[تمساح بري]

الاصلاح في السعودية حاجة ملحة و ضرورية خصوصاً في ظل انتشار الفساد الذي أزكم الأنفس, و ازدياد البطالة و الفقر التي يفترض أن تنقص بزيادة دخل الدولة لكنها في الواقع تزداد بزيادة دخل الدولة.

الرغبة في الاصلاح موجودة عند غالبية الشعب الذين ضاقوا من الوضع الحالي, لكن الرغبة لا تكفي للسير في اتجاه الاصلاح ما دامت تفتقر للقيادة التي توجه و تخطط و تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات اصلاحية أو على الأقل القدرة على المساعدة في اتخاذ هذه القرارات.

في الوقت الحالي يلتف الكثير من الاصلاحيين حول الأمير عبدالله و جعلوا منه فارساً للاصلاح في البلد رغم أنه ليس لديه فكر أو ثقافة اصلاحية تجعله يقود البلد في طريق الاصلاح.

الأمير عبدالله رجل هرم كبير في السن تعدى الثمانين من عمره و ليس من المعقول أن يأتي الرجل بعد كل هذا العمر و ترسبات السنين و يصبح رجل اصلاحي هكذا فجأة. اضافة الى ذلك الجميع يعلم أنه ليس للرجل سلطة تذكر في البلد فكيف يستطيع اذاً اتخاذ قرارت اصلاحية هذا لو عاندنا واقع الرجل و تاريخه افترضنا أنه مقتنع بالاصلاح فعلاً و أن المسألة ليست مسألة ضغوط داخلية و خارجية بل قناعة ذاتية.

الاصلاح حتى يسير في الطريق الصحيح يحتاج الى قيادة نظيفة منفتحة مثقفة بالثقافة الاصلاحية و في نفس الوقت تستطيع أن تتخذ القرارات الاصلاحية, و هذه الشروط غير متوفرة اطلاقاً في الجيل الأول من الأسرة المالكة و لا حتى الثاني و لا الثالث.

ما الحل اذاً ؟؟

أعتقد أن الحل هو أن يستخدم الاصلاحيين (الحقيقيين) شتى السبل و الظغوط لاقناع الأسرة المالكة أو اجبارها ان لم تقتنع بفصل الملك عن رئاسة الوزراء, على أن يعين في هذا المنصب رجل اصلاحي قوي الشخصية يقود جواد الاصلاح في الطريق الصحيح, بدلاً من التقدم خطوة و الرجوع خطوتين كما هو الوضع الحالي.