[المصابر]

بلير يدافع عن وقف التحقيق في صفقة اليمامة
دافع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن قرار وقف التحقيقات التي استمرت عامين في مزاعم الفساد في صفقة اليمامة التي تتعلق بمبيعات أسلحة تقدر بعدة مليارات الدولارات بين بريطانيا والسعودية.

وقال بلير للصحفيين أثناء وجوده في بروكسل إن وقف التحقيقات كان حيويا بالنسبة للمصالح البريطانية.

واضاف "لو سمحنا لهذه التحقيقات بالمضي قدما فإنه كان يمكن أن تلحق ضررا هائلا بهذا البلد".

وجاء قرار وقف التحقيقات بعد ذيوع تقارير بأن السعودية قد حذرت بريطانيا من أنها قد تلغي الصفية التي كانت ستشتري بمقتضاها 72 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون إذا استمرت التحقيقات.

وقال النائب العام البريطاني اللورد جولدسميث إن استمرار التحقيقات من شأنه أن يضر بالعلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، لكنه أوضح أن المصالح التجارية لم تكن عاملا في هذا القرار.

وقال جولدسميث إن القرار جاء من أجل المصلحة العامة الاوسع والتي يجب أن تتوازن مع سيادة القانون.

وكانت شركات التصنيع العسكري البريطانية قد حذرت من أن استمرار التحقيقات سيتسبب في خسارة عقود سعودية كبيرة في المستقبل.

انتقادات
ووصف عضو مجلس النواب عن حزب الديمقراطيين الليبيراليين نورمان لامب القرار بأنه "شائن ويثير الغضب".

وقال ان قرار وقف التحقيق "يتناقض تماما مع سمعة بريطانيا حول الحكم الرشيد". وتساءل "كيف يمكن ان نلقي محاضرات على العالم النامي حول ضرورة اتباع نهج حكم سليم في وقت نتدخل ونعرقل تحقيقا جنائيا بهذه الطريقة؟".

وقال النائب عن حزب المحافظين برنارد جينكين ان مكتب مكافحة جرائم الاحتيال "لم يكن يجب ان يغوص في مثل هذا الوحل ما لم يكن الاستمرار في الدعاوى ممكنا ويصب في المصلحة العامة".

في المقابل، رحب بهذا القرار النائب عن حزب العمال ليندسي هويل الذي تضم دائرته الانتخابية المنشأة الرئيسية لصنع طائرات يوروفايتر والتابعة لشركة بي آيه أي سيستمز.

وقال ان الكثير من اعضاء دائرته "احتفلوا بما اعتبروه هدية عيد ميلاد مبكرة".

وتوظف الشركة نحو خمسة آلاف شخص في مشروع يوروفايتر.


وكان المحققون يبحثون في مزاعم تقديم شركة بي إيه إي سيستمز البريطانية العملاقة للتصنيع العسكري رشى كبيرة لمسؤوليين سعوديين لتأمين الحصول على صفقة هائلة كهذة، والتي سميت بصفقة اليمامة.

وتنفي الشركة البريطانية والحكومة السعودية ارتكاب أية مخالفات.

وتعد مبيعات الاسلحة البريطانية للسعودية من أكبر صفقات التصدير في تاريخ بريطانيا ويقول محللون إن صفقة اليوروفايتر الجديدة والتي تبلغ قيمتها حوالي 10 مليارات دولار، باتت في مهب الريح بسبب التحقيقات، بحسب وكالة رويترز للانباء.

مخاوف
وكانت التقارير قد أشارت في وقت سابق من الشهر الجاري الى أن المسؤولين السعوديين والفرنسيين أجروا محادثات بشأن بديل محتمل لصفقة اليوروفايتر.

وذكرت التقارير أن الحكومة السعودية قد ثارت حفيظتها بسبب التحقيق الذي يجريه مكتب مكافحة جرائم الاحتيال بشأن تقديم رشى بملايين الدولارات لامراء في العائلة السعودية الحاكمة.

ويقول محرر الشؤون الاقتصادية في بي بي سي روبرت بيستون إن الشركات البريطانية الكبرى، سواء شركات الاسلحة او غيرها من شركات التصنيع، عبرت عن مخاوفها من فقدان صفقات أخرى مربحة في حال استمرار التحقيق.

يذكر أن العلاقات العسكرية بين المملكتين وصلت إلى درجة النضج عند إتمام صفقة اليمامة خلال الثمانينات، وذلك عندما باعت المملكة المتحدة لسلاح الجو السعودي مقاتلات تورنادو ومقاتلات هوك إلى جانب معدات وبنى تحتية عسكرية، مما يعني بالطبع صفقات ضخمة للأعمال البريطانية.

ويشار إلى أن تحالف صانعي طائرات اليوروفايتر التي تعاقدت عليها السعودية، يضم أربع دول أوروبية، وهي المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا. وتقوم كل دولة بتصنيع بعض مكونات المقاتلة الأوروبية.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/6184553.stm