى المنافي بعد حصارها في بيروت لمدة 88 يوما تخللها ضغط دولي وتخاذل عربي، انتهت المعركة وتكشفت السماء وزالت سحب الدخان والغبار، فانكشفت بعدها كل الوعود الكاذبة والمواقف الزائفة، انتهت معركة ولكن الحرب سجال، بكل الصور والاشكال، وجاءت قمة فاس الثانية التي عقدت في 6 ايلول من عام 1982 ففضحت الجميع، واقر فيها الرئيس حافظالاسد (الرئيس السوري السابق) بأنهم (الاسرائيليين والامريكان) قالوا له فقط 46 كيلومتر؟؟؟ اي انه كان يعلم بالاجتياح، ولديه الضمانة بأن الاسرائليين لن يتجاوزوا جسر الاولي (شمال صيدا)، ولن يتم التعرض لقواته الموجودة في لبنان بشرط عدم تدخلها الى جانب المقاومة، انه الالتزام بالتفاهمات غير المكتوبة، وهذا ما تم بالفعل ياولدي، بالفعل انتهت المعركة، وبالفعل لم تصل الاسلحة الموعودة من ليبيا، وبالفعل لم يف العقيد القذافي بما وعد به القيادة الفلسطينية، ولكنه ارسل لها برقية طالبا من القيادة والمقاتلين عدم الخروج من بيروت، والاستمرار في ودعاهم الى الانتحار على ان لا يخرجوا، يدعوا الى الانتحار وهو قابع في جحره بطرابلس الغرب، يراقب ويحيك منتظرا اللحظة التالية للقيام بما يتوجب عليه فعله بالتنسيق مع (الاسد) القابع في وكره منتظرا دوره في القضاء على ما سيتبقى من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وذلك بعد انتهاء العدوان الاسرائلي عليها، ثم وضعت الحرب اوزارها، وانتهت بما انتهت اليه بالاتفاق الذي رعاه فيليب حبيب مستشار وزير الخارجية الامريكي في حينه، وخرجت القوات الفلسطينية على متن البواخر اليونانية، بعد ان تم توزيعها على تسع عواصم عربية، وكان الخيار العرفاتي ان لا يوضع كل البيض في سلة واحدة، وهو الذي كان يرى ما لا يراه غيره، وهو العارف ببواطن الامور وخاصة ما يضمره النظام العلوي الباطني بالجوار، وما ادراك ما الجوار.

4. وبالخروج المشرف للمقاتلين، انتهى كل شيء بالنسبة للمعركة مع الغزو الاسرائلي ومن تعاون معه من الاطراف اللبنانية المحسوبة على اليمين الانعزالي متوجين فصلا دمويا بمجزرة صبرا وشاتيلا ليلة 1691982، وبدات مشاهد فصل جديد على الارض سريعا باغتيال القائد سعد صايل، في البقاع، وهي المنطقة الواقعة تحت "سيطرة عسكرية سورية" كاملة، وبين حاجزين عسكريين لذلك الجيش تم الاغتيال المروع لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، العميد سعد صايل ابو الوليد، حيث حال هذا الجيش من امكانية وصول سيارة الاسعاف في الوقت المناسب لانقاذ حياته، مما تسبب في استشهاده، وبعد ان تيقنوا من مفارقته للحياة سمحوا لسيارة الاسعاف بنقله الى ثلاجة الموتى، هذا ما حصل للشهيد ابو الوليد، وقد كان ذلك بتاريخ 2991982، الاسئلة المشروعة كثيرة : لماذا ابو الوليد ؟ ولمصلحة من تم ذلك يا ولدي ؟؟ ولكن الاجابات جلية وواضحة، فالاحداث غير معزولة عن بعضها البعض، ولا مجال للصدفة فيها، بالامس ماجد ابو شرار، واليوم سعد صايل، فوضوح الاسباب والدوافع التي ادت الى تغييب الاول، هي الان اشد وضوحا فيما يتعلق بالثاني، فلن تستوي الامور، ولن تفلح الخطة اذا ما بقي ابو الوليد على قيد الحياة، وبالتأكيد لن تفلح اذا ما بقي هذا القائد الذي خبرناه جميعا على رأس القوات العرفاتية في البقاع، كيف ستستقيم الخطة اذا ما بقيت القلعة الحصن واقفة شامخة؟ فابو الوليد العسكري المشهود له في كل الميادين، هو الفلسطيني بامتياز، الفتحاوي العنيد، وهو ركن عرفاتي كجلمود صخر لم تتمكن كل السيول من ان تحط به من عل، في القمة كان ولا زال، قبل الاستشهاد وبعده، وبالخلاص منه جسديا تكون الطريق ممهدة لاستكمال كل المراحل اللاحقة المخطط لها لتصل الى كل الاهداف النصيرية المنشودة، والتي كنا نعتقد بانها اهدافنا، ولم تمض الا شهور قليلة حتى اكتشفنا باننا نسير في طريق اجبارية لتحقيق الاهداف السورية، وما كنا نحن الا الاداة والوسيلة فقط، لا حول لنا ولا قوة، ودخلنا في طريق اللا عودة ولا مجال للتراجع، وقد كنا المطية ونفذوا باسمنا ما نفذوا، ولم يكن احد منا يجرؤ حينها على الكلام، اما الآن فلم يبق ما نخاف عليه الا القضية وانت يا بني، انها المصلحة السورية دائما، وهم الادرى من الجميع بما يجب فعله وما لا يجب، يحددون الاولويات، نحن ننفذ كل شيء في وقته، وبالنسبة لهم "كل شيء في وقته حلو"، اغتيال ابوالوليد في الميدان كان البداية، ومن خلف الكواليس، والى ان يحين "الوقت المناسب سوريا" جهزنا ورتبنا انفسنا للحظة الاعلان عن تحركنا من خلال إشارة من ولي الامر، راعي المسيرة، وصاحب المصلحة الكبرى، وهو وحده الذي قدر الوقت المناسب.

5. في التاسع من أيار لعام 1983، ومن الحضن السوري الخادع، يعلن العقيد ابو موسى انشقاقه عن حركة فتح بهدف التصحيح، متذرعا بما جرى من تقصير خلال الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وما لحقه من اجراءات ادارية وتنظيمية داخلية، وتقوم القيادة الليبية بتسليح الانشقاق وتمويله بما قيمته 37 مليون دولار، وتتولى القيادة السورية من خلال جهاز مخابراتها وضابطتها الفدائية (الجهاز الذي كان يتولى ادارة العلاقة والارتباط مع المقاومة الفلسطينية على الاراضي اللبنانية) مسؤولية ادارة العمليات وترتيبات الانشقاق ميدانيا بما يخدم الاهداف السورية، هذه الملايين من الدولارات، وهذه الاسلحة الليبية التي كان من المفترض لها ان تكون بتصرف المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان، ها هي تستغل وتستثمر في شق الحركة الوطنية الفلسطينية، وضرب وحدتها، والذهاب الى ما هو ابعد من ذلك، نعم فقد ذهبت الى حد مصادرة وخطف القرار الوطني الفلسطيني المستقل، انها القرصنة السورية والتخاذل العربي في وضح النهار، هذا هو سلوك "جبهة الصمود والتصدي" ( سوريا، وليبيا، وايران ) التي صفقنا لها كثيرا، ما صمدوا وما تصدوا، ولكنهم تصرفوا على عكس كل ذلك، صمدوا بلحم ودماء وارض الغير، بالفعل جاهدوا وناضلوا وصمدوا وضحوا بالاخرين، المهم ان لا تتورط سوريا، وهذا انتصار عظيم، كانت دباباتهم ومدافعهم ومضاداتهم الجوية في الجبل، وفي بيروت وحولها، ولكنها كانت فطيمة مكممة، خرج منها من خرج منسحبا، وبقي منها من لم يسعفه الوقت بالخروج قبل ان يطبق الحصار على العاصمة بيروت، هذا هو شقيقنا السوري، واما بالنسبة "لقائد الثورة الليبية"، فحدث ولا حرج، ولنعترف يا ولدي ولو بعد ربع قرن بكل صراحة، اننا كنا مخطئين، اننا كنا مخدوعين بليبيا وبالثورة، وباهدافها، وكانت الخدعة الكبرى قائدها، اننا امام القائد الذي ساهم بشكل فعال بتخريب وتدمير الحالة العربية، والحالة الاسلامية، والحالة الافريقية، وحركات التحرر في العالم، اننا امام السلوك المحير الذي حير المفسرين، فسل نفسك يا ولدي: ما المنعفعة التي قدمها القذافي للقضايا العربية ؟ وبماذا، وكيف واجه اعداء الامة وخصومها ؟ اليوم لم يعد صعبا ايجاد التفسير لهذه الحالة الظاهرة (ظاهرة العقيد قائد الثورة)، اننا وباختصار امام تفسير واحد وحيد، اننا امام (كوهين) الذي وصل الى الحكم، ولا تفسير غير ذلك، ولا غلو فيما اقول يا ولدي، انها الحقيقة التي ظهرت ولو بعد حين، اعمل عقلك وراجع كافة تصرفاته وخاصة في المراحل الحرجة من مسيرة الامة، راجع اقواله وتصريحاته وكل تصرفاته في كل المنعطفات، ستخلص عندها يا ولدي الى ما خلص اليه والدك، والا فليقنع "قائد الثورة" الامة با آل اليه مصير الامام موسى الصدر، ومن هي الجهة المستفيدة من وراء اخفاءه؟ وما تفسيره لعدم تأمين السلاح للمقاومة في بيروت؟



يتبع..
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا