عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-07-2006, 11:48 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile


أشكر مرورك الكريم أختي الفاضلة أوركيدا ...

بالرغم من مأساوية المشهد الاجرامي الذي اقترفته اسرائيل ولا تزال منذ أيام في لبنان الصامد الذي لا زالت تهطل عليه الصواريخ الاسرائيلية كما امطار الشتاء، الا ان هذه اللوحة الدرامية التي اعتاد عليها البنانيون والفلسطينيون المتجرعون كأس الظلم من اسرائيل خلقوا نوعا جديدا من الصمود والتصدي.

فمنذ نكسة حزيران التي لا زلنا نعاني عقدتها حتى الان وما رافقها عبر السنين من عمليات جوية وبرية للجيش الاسرائيلي في غزة ورام الله والقدس وجنوب لبنان اعتقدنا كما اوهمنا الغزاة الاسرائيليون انهم اصحاب «الجيش الذي لا يقهر واصحاب المدن الآمنة التي لا تقصف».

ولكن ما حدث في الايام القليلة ان حزب الله وبصرف النظر عمن يقف معه او ضده في حربه مع اسرائيل استطاع ولأول مرة كسر حاجز الرهبة العربي من وهم «الجيش الذي لا يقهر».

وهذا ما اعترف به صراحة قادة عسكريون اسرائيليون عندما اكدوا انه ومنذ تأسيس ما يسمى دولة اسرائيل لم يسقط صاروخ على حيفا او تل ابيب ولم يعهد ان هددت فعليا هذه المدن «الآمنة من الصواريخ» الا حينما اعلن الرئيس السابق صدام حسين عزمه على دك «تل ابيب» ولم يفعل.

اللبنانيون والفلسطينيون قدموا وما زالوا حتى هذه اللحظة يقدمون الشهيد تلو الشهيد ويضحون ببيوتهم واموالهم والبنى التحتية لبلادهم التي احالها الصهاينة الى دمار، ولكن رغم ذلك هم ايضا سعيدون بالمقاومة وسعيدون بانهم كسروا شوكة اسرائيل امام العرب اولا.. وامام العالم ثانيا..

واراني في هذا اتخيل كيف تبدو شوارع حيفا وازقة تل ابيب واسواقها التي كانت عامرة ليل نهار، لتتحول الى مدن خاوية على عروشها.. مدن ميتة لا حياة فيها الا لمجموعة من البشر اختارت التقاط الانفاس.. هناك في الملاجئ بعيدا عن صواريخ حزب الله وبعيدا عن غضب العرب.

المهم في الامر ايضا ان نعلم ان ما يسمى بالافراط في القوة التي استخدمتها اسرائيل ضد لبنان لم يكن على الاطلاق بسبب الجنديين الاسرائيليين اللذين يحتجزهما حزب الله في لبنان فالمراقب والمتتبع للاحداث يدرك ان حزب الله سبق له ان اسر اكثر من جندي اسرائيلي على مدى السنوات السابقة كان بينهم ضابط «جاسوس» برتبة عقيد ولم تقم اسرائيل حينها باطلاق طلقة واحدة من اجل استعادته، بل لجأت للمفاوضات عبر اوروبا لتسليمه مقابل الافراج عن معتقلين فلسطينيين او لبنانيين.

اذن ما حدث في هذه الحرب ان اسرائيل كانت تخطط بالتزامن وبالتوافق مع اميركا لانهاء ونزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان والقضاء عليه من اجل ان تتخلص اسرائيل من التهديد المستمر لها في شمال البلاد ومن اجل تمرير رسالة قاسية لايران وسوريا بأن ممثلهما العسكري في جنوب لبنان قد انتهى وانه حان الدور ليلقيا عقابهما، ولكن ما حدث على ارض الواقع كان غير ذلك تماما، فاللعبة السياسية والعسكرية التي تتم في الجنوب الان بين حزب الله واسرائيل ومعادلة «كسر الاصابع».. والرد بالمثل قد قلب المعادلة اضافة لما يمكن تسميته من تحرك خطير يجري الان لصالح حزب الله من تحرك واضح لحركة امل التي انعشت تحالفها السياسي والعسكري والروحي مع حزب الله وما يمكن ان ينعكس على ارض الواقع من دخول هذه «الحركة» لغمار الحرب.

بالمحصلة فإن ما يجري من معارك طاحنة بين حزب الله واسرائيل هي معادلة ان كلا منهما يخوض حرب الاخر في وقت اشتد فيه الصراع بين ايران وسوريا من جهة وبين اميركا وحلفائها من جهة اخرى، لكن الاخطر في الموضوع ان اسرائيل واميركا اعتقدتا ان يومين من القصف والتدمير كافيين لانهاء وجود حزب الله في جنوب لبنان فاذا بهم امام قوة «لا يستهان بها» استطاعت طعنهم في مقتل حينما انهمرت الصواريخ لأول مرة على قلب اسرائيل.

وفي المقابل لقد فشلت إسرائيل فعلاً في وقف الصواريخ التي تسقط على رأسها من كل مكان ونجح حزب الله ولبنان في استقطاب التعاطف العالمي.

وإذا نسي الكبار آلامهم ووقّعوا اتفاقية سلام فهل سينسى الأطفال تلك المشاهد وهل سينسى الأخ أخاه أو أحد أقاربه من الشهداء؟؟!!! فأي سلام تريده اسرائيل وأمريكا بالعنف والقوة وفرض الهيمنة ومن طرف واحد؟؟!!!

لكن ما أود السؤال عنه هو حسب رأيك لماذا اسرائيل بهمجيتها وعنجهيتها وأمركتها للعالم تتخلى عن مطلب عدم نزع سلاح حزب الله خاصة في الوقت الراهن ؟؟!!!...

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

__________________