عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 16-06-2004, 01:50 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

التوحيد الخالص
قال (ع) يصف ربه :
(كل شيء خاشع له ، وكل شيء قائم به ، غنى كل فقير ، وعز كل ذليل ، وقوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف) .
وأقول مرة أخرى : إن مصيبتنا أننا نقرأ أقوال الأئمة للتباهي والمدح المجرد لا للإقتداء والعمل، وإلا كم من ملهوف إذا استغاث أو دعا أو استجار جعل مفزعه غير الله يلتجيء إليه يعوذ به ويتقرب إليه بالنذور ويندب اسمه ويستغيث به دون الله ؟! دون أن يدري أنه في طريق والإمام (ع) في طريق أليس هو القائل :
(إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة ، وأقام الصلاة فإنها الملة ، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة ... وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة ... واقتدوا بهدي نبيكم فإنه أفضل الهدي واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن ، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب) .
حكم أين نحن منها ؟
(من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) .
(إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته (نسبه)، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته) .
ما مدى تطبيق هذه القواعد العظيمة من الواقع ؟!
يعطون و...لا يأخذون !!
لقد سار أولاد أمير المؤمنين (ع) وأحفاده على خطاه التي ترسمت خطى رسول الله (ص) ، فهذا الإمام الحسن (ع) دخل السوق لحاجة يشتريها فساوم صاحب دكان في سلعة فأخبره بالسعر ثم علم أنه الحسن بن علي سبط رسول الله (ص) فنقص في السعر إجلالا له وإكراما ، ولكن الحسن لم يقبل منه ذلك وترك الحاجة وقال :
(إنني لا أرضى أن أستفيد من مكانتي من رسول الله (ص) في شيء تافه).
أما الإمام السجاد (ع) فكان إذا سافر كتم نفسه حتى لا يعرفه أحد فيصله ويعطيه شيئا بلا مقابل ويقول :
(أنا أكره أن آخذ برسول الله (ص) مالا أعطي به).
أقول : لقد أمسى الانتساب إلى رسول الله (ص) مهنة !! بل هو أعظم المهن وسيلة للارتزاق واستجلاب الترف والنعيم !!! وأضحت توضع لها الشارات والعلامات من أجل الدلالة والتعريف وصاحبها مستعد لتذكيرك إذا نسيت ومطالبتك إن قصرت ! أين هذا من قول الباقر (ع) :
(إذا رأيتم القارىء (أي العالم) يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا)!! واليوم أكثر الناس حبا للأغنياء وتزلفا إليهم هم العلماء إلا القليل !
وكان الإمام الصادق (ع) يتصدق حتى لا يبقى لعياله شيئا وكان كجده زين العابدين يسر بالعطاء ولا يظهره فكان إذا جاء الغلس و أعتكر الظلام حمل جرابا فيه خبز ولحم ودراهم ثم يذهب إلى ذوي الحاجات من أهل المدينة ويعطيهم وهم لا يعلمون .
أما ابنه الإمام الكاظم (ع) فكانت صرة عطائه يضرب بها المثل !
من عمل أيديهم يأكلون
كان أمير المؤمنين علي (ع) يحصل على رزقه أيام خلافته من كد عمله في بستان يعمل فيه ظاهر الكوفة . وهكذا كان الأئمة (ع).

فقدكان للإمام الصادق (ع) مزرعة يعمل فيها ، فيلتقيه رجل يوما ما على قارعة الطريق وهو راجع من مزرعته يتصبب عرقا فيلومه ذلك الرجل بكلمة غير مهذبة تثيره فيقول :
(خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك) .
وروى الكليني أيضا عن أبي حمزة قال : رأيت أبا الحسن (ع) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق فقلت : جعلت فداك أين الرجال؟ فقال : يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي فقلت له : ومن هو ؟ فقال : رسول الله (ص) وأمير المؤمنين وآبائي (ع) كلهم قد عملوا بأيديهم .
وجاء رجل إلى أبي عبدالله (ع) فقال : أدعو الله أن يرزقني في دعة فقال : لا أدعو لك أطلب كما أمرك الله عز وجل .