عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 15-01-2005, 01:47 PM
الحـارق الحـارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
المشاركات: 438
إفتراضي

خادم الحرمين والقضية الفلسطينية
اضطلعت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بأدوار بارزة ومتميزة في دعم الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، واتخذ الدعم منعطفاً مهماً حيث سخّر حفظه الله وبكل إخلاص وأمانة جهده ووقته من أجل القضية الفلسطينية ووضع امكانات المملكة الاقتصادية وثقلها ووزنها الدولي في سبيل ايجاد حل عادل لها، وكانت المملكة في عهده وماتزال السباقة في تحركاتها ومبادراتها السياسية ونضالها المستمر في كل المحافل الإقليمية والدولية من أجل القضية الفلسطينية، فكان لذلك الأثر الكبير في تصعيد النضال الفلسطيني داخل وخارج الأراضي المحتلة،ما عزز مكانة فلسطين الدولية، وعمل على تثبيت الحق الفلسطيني وتطلعاته في العودة وحق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية على أرضه وعاصمتها القدس.
وظلت القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال خادم الحرمين الشريفين في كل زياراته ولقاءاته بقادة وزعماء الدول الكبرى في العالم، وجاءت مبادرته للسلام حفظه الله ذات النقاط الثماني التي طرحها في شوال عام 1401ه / 1981م وكان آنذاك ولياً للعهد رداً حاسماً وحازماً على ماكان يتردد في الساحة العالمية من تساؤلات حول ماذا يريد العرب؟ وماذا لدى العرب من حلول للصراع الدائر بينهم وبين إسرائيل؟.
واعتبرت المبادرة أول مشروع متكامل ومتوازن يؤكد صدق النوايا العربية للوصول إلى تسوية عادلة، ومهدت السبل لمخاطبة العالم بمنطق عربي مقنع، وأصبح العالم مهيأ لتلقي مواقف عربية وفلسطينية أكثر ايجابية، واستندت مبادرة المملكة على ثماني نقاط واضحة لمختلف جوانب القضية وهي:
1 انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م.
2 إزالة المستعمرات التي أقامتها اسرائيل في الأراضي العربية المحتلة بعد عام 1967م.
3 ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة.
4 تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد وتعويض من لا يرغب في العودة.
5 تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد على بضعة أشهر.
6 قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
7 تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام.
8 يقوم مجلس الأمن بتنفيذ تلك المبادىء.
وقد تبنت الدول العربية في مؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في مدينة فاس بالمغرب في 6 سبتمبر 1982م مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط، وأطلق عليه اسم: المشروع العربي للسلام.
ويؤكد ذلك المشروع الاهتمام السعودي بفلسطين قضية وأرضاً وشعباً ومقدسات، وضرورة الوصول إلى حل عادل يقوم على القرارات الدولية، ويحفظ الحقوق لأصحابها الشرعيين.
كما تواصل الدعم السياسي للقدس والقضية الفلسطينية عبر مؤتمر القمة الإسلامية الذي انعقد في السادس عشر من شعبان الحالي، حيث أكد سمو ولي العهد الذي قاد أيضاً وفد المملكة أهمية القدس ودعا إلى تقليص أو تجميد أية علاقات مع إسرائيل.
وتواصلت المواقف الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطيني على كافة الأصعدة، إذ شهد مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخراً بالقاهرة تبني المملكة لصندوقين يدعمان الانتفاضة والقدس حددت له مبلغ مليار دولار، حيث أعلن سمو ولي العهد الذي قاد وفد المملكة للقمة دعم المملكة للصندوق ب 250 مليون دولار.
وعندما انطلقت محادثات السلام في مدريد في اكتوبر من عام 1991م وضعت المملكة علاقاتها الدوليةوراء جهود إقرار السلام العادل والدائم لأزمة الشرق الأوسط، من أجل تمكين العرب من استرداد حقوقهم المشروعة، وشددت على تطبيق قرارات الأمم المتحدة بالأرقام ( 242 ، 338 ، 325) حتى توجت تلك المحادثات باتفاقات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 1993م، وظلت المملكة تدعم كل مراحل العملية السلمية وتشد أزر المفاوض الفلسطيني والعربي وتدعمهما مادياً ومعنوياً لمواجهة أساليب المراوغة الإسرائيلية، وشكلت بذلك ولا تزال العمق الاستراتيجي في التفاوض من أجل إقرار سلام شامل يقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، والانسحاب الإسرائيلي غير المشروط من الأراضي العربية المحتلة.