عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 04-02-2005, 03:44 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

تسلم عطا والشحي تأشيرات لدخول الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني، بينما وصل الجراح في يونيو حزيران. أما الطيار الآخر هاني حنجور فقد كان في كاليفورنيا منذ 1996م. انتقل اثنان من الجنود هما نواز الحازمي وخالد المحضار إلى سان دييغو[08] في 1999م. يجهلُ المُحققون حتى الآن كيفية تعرف مجموعة هامبورغ على مجموعة كاليفورنيا، غير إنَّ هناك أدلة تلمح إلى أنَّ ذلك حصل عبر قنوات مُنظمة القاعدة. وينوهُ المُحققون إلى أنهم كشفوا عن صِلة المِحضار بالهجوم على المُدمرة الأمريكية كول[09] وربما بتفجيرات عام 1998م، لِلسفارتين الأمريكيتين في شرق أفريقيا.
وبدأت تمويلات العَملية بالوصول إلى أفرع مِصرفي "صن ترست" و"القرن" بفلوريدا في صيف عام 2000م، استلم عَطا مَبالغ تزيدُ قليلاً عن 100 ألف دولار، أمََّّا الشحي فتسلم أقلَ قليلاً مِن هذا المَبلغ. ويقولُ مَسئولون كبار في مَكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي آي" أنَّ حَوالي نصف المَبلغ الكلي الذي وصل إلى 500 ألف دولار لِتسديدِ نفقات العَملية حَوله الكترونيا مُصطفى احمد أحدُ عناصر بن لادن المُهمين مِن دولة الإمارات العربية، أمَّا بقية تمويل العَملية فحُول مِن ألمانيا.
وَرَغم ذلك فانَّ أحدَ المَسئولين أفاد باشتباهِ السُلطات في أنْ يكون تمويل العَملية بدأ مِن باكستان.
وتكشف سِجلات السفر أنَّ عطا والشحي سافرا عِدة مَرات إلى ومِن الولايات المُتحدة في عام 2000م، وأوائِل عام 2001م إلى أسبانيا وبراغ وبانكوك والسعودية. وبلغت سَفريات عطا إلى 7 رِحلات دولية، بينما وصلت رِحلات الشيحي إلى 5 رحلات. وشرع الجميع في تلقي دروس على الطيران في فينكس وسان دييغو وجنوب فلوريدا.
وبحلولِ ربيع عام 2001م، بَدأ الرِجال الـ 12 الذين يسميهم المُحققون بالعضلات بالوفود مِن السعودية. وقالت المَباحث الأمريكية "اف بي آي" بأنها تأكدت مِن هويات سَائر المُختطفين الـ 19 وأن 15 مِنهم سعوديون.
وقالت عائِلة مُهند الشهري أنه درس في جامعة الأمام مُحمد ابن سعود الإسلامية بابها لفصل دراسي واحد. وأوضح والد اثنين مِن المختطفين، وَهُما وائل ووليد الشهري، أنهما درسا لِيصبحا مُعلمين. ودرس أحمد النعمي القانون في أبها. ودرس الرجل الذي تعتقد " اف بي آي " انه ثالث الرجال المَسئولين عن الأمور اللوجستية، ماجد مقعد، في جامعة الملك سعود في الرياض بكلية الإدارة والاقتصاد، بحسب الصحف العربية.
وَعَائلاتهم تنتمي إلى مُستويات اجتماعية جيدة، فآباؤهم أما زعماء دينيون أو مُدراء مدارس أو أصحاب مَحلات وَرِجال أعمال. ولمْ يزرْ أي مِنهم الولايات المُتحدة مِن قبل، كما يبدو أنَّ العديدَ مِنهم لا يتكلمُ الإنجليزية أو أنَّهُ لا يعرفُ سوى بضع كلمات مِنها. وبعدَ وصُولهم الولايات المُتحدة ساعدهم المسئولون عن الأمور اللوجستية في أمورهم المَعيشية. وساعدَ هاني حنجور بعضهم على استئجار شقة في باترسون بنيوجيرسي، كمَا سكن آخرون في شقة بدلراي بيتش بفلوريدا. وسَاعد المحضار البعض في الحصول على رُخص سيارات بشكل غير قانوني وصُور هويات مُزيفة في فرجينيا.
وبدأ قادة العَملية والمَسئولون عن الأمور اللوجستية "بالتآخي" مع بقية شركائهم المُتواضعين، وعندما عانى أحمد الحزوني مِن أوجاع في رجله اصطحبه الجراح إلى مُستشفى "هولي كروس" في بالم بيتش بفلوريدا. وكان عطا والشحي يسكنان معاً بفلوريدا، ولكن الشحي انتقل لِلسكن مع فايز أحمد، تاركا عطا لِيسكن مع عبد العزيز العمري أخر المُختطفين وصولاً إلى الولايات المُتحدة.
وحصل مُعظم المُختطفين الـ 19 على أرقام ضمان اجتماعي، وهي الأرقام الضرورية لِفتح حسابات مَصرفية والحصول على بطاقات ائتمانية. وتشير " اف بي آي " إلى أنَّ المختطفين ظلوا مُعتمدين على أنفسهم مَاليا ولمْ يعتمدوا على مُساعدات تقدمها الحُكومة الأمريكية لِلعاطلين والفقراء. ويشتبه المُحققون في أنْ يكون هؤلاء قد تلقوا مَا يلزمهم مِن احتياجات مَالية مِن تحويلات عبر الإمارات العربية والعديد مِن القادة المُهمين الذين يقيمون في ألمانيا وأفغانستان.
يحددُ دليل القاعدة الإرشادي، الذي تقول مَصادر الادعاء العام انه اعتمد عليه في تنفيذ الهجوم على السفارتين الأمريكيتين، ثلاث مَراحل لِتنفيذ أي عملية وهي: البحث والتخطيط ثم التنفيذ. ويرد فيه "لأجل اكتشاف أي عنصر ضار ومفاجئ بالعملية... من الضروري وقبل تنفيذ العملية إجراء تدريب عليها في مكان مشابه لمكان العملية الحقيقي.". لهذا فانَّ قادةَ العملية والمَسئولين عن الأمور اللوجستية بدأوا في مايو أيار بالسفرِ في رحلات تجريبية عَبر المَمرات الجوية المُختلفة داخل الولايات المتحدة، ولكنهم لمْ يُسافروا في نفس الرحلات التي سيختطفونها فيما بعد قط.
وبعد كل رحلة قاموا بها إلى الساحل الغربي فإنهم كانوا يعودون إلى لاس فيجاس.
كما كانوا في كل مَرة يطيرون بها يسافرون في مَقاعد الدرجة الأولى، كمَا فعل مُعظم الخاطفين يوم 11 سبتمبر ـ أيلول 2001م.
ورغم سفرهم في مَقاعد الدرجة الأولى فان مَحال إقامتهم كانت رِخيصة، في نزل "اكونو" في نهاية الشريط الساحلي. ورغمَ الاعتقاد بالتقاءِ العديدِ مِن المُختطفين في اجتماعات عديدة جنوب فلوريدا وباترسون، فإنَّ كبارَ المُحققين يقولون بأنهم مُقتنعون بأنَّ أغلب التخطيط لِلهجوم وقع في غرف ذلك النُزل المُتواضع.
ويشيرُ المُحققون إلى أنهم قادرون على التأكيد على حصول لقاء جمع أكثرَ مِن مَجموعة في لاس فيجاس فقط وفي 13 و14 مِن أغسطس ـ آب 2001م، رَغم أنهم يقولون أنَّ صورةَ هذا اللقاء رُبَما لا تكون واضحة. ووصلَ الحازمي وحنجور مَعاً ويبدو أنهما قضيا مُعظم وَقتهما بصحبة أحدهما الآخر، أمَّا عطا فإنه قضى مُعظم وقته وحيداً ومُختفياً في عتمة مَقهى الانترنت " سايبرزون " حيث ينحني الشباب فوق شاشات الكومبيوتر يتنقلون عبر مَواقع الانترنت.
ولا يدري المُحققون أسباب اختيار المتآمرين لاس فيجاس بالذات، ويرى مسئول كبير أنهم "ربما شعروا هناك بأنه يصعب تمييزهم". والأغلب أنهم كانوا يتبعون تعليمات دليل الإرشاد الذي يقضي باللقاء في مكان يتوفر فيه غطاء جيد.
وَرغم أن غسيلَ الأموال عبر كازينوهات لاس فيجاس أمرٌ مَعهود فان كاميرات المُراقبة هناك لا تكشف عن أي وُجود لِلمختطفين، واعتماداً على ذلك وعلى مُقابلات أجريت مع العَاملين في تلك الكازينوهات فإنَّ "اف بي آي" أعربَ عن اعتقادِهِ بأنَّ المُختطفين لمْ يقامروا هناك. كما لمْ يعثر المُحققون على أي خلايا إرهابية مَحلية في لاس فيجاس.
غير أنَّ ثمة خروجاً على النمط المَعهود لِلمختطفين يثير الفضول خلال رِحلتهم الأخيرة شرقاً مِن لاس فيجاس. إذْ كانَ المُختطفون يقطعون تذاكرهم خِلال رِحلاتهم التي قاموا فيها في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز دون توقف بل بشكل مُباشر نحو مَقصدهم. ولكن في تلك الرِحلة الأخيرة اشتروا تذاكر دون عَودة إلى عددٍ مِن الجهات المُختلفة يتخللها توقف في عددٍ مِن المَرات ولمْ يسافروا على مَتن الدرجة الأولى كمَا كان الحال دَومَاً.
يظنُ المُحققون أنَّ المُختطفين بعد فراغهم مِن دروس الطيران أصبحَ هَمهم الأول خفض نفقاتهم، ولِهذا رُبَما أرادوا التأكد إنْ كان بوسعهم شراءَ تذاكر بلا عَودة دون لفت الأنظار إليهم، وَهُوَ مَا انشغلوا به خِلال الأسبوعين الأخيرين بعد شِرِائهم تذاكر السفر في 11 سبتمبر 2001م.
وَفرت تلك الرِحلات لِهؤلاء الرِجال الفُرصة لِتنفيذ مُخططهم، فََسافرَ حَنجور والحَازمي إلى بلتيمور حيث انضما إلى بقيةِ أفرادِ مُجموعتهم في لوريل بولاية ميريلاند المُجاورة. وتقضي الخطة بأنَّ يتجهوا مِن هناك إلى مطار دالاس الدولي في صباح 11 سبتمبر 2001م، لِيستقلوا الرحلة رقم: [77] التابعة لِشركة "أمريكان ايرلاينز". أمَا مُحمد عطا فسافرَ مِن لاس فيجاس إلى فورت لاديردال بفلوريدا.
ولاحظََ المُحققون زِيادة في عَددِ مُكالمات الهَواتف الخلوية بين المُختطفين الـ 19 خِلال تلك الأسابيع الأخيرة. واشترى المُختطفون تذاكرَ السفرِ، واختار كل فريق مِنهم نفس المَقاعد تقريباً في الطائرات المُختطفة. واتجهت مَجموعة فلوريدا إلى شمال بوسطن، أمَّا جماعة نيو جيرسي فتركت شقة باترسون. وحول 3 مِن المُختطفين بعض المَال الكترونياًَ إلى أحمد في الإمارات.
وَقادَ عَطا سيارتهُ في 10 سبتمبر ـ أيلول 2001م، مُصطحبا العَمري مِن بوسطن إلى بورتلاند بمايين. لِماذا بورتلاند؟ مَرة ثانية رًبَما كان ذلك مِن قبيل البروتوكولات، إذْ يُحذرُ الدليل الإرشادي[10] مِن السفر في مَجموعات كبيرة وينوه إلى السفرِ مِن "نقاط ثانوية" لِصرف إي انتباه. وفي صباح اليوم الثاني كاد الاثنان أن لا يلحقا برحلتهما المتجهة من مطار لوجان في بوسطن وتمكنا من الوصول إليها قبل دقائق من إقلاعها.
وحسب توقعات المُختطفين بناء على مَا تعلموه في دُروس الطيران فإن الطائرات المُختطفة وَصلت إلى الارتفاع المَطلوب بعد حوالي 40 دقيقة مِن الإقلاع، وَعندها شرعَ المُختطفون، الذين لمْ يبالوا بالكثير عِن الإقلاع والهبوط، في تنفيذ مُخططهم.
بتعلم وقدم 4 من بين المختطفين الـ 5 على متن الرحلة رقم 77 والتي انقضت على مَبنى وزارة الدفاع الأمريكية بنتاغون المُساعدة في الأمور اللوجستية ورُبَما كانوا بحسب المُحققين مِن القادة. كمَا يعتقد أنَّ العديد مِن الأشخاص الذين ساعدوا في الأمور اللوجستية، وبينهم المِحضار، حملوا معهم المَشارط الورقية وكانوا بمثابة العضلات لِتنفيذ الخطة. وبدأت تلك الطائرة، التي قادها حنجور، بالانحراف بشكل حاد في الجو، وربما وَقعت مُواجهة بينه وبين الطيارين، إلا أنَّ المُحققين يقولون إنَّ الأمرَ المُحتمل أنْ يكون الانحراف قد حَصل نتيجة قيادة حنجور الضَعيفة خاصة وأنَّ مَعلِمِيهِ السابقين على الطيران قالوا بأنَّهُ كانَ تلميذاً خائِباً.
وبناءً على مَضمون إحدى المُكالمات الخلوية التي استقبلت مِن إحدى الطائرات المُختطفة فإنَّ مَكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي آي" يُؤكد الآنَ على أنَّ مِن أُنيطَ بهم دَورُ العَضلات مِن المُختطفين بدأوا بدفع المُسافرين إلى مُؤخرة الطائرة وأرغموا الطيارين على تركِ غرفة القيادة بالقول لهم أنَّ مَا يجري لا يَتجاوز عَمليات الاختطاف التقليدية، وأنَّ المُسافرين وطاقم الطائِرة سُيطلق سَراحهم دون التعرض لأي أذى في حَال تنفيذ مَطالب المُختطفين.
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ