عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 04-02-2005, 03:40 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

قال أبو ياسر: سنضطر أن نعترف أنه نجاح في تنفيذ عملية معقدة غاية في التعقيد والصعوبة لم نتعود أن يستطيع المسلمون تنفيذ مثلها. لكن هذا الاعتراف لا يعني الموافقة على العمل نفسه. بعبارة أخرى سنعتبرها إتقانا منقطع النظير في وسيلة، ولكن لهدف خاطيء بل مدمّر، مدمر للدعوة، للعمل الخيري، متسبب في القضاء على دولة إسلامية ناشئة هي طالبان، مبرر لحملة أمريكية دائمة على الإسلام بحجة الإرهاب.

فقلت: دعنا نكمل الحديث عن الوسيلة أولا، هل تعتقد أن هذه العملية كان يمكن أن تتم لولا دعم وتوفيق رباني؟

قال: اتفقنا أنها تحتاج عبقرية خارقة في التنفيذ لكن ماذا تقصد بالدعم الرباني؟ لماذا تفترض أن الله راض عن هذه العملية ؟ هذه العملية كما قالت العرب ( بقل شهر وشوك دهر ) وما زلنا نتلظى بشوكها..

فقلت: أما وقد استشهدت بأمثال العرب: فقد قالوا أيضا في أمثالهم ( الروم إذا لم تُغزَ غزت ) ، وما فعل بن لادن أكثر من أن غزاهم ! وأما كون العملية قد حازت على توفيق رباني فقلي لي كيف يستطيع هؤلاء بجهد بشري مجرد أن ينفذوا عملا غاية في التعقيد والتفاصيل ويستغرق كل هذا الوقت ويحتاج لحركة بشرية ومالية وتفاصيل لوجستية كثيرة دون أن يكشف شيء من ذلك؟ وكيف تنجح كل حالات الخطف بالتفصيل وتصيب ثلاث منها أهدافها بدقة؟ وكيف ينهار كلا مبنيي مركز التجارة بينما هي مصمّمة على أن تصمد أصلا لحادث اصطدام طائرة؟ هل قرأت القائمة الطويلة التي نشرتها السي إن إن للشروط التي يجب أن تتوفر حتى ينهار مركز التجارة مثلا وتوفرت كلها في كلا حالتي الطائرتين اللتين ضربتا مركز التجارة؟

فقال أبو ياسر وقد انفرجت أساريره وظن أنه وجد في عبارة ( توفيق رباني ) ممسكا ..
هذه المسائل لا يمكن أن تقول إنها توفيق رباني، الطائرة الرابعة مثلا لم تصب هدفها، هذا غالبا نجاح في جانب ومشاكل في جانب آخر.

فقلت: يا أستاذنا الكريم الطائرة الرابعة لم تسقط إلا بعد خطفها والخطف بحد ذاته حصل وعدم إصابتها لهدفها لا يأتي شيئا أمام الإنجاز الهائل في تحطيم مركز التجارة وتهاويه أمام كاميرات التليفزيون.

فقال ليحسم الكلام على مسألة التوفيق الرباني:
أعتقد أن الحساب بهذه الطريقة صعب ومسالة التوفيق الرباني مبنية على أن المشروع أو الهدف أمر لمصلحة الإسلام والمسلمين ونحن نعتقد أن الحادث ضار بالمسلمين ومدمّر لهم كما ذكرت فكيف يكون فيه توفيق رباني؟

فقلت: حسنا رغم اعترافك بعبقرية العملية وعدم قدرتك في البداية على تصور أن مسلمين فعلوها ثم عندما تأجل حسم هذه القضية وقلت إن السؤال مازال قائما ، وقلت لك لنقل أن الأدلة ستثبت أنها من فعل مسلمين فقلت (سنضطر أن نعترف أنه نجاح في تنفيذ عملية معقدة غاية في التعقيد والصعوبة لم نتعود أن يستطيع المسلمون تنفيذ مثلها) ، ومع ذلك لا تريد الاعتراف أن هناك توفيقا ربانيا لو فعلها مسلمون وفق تشكيكك. أما نحن فنعتقد جزما أن الله سبحانه يسر للمجاهدين من تنظيم القاعدة كل السبل حتى نجحوا في دك صروح أمريكا في عقر دارها ولا نفهم معنى للتوفيق الرباني إذا لم يكن هذا توفيقا وقد ظل أحبابنا من تنظيم القاعدة ستة أشهر أو أكثر يقنتون ويدعون الله أن تنجح العملية ، أنت محتاج فعلا لتأمل تفاصيل العملية منذ الإعداد الأولي لها قبل سنتين تقريبا ثم النجاح المبدع في توجيه الطائرات حتى لحظات ارتطامها بالبرجين .. إن وصف استحالة تنفيذ العملية من قبل مسلمين كما تقولون ويقيننا مسبقا بأن المجاهدين هم الذين نفذوها هو الذي يجعلنا نجزم أن في الأمر توفيق رباني واضح يراه كل مؤمن بالله ورسوله ! لكن هذا يعيدنا لسؤال مهم جدا وهو كيف ينجح بن لادن في التحكم بأمريكا واستفزازها ضد الإسلام كله ويصنع هذا الاستقطاب ولم يفكر أحد أبدا أن يلتفت لكم فضلا عن أن يكون لكم دور في منع أمريكا من استهداف الإسلام والدعوة والعمل الخيري؟ لماذا لم تنفع كوادركم الهائلة وعلاقاتكم العريضة وانتشاركم الكبير في منع تداعيات أحداث سبتمبر؟ لماذا يتفق كل خبراء العالم في السياسة والتاريخ والاجتماع أن ما بعد 11 سبتمبر مختلف عن ما قبله ولم نسمع عن أحد أشار إليكم ولو بشكل محدود؟

فقال أبو ياسر: أنا لم أرفض الاعتراف بأن العمل كبير وهائل ومفصلي في التاريخ بل قلت إنه ضار، ولا يتعارض كونه كبيرا وجبارا مع كونه ضارا. أنت قلت أن بن لادن صنع هذا الاستقطاب، حسنا، هل هذا الاستقطاب أفاد المسلمين؟ أم زادهم ضعفا على ضعف؟ بل واستباحتهم أمريكا وظهرت أصوات صقور الادارة الأمريكية واليهود تطالب بردع المسلمين وتأديبهم بل تجرأوا وطالبوا بهدم الكعبة! وبعض سفهائهم طالبوا بقصف بلاد الإسلام بالأسلحة النووية حتى يخضع المسلمون فوق ماهم خاضعين ، فهذا كله يثبت أن العمل أضر الإسلام والمسلمين .




[line]




بسم الله الرحمن الرحيم




التقرير الخاص

سِر المَكالمة الهاتفية الأخيرة لِمحمد عطا، رحمهُ اللهُ تعالى



عندمَا تحدث مَحمد عطا في هاتفه الجَوال لِلمرة الأخيرة، كانت الرحلة: [11] مِن طائرة أمريكان أيرلاينز [AMERICAN AIRLINES] على وَشكِ الإقلاع مِن مَطار لوغان الدولي، وَكانت التوجيهات قد صَدرت لِلركاب لإغلاقِ أجهزتهم الالِكترونية الشَخْصِية. كانت المُحادثة مُوجهة إلى طائرة أخرى على نفس المَدرج وتحديداً إلى هَاتف مَروان الشيحي في المَقعد: [6 سي] على متن طائرة يُونايتد ايرلاينز [UNITED AIRLINES] الرحلة: [175]، لمْ تستمرْ المُحَادثة بين الصَديقين سِوى اقل مِن دقيقة. أي الفترة التي كانت كافية فقط لِتأكيد إنَّ المُخططَ قد بَدأ. كانت هَذهِ المُحادثة اللبنة الأخيرة مِن التخطيط والتنسيق البالغ الدقة الذي استمرَ شهوراً، والذي تهيأت له كل الظروف في صباح 11 سبتمبر ـ أيلول ـ 2001م، ليصبح أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ.

ونسبة لأنَّ كُل الخاطفين قضوا نَحبهم، ولمْ تبقَ بالتالي أدلةٌ حَاسِمَة ودَامِغة فإنَّ المُحققين يُحَاولون أنْ يتوصلوا لِحقيقةِ مَا حَدثَ، ولِتفاصيل المُخطط مِن عدة مصادر، منها إقامة الخاطفين القصيرة في أمريكا; محادثاتهم الهاتفية، سُحوباتهم المَالية مِن بطاقات ائِتمَانهم; وَرَسائلهم عبر الانترنت، وَالمَبالغ التي سحبوها عن طريق بطاقات الدفع. وَالصورة التي ظهرت بعد شهرين مِن التحقيقات تحددُ ادوارَ الخاطفين الـ 19 بدقةٍ مُذهلةٍ، وتكشف أنهم كانوا على دَرجةٍ مِن التنظيم والتنسيق ليست اقلَ مِن التخصص والاحترافية التي نجدها في الشركات.

ويُقسمُ المُحققون الخَاطفين حَالياً إلى ثلاث مَجموعات مُتمَايزة:

مُحمد عطا الذي يُعتبرُ قائدَ العَملية ومُخططها، ومَعه ثلاثةٌ مِن القادة الآخرين، وَهَؤلاء هُم الذين حَددوا تاريخ الهَجمات وَقادوا الطائرات.

ثمَ ثلاثة مِن الكَوادر المُساعدة التي تقوم بإيجار الشِقق، والحُصول على رُخص القيادة وتوزيع الأمَوال على الفرق التي ستقوم بقيادة الطائرات.

ويجيءُ بعدَ هؤلاء وأولئك مَجموعة مِن 12 مِن الجنود الذين يقومون بالإعمال اليدوية، والذين كانت مَهمتهم الأساسية فيمَا يبدو تعطيل المُضيفين ومُوظفي الطيران وَالرُكاب عندمَا يبدأ القادة في اختطافِ الطائرات.

كانَ القادة على مَعرفة دَقيقة بمَهامِهم بحيث كانوا يعرفون مَتى تصلُ كل مِن الطائرات إلى مَرحلة الطيران المُستقر، وهي اللحظة التي يقول المُحققون إنَّ الخَاطفين اقتحموا فيها كابينات القيادة وَوَاجهوا الطيارين بالمَشارط.

كانَ التنسيق مِن الشُمول[01] بحيث أنَّ كلَ فريق مِن الخَاطفين كان لهُ حِسابَهُ الخاص، وكانت بطاقات كل فريقٍ تستخدم رقماً سِرياً واحداً. وكانَ كلُ خطأ مَهمَا صَغُرَ يُؤدي إلى توتر شَديد. ففي الصِيف المَاضي في فلوريدا، عندما تأخر وُصول الأموال المُحولة مِن الخارج في مَواعيدها المُحددة، سجلت كاميرات المُراقبة التلفزيونية صُور عددٍ مِن الخاطفين وَهُم يُحَمْلقون في قلق في الشاشات الالكترونية لِسحب الأمَوال.

استطاع الخاطفون أنْ يستخدموا الانترنت والدَردشة على الهواء وَخدمات الرسائل الالكترونية باحترافية عالية.

ولكن عندما يتعلق الأمر بِمحادثاتهم الأكثر أهمية فإنهم كانوا ينفذون تعليمات القاعدة في هذه الحالات ويلتقون لقاءات شخصية مُباشرة. وقد اختاروا لِلقاءاتِهِم تلك الأماكن التي كان يختارها المُؤتمرون الأمريكيون لِتبادل المَعلومات حول حرفهم ومُنتجاتهم: لاس فيغاس[02]، حيث يقول المَحققون أنَّ أجزاءَ المُخطط الأساسية التي تمت في أمريكا تمت هناك.

ولكن على عَكس المُتآمرين التقليديين الذين كانوا يجتمعون في فنادق الكازينوهات التي تشبه الأهرامات أو ناطحات سَحاب نيويورك، فإنهم كانوا ينزلون في مُوتيلات[03] رِخيصة لا تخضع لِلرقابة الالكترونية. ولمْ يكونوا يبقون لِفترة أطول مِمَّا يقتضيه تبادل المُعلومات الهامة ومِن الواضح أنهم لمْ يكونوا يرتادون الكازينوهات أو أماكن الرذيلة المُتاحة هناك لِكل راغب في مَدينة الخَطايا الأمريكية.

ويقول المُحققون الآن أنَّ أغلبَ، إنْ لمْ يكن كلُ الخاطفين قد قضوا بعض الوقت في مًعسكرات بن لادن لِلتدريب في أفغانستان. ويبدو أنَّ بعضَ الجُنود التقوا هناك.

ومِثلهم مِثل عَطا والطيارين الآخرين فإنَّ هؤلاء "الجنود" لا تنطبقُ عليهم صُورة الخاطفين الانتحاريين التقليدية كشبابٍ مُفعمٍ باليأسِ، تسحقهُ أنيابُ الفقر[04].

وباستثناءِ واحدٍ فقط فإنهم جميعاً مَيسورون ومُتعلمون. ومَع أنَّ القادة هُم مِن المُتطرفين الإسلاميين، إلا أنَّ "الجنود" لا يبدو عليهم ذلك لأنهم تعاطوا في غيرِ مَرة مَع الأفلام الإباحية والخَمر[05].

وَرَغم كل المَعلومات التي توفرت لهم إلا أنَّ المُحققين يقولون أنَّ هناك جَوانب كثيرة مَا تزال مَجهولة. فهم يقولون أن العملية كلفت 500 ألف دولار، إلا إنهم لمْ يَستطيعوا أنْ يُرجعوا أكثر مِن نِصفها إلى مَصادر القاعدة. وَيَعرفُ المُحققون أينَ التقى الخَاطفون ولكنهم لا يَعرفون مَاذا دارَ بينهم مِن حديث. ومِن بين كل الرسائل الالكترونية التي وضع المَحققون عليها أياديهم في فلوريدا[06] ولاس فيغاس، لا تُوجد رِسالة واحدة تشير إلى 11 سبتمبر 2001م.

وَيقولُ المُحققون أنَّهم لا يَعرفون كيف تمَ تجنيد "الجنود". ولا يَعرفون تَصور هؤلاء الجُنود لِختام العملية، وهلْ كانوا على عِلم فِعلاً أنهَّم مُقدمون على المَوت؟ وَوَصف احدُ المُحققين العَملية قائلاً: "سَارت العَملية وفق المخطط بصورة حرفية تقريباً. وكانت تحمل كل بصمات القاعدة. كانت عملية عالية التنظيم، وأبعد ما تكون عن العملية العشوائية. كانت تنطوي على درجة عالية مِن التنسيق، ومستوى ممتاز من الاتصالات التي يصعب متابعتها وكشفها. ثم كانت عملية تتميز بالبساطة والإتقان."

يقولُ المُحققون إن أفضلَ نظرية يملكونها الآن هي أن 11 سبتمبر[07] كانت شراكة بين عِدة أطراف وأنَّ القادة اتبعوا تعليمات "مرشد الأعمال الإرهابية" لِلقاعدة بصورة دَقيقة. وتدل التحريات على أنَّ المُخطط صِيغ بصُورتِهِ الأولية قبل سنتين بألمَانيا وفي هامبورغ تحديداًَ، إذْ كانَ ثلاثة مِن قادةِ الهُجوم، وَهُم عطا والشحي وزِياد الجراح، أعضاء في خلية إرهابية. ويُقالُ أنَّ ثلاثة مِن المُتهمين بعضوية تلك الخلية قد هربوا مَطلع سبتمبر 2001م، ومَا يَزالُ البحث عنهم جارياً حتى الآن. ويقولُ كبارُ المُحققين أنَّ خلية هامبورغ حَصلت على مُوافقة القاعدة وَدَعمها المَالي، ولكنهم لا يَعرفون على وَجهِ التحديد مَنْ مِنْ مُعاوني بن لادن هُو الذي أجازَ المُخطط. وتثورُ شُكوك الكثيرين مِِن المُحققين حَول بن لادن نفسَهُ، ويضيفُ آخرون أنَّ ثلاثة مِن أكبر مُعاونيهِ قد شاركوا في التخطيط.

وقالَ احدُ المُحققين "أنهم قد التقوا بواحد من المسئولين هو الذي أصدر الأوامر. ولكننا لا نعرف من كان ذلك الشخص.".
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ