عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-02-2007, 03:53 AM
الصديق11 الصديق11 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 199
Arrow سلاح المقاومه العراقيه (( المفاجئه الكبرى ))

في أيام قليلة.. يتم إسقاط سبع مروحيات أميركية بمن عليها في مستنقع الحرب الدائرة في العراق!
وإلى الآن لا يعرف البنتاجون كيف يفسر هذا التكتيك الجديد في الصراع القائم بين الجيش الأميركي والمقاومة الشرسة منذ سقوط بغداد،
ولا كيف يوقف استمراريته وتطوره النوعي، حتى ولو سلمنا بالرأي القائل إن أكثر من 50% من الأعمال الهجومية في العراق ضد المدنيين
وراءها مخابرات خارجية تخطط للفتنة الداخلية ولا دخل للمقاومة بها. إلا أن 100% من الهجمات الموجهة ضد قوات الاحتلال هي هجمات منظمة
ومخطط لها من قبل المقاومة أيا كانت الجهات التي تمدها بالسلاح.


المدهش في الأمر أن كافة الخطط والسياسات التي تبنتها القوات الأميركية لمحاصرة والقضاء على المقاومة باءت منذ البداية بالفشل التام.
وكافة العمليات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال ضد المدن العراقية والتي أبيدت عن بكرة أبيها بزعم أنها تمثل معاقل المقاومة
ومنها ينطلق مسلحوها، هذه العمليات العسكرية لم توفق حتى في الحد من تعاظم قوة تلك المقاومة بالرغم من مقتل أحد أهم قيادييها
وهو أبو مصعب الزرقاوي. فالخسائر المستمرة والمتزايدة للقوات الأميركية في العراق أصبحت أكثر من أي وقت مضى.
وهذا ما حير خبراء الحرب في العاصمة واشنطن الذين يقيمون على بعد 10 آلاف كيلومتر من العاصمة بغداد.


لا شك أن حيرة القادة العسكريين في البنتاجون لها ما يبررها. فهم ربما درسوا بشكل ممتاز فن شن الحروب والتغلب على
العدو نظريا على الخرائط لكن لم يدرسوا جيدا بسيكولوجية المقاومة في الواقع. فالمقاومة، تماما كمقاومة الجسم البشري،
تكتشف دائما طرقا وأساليب جديدة لا تخطر على بال للقضاء على الأجسام الغريبة التي تدخل الجسد الآدمي.


ومما لا شك فيه أن المقاومة قد تعلمت من الدروس الميدانية أكثر بكثير مما قد تعلمته في دروسها النظرية. والفضل يعود في ذلك
إلى قوات الاحتلال التي رهنت نفسها لتكون ميدان تدريب أو لوحة تصويب واضحة ومن الدرجة الأولى لأهداف هذه المقاومة.
ومع مرور الزمن اكتشفت المقاومة طرقا وأساليب لم تخطر على بال. فبعدما استخدمت الحيوانات السائبة للتفجيرات التي تقوم بها،
انتقلت إلى استخدام الدراجات الهوائية التي يقودها رجال عاديون جدا، إلى تصوير عملياتهم التي يشنونها ضد عربات العدو بالفيديو
وبيعها بأثمان باهظة للقنوات المتلفزة العالمية .


واستخدام هذه الأموال (التي يبدو أنهم أصلا ليسوا في حاجة إليها) لدعم تسليحهم، إلى خياطة ثم ارتداء زي المارينز أو
الجيش العراقي وصبغ شعورهم باللون الأشقر ليكتمل التمويه، وأخيرا استخدام سلاح جديد قادر على إسقاط مروحيات الأباتشي
التي تعتبر من أكثر المروحيات العسكرية تعقيدا وتطويرا في ميادين القتال، كما استخدموا تكتيكات جديدة في الهجوم الجريء.


وهذا يعني أن المقاومة هي أيضا تتطور مع الوقت. فأصبح لديها ليس فقط مصادر التمويل ومصادر الحصول على الأسلحة التي تهرب
عبر الحدود العراقية من جميع الجهات التي تحيط بها والتي يستحيل مراقبة تضاريسها وحدودها المتنوعة والصعبة التي تمتد
لآلاف الكيلومترات سواء عبر المنافذ البحرية والنهرية، أو التخوم البرية أو حتى من خلال المجالات الجوية، بل أصبح لديها.


إضافة إلى مجنديها الذين يضمون بينهم جنسيات مختلفة جاءوا من كل الفئات والجهات التي تحمل في داخلها كرها متأصلا لسياسة
الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، فهناك أيضا فنيو التفجيرات، ومهندسو الطرق، والمصورون والخياطون والدهانون
والعاملون والممونون وخبراء الاتصالات السلكية واللاسكلية والتفجير عن بعد وغيرهم من الأيدي العاملة التي تحتاج إليها المقاومة بشكل أو آخر.


وليست المقاومة كما قد يتصور البعض مجموعة صغيرة من المسلحين يحملون الرشاشات ويجوبون الشوارع بحثا عن ضحية أو اثنتين.
كما أن لهم اتصالات خارجية وداخلية، ولهم مسؤولون عن النظام ورئيس ومرؤوس وشبكات على مستوى العالم ومحللون عسكريون
وسياسيون واقتصاديون أيضا، وربما ممثلون أشبه بالسفراء والوزراء. أي أنهم شبه دولة محكمة النظام تعيش في بلد يفتقد إلى النظام.
خاصة عندما نتحدث عن مقاومة تشكلت ضمن دولة واسعة ومعقدة كالعراق كانت تحكم بنظام عسكري من نوع خاص.


لذا كان أكبر خطأ ارتكبه المحتل بعد سقوط بغداد هو عدم توظيف مئات الآلاف من الجنود السابقين الذين وجدوا أنفسهم فجأة دون عمل
أو مطلوبين لكونهم عملوا تحت إمرة نظام صدام في السابق. وكان من بين هؤلاء خبراء في الحرب والعسكرية والأمن لم تستطع
قوات الاحتلال القبض عليهم جميعا، ومنهم من اندس ضمن النظام الحالي ليشكل ثغرة في الجهاز الأمني للدولة التي لم تستقر أركانها .


ولم تعرف الراحة منذ أن سقطت قبضة نظامها الحديدي السابق. كما أخطأت قوات الاحتلال في توقيت القبض على صدام.
وكان من الأجدى الإبقاء على صدام ومعاونيه أحياء بعد اكتشاف مخابئهم لتتبع تحركات المقاومة وصلاتها بهم أو تم التعامل
معهم بطريقة مختلفة غير طريقة الانتقام التي شاهدناها جميعا. وهذا دليل واضح على عدم معرفة المحتل بسيكولوجية الدول التي يحتلها
وبسيكولوجية زعاماتها وشعوبها.


فقد كان صدام في الفترة الأخيرة من حكمه على أتم الاستعداد للتعاون مع السياسة الأميركية في كافة النواحي التي يضمن فيها بقاءه
في الحكم وتضمن الولايات المتحدة بقاءها في المنطقة والحصول على متطلباتها دون خسائر من الجانبين. ولا أحد يستطيع حتى اليوم
تفسير إصرار الولايات المتحدة على إنهاء نظام صدام بطريقة دموية وبشتى الطرق والوسائل (ومنها الملتوية و«الكاذبة» كاتهامه
بامتلاك أسلحة «دمار شامل»!) وتحويل العراق أولا إلى «دمار كامل» ومن ثم إلى فوضى عارمة طالت الأخضر واليابس.


قد يجوز اللجوء إلى القوة عندما يكون العدو قويا وقادرا على المنازلة وطرح خصمه أرضا. أما في حالة كحالة النظام الحاكم السابق
في العراق في عام 2003 فإن أحدا لم يكن يتوقع أي مقاومة من رجل مسن محاصر ينتظر نهايته بين لحظة وأخرى أمام قوة جبارة
جاءت من أقصى الأرض بكل عدتها وعتادها لمحاربة دولة على فراش الموت البطيء.


أي أن بوش وساسة البيت الأبيض والبنتاغون كان بإمكانهم الحصول على كل شيء عن طريق (السياسة) و(الحنكة الدبلوماسية)
دون إراقة دم أكثر من مليوني عراقي،
وتخريب البنية التحتية لبلد تعيش عليه أكثر 23 مليون نسمة وتهجير الملايين منهم وإهدار مليارت البراميل من النفط التي أحرقت فذهبت
أدراج الرياح وتمزيق طوائفه وتلويث بيئته.


أو مقتل أكثر من 3000 جندي أميركي خلال 3 سنوات (عدا حالات الانتحار) أو عشرات المروحيات التي أسقطت وتدمير المئات من
العربات التي تم تفجيرها. أما اليوم فهي خسرت كل شيء وخسر بوش وحزبه شعبيته ومصداقيته ومكانته السياسية في الولايات المتحدة
الأميركية وفي العالم، وفي المقابل جعلت من العراق نموذجا ونتيجة لسياسة الحرب المتهورة وغير المنظمة والفاشلة، وصنع بوش
من صدام رمزا بطوليا حتى آخر لحظات حياته!


إن ازدياد قوة المقاومة العراقية في الآونة الأخيرة جاء لعدة أسباب هامة. وعلى رأسها ما تسمعه المقاومة من خلال الفضائيات بفشل

الاحتلال أمام مقاومتها، ونتائج مقاومتها المستمرة على نفسية الشعب الأميركي وعلى ترتيب حكومته وكيف أنها أسقطت كبار رجال البيت الأبيض..


وأنزلت شعبية الحزب الجمهوري إلى الحضيض وأوصلت الديمقراطيين إلى الكونغرس على أكتاف المقاومة العراقية؛ باختصار شديد،
أنها استطاعت أن تقلب موازين القوى في صميم الولايات المتحدة الأميركية. إن معنويات المقاومة العراقية هي اليوم في أشدها تماسكا وثباتا وارتفاعا.


بينما وضع ومعنويات الجيش الأميركي في العراق تشبه إلى حد كبير وضعهم ومعنوياتهم في فيتنام، حسب اعتراف الرئيس جورج بوش نفسه.
أما المحرك الثاني للمقاومة فقد جاءهم من بعيد، نتيجة الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان وحزب الله بالتحديد. وكيف أن تلك
المقاومة الصغيرة هزمت خلال شهر واحد دولة تعد رابع أقوى دولة عسكرية في العالم.


فتورط إسرائيل في لبنان وما نتج عنه من آثار ضربت هي أيضا صميم الحكومة الإسرائيلية وهزت معنويات الشعب الإسرائيلي،
منح دفعة قوية لعمليات المقاومة العراقية ولمعنوياته، خاصة وأن هناك قاسما مشتركا واضحا بين المقاومتين: ألا وهو هزم
الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية وإفشال مخططاتهم لاحتلال المنطقة.


إن سقوط سبع مروحيات أباتشي أميركية الصنع وخلال أيام قليلة على أيدي مجموعة من المقاومين الذين لا يملكون صواريخ
عابرة للقارات ولا قنابل نووية أدهش العالم وليس فقط عسكريي الولايات المتحدة.. وأرعب إسرائيل.. لأنه ذكرها بدبابات
ميركافا.. وبمروحياتها وبوارجها وجنودها الذين سقطوا أمام مقاومة حزب الله..


وان عليها أن تعيد حساباتها مع هذا النوع من الحرب الذي لا يقدر عليه أحد.. وان حلمها بـ «إسرائيل الكبرى» التي تمتد
بين نهر الفرات ونهر النيل هو في طريقه إلى أن يتحول إلى كابوس حقيقي.. لأن الشعوب الإسلامية فيما يبدو تمتلك أخطر الأسلحة
على الإطلاق: سلاح المقاومة.


الصديق11
__________________