عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-04-2004, 03:36 PM
أيمن العتوم أيمن العتوم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 10
إفتراضي قصيدة ليل العراق . . . في رثاء حاضرة الخلافة

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]

لـيـلُ الـعِـراق

شعر: المهندس أيمن العتوم

كُنْ في دمي فالجِراحُ الآن تتسعُ

وأيقظِ الحزنَ فالأعرابُ قد هَجَعُوا

لعلّ بالجِزع موجوعاً يسامرنا

وللمصائبِ عندَ المُلتقى مُتَعُ

كُنْ في دَمِي يَا عِراقَ اللهِ يَا وطني

يا مَنْ إِليهِ بِطُهْرِ الرّوح أرتفعُ

أليس فينا (حواريّون) تســـــألهم
أم أنّ هذي وجوهٌ كلّها خِدَعُ

نحن الجياعُ العُراةُ الظّامئونَ ولو

تَناهَشُونا طَوالَ العمرِ مَا شَبِعُوا

في كلّ شِبْرٍ لَنَا شِلْوٌ مُمَزّقةٌ

وفوق كلّ بساطٍ أكبدٌ صُدُعُ

ليلُ العراقِ طويلٌ يا لَوحشتهِ

وفي مساحتهِ الأحزانُ تَجْتَمِعُ

لمن ستشكو إذا ما كنت (يوسُفَنا)

ولا أبٌ لك قد يودي به الجزعُ

كِدنا لك الموت إن تسلم (فلامرأةٍ)

تقضي بسبع عجافٍ حين لا تقعُ:

جوع .. وبردٌ .. وآلام محاصرةٌ

وأنت بالصّبر والإيمان تدّرعُ


يا نخلةً في عراقِ الله صامدةً

ولم تزل في سَمَاءِ المجد ترتفعُ

لك الخلود وإن ضـــجّت مدافعهم
وإن همُ بجيوش الحقد قد دفعوا

وإنْ هُمُ بِصَوَارِيْخٍ قَدْ رَمَوْا حُمماً

حتى تذوب بها الأجساد والقِطعُ

**********
بغدادُ يا جرحنا الرعّافَ من أبدٍ

متى بِكِ الوَجَعُ النَّزَّافُ ينقطعُ؟!

قد أحرقوك فلا والله ما صنعتْ

بكِ التّتارُ الذي في عصرنا صَنَعُوا

بغدادُ يا صَفْوَةَ الدنيا وَزَهْرَتَهَا

إنّ الميامينَ من شطّيك قد طَلَعُوا

فيمن رماحُ بني صهيون قد شُرِعَتْ

وفيم تجمع (أمريكا) وتجتمع؟

خوفاً على أهلك؛ المَنْزُوعِ جلدُهمُ

عن لحمهم، مِزَعاً من دونها مِزَعُ؟!

أم لليتامى وللأطفال مُسبَلةً

أطرافُهم، قد رأيناهم لنا فَزِعُوا؟!

أنحنُ قلنا لكم: يا "بوشُ" منقذَنا

تعالَ؛ إنّا إلى لقياك نطّلعُ

واللهِ مَا قَالَ فينا سَيِّدٌ لكمُ

إلا : خَسِئْتُمْ، ومن أوطاننا (انقلعوا)


لكنْ علمْتَ بأن الحاكمين هنا

قد دُجّنوا، وعلى الإذلال قد طُبِعوا

فجئتَ تركضُ كالمجنونِ مُنتفِضاً

وخلفك الأرذلونَ النَّفْسِ قد هُرعوا

أعيادُهم مِنْ لُحوم النّاس قد عُجِنتْ

وبالسّكاكين من أكبادنا قطعوا

واضيعةَ الدّينِ والإِسلامِ في بَلَدِي

وَيَا أساهُ وهم في طُهْرِهِ ذَرَعُوا

حربٌ على الله لا حربٌ على أحدٍ

قد أشّبوها، وفيها الحقدُ يلتمعُ

عَدَوْا على الشعب كي يُجتَثّ من زمنٍ

والشّعبُ كالنّخل في النّهرين مُنْزَرِعُ

يا نخلةً في عراق الله ما رَكَعَتْ

لمن تُرى بعدكِ الأعرابُ قد ركعوا؟

قد لطّخوا في وحول الطّين سَعْفَتَنَا

وَبَخَّسُونا فذي أجسادُنا سِلَعُ

إنّا لنشربُ من أنهارنا كَدَراً

ويشربون زُلالاً كلّما جَرَعُوا

يذبّحونَ صِغَاراً مِنْ عَدَالَتِهِمْ

إنّ العدالةَ باسَتْ كفَّ مَنْ وضعُوا

والعالمُ اليوم (شرطيٌّ) يسيّرهُ

وليسَ عن غَيِّهِ المجنونِ يرتدعُ

يقضي بما شاء لا قانونَ يَحْكُمُهُ

ومَنْ يُحَاسِبُ أسياداً بِمَا شَرَعُوا؟!

قد صحتُ في زمن الإذلالِ: يا وطني

مُخِيْفَةٌ وفظيعٌ فيكَ ما صَنَعُوا

فلم يُجِبْ وطني، إِذْ إِنّه وجعي

وإنّه وطنٌ لو ينطقُ الوَجَعُ

وإنّ قومي أقالَ اللهُ عَثْرَتَهُمْ

عُمْيٌ إذا أبصروا، صُمٌّ إذا سَمِعوا

تُحَزُّ منّا رِقابٌ مِلءَ أعيُنِنا

ولا يحرِّكُ فينا المشهدُ البَشِعُ

يا من رأى جُثثَ الأطفال قد نُثِرَتْ

والعينُ مطفأةٌ، والروح تصطرعُ

يدٌ هنا، وهنا قلبٌ، وأوردةٌ

هناك، والصدرُ والأحشاءُ قد نُزعوا

قتلٌ، وسفكٌ، وتدميرٌ وأنظمةٌ

مسعورةٌ، وذئابٌ ملؤها جشعُ

والأجنبيّ له والكلبُ أمنهما

وأمنُنَا خَافَ مِنْهُ الخَوْفُ والفَزَعُ

أصيحُ بِالعُرْبِ: يا قومي لقد طَفَحَتْ

ويسمعونَ لَوَ انّ الصَّخْرَ يستمعُ

واللهِ يخشعُ لو ناديتُه جَزِعاً

وسوفَ يهلعُ من صوتي وينصــدِعُ

لِمَنْ خناجرنا في صدرِنا غُرِستْ

وفيمَ نحنُ إلى أعدائنا تَبَعُ؟‍‍!

يا ربّ تاه فؤادي هل أرى وطني

يوماً قريباً على اسم الله يجتمِعُ

هي العروبةُ والإسلامُ يَجْمَعُنَا

وليس تجمعنا الأهواءُ والشِّيَعُ

إنّا نَمُوتُ لِكَيْ يَحْيَا لَنَا شَرَفٌ

"واللهُ أكبرُ" فوقَ الأرضِ تَرْتَفِعُ










عمّان
4/4/2003م.
[/poet]
[/poet]
[/poet]
[/poet]
__________________
نحب بلادنا ونموت فيها
ولا نرضى لها صُلحاً مُشينا
ونحفر لليهود بها قبوراً
ونحمل ضدّهم حقداً دفينا
الرد مع إقتباس