عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 16-06-2004, 01:54 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

من الحافظ ؟
سؤال قد يبدو غريبا ولكن تأمل هذه المواقف التي أشهدها وتشهدها معي كل يوم :
ذهبنا في تشييع جنازة إلى النجف وبينما كنت أدخل إلى صحن مرقد الإمام (ع) قال لى أحد باعة الماء وهو يعرض علي طاسة ماء : (يحفظك الإمام) قلت له –وأنا أخاطب الجميع- ألستم مسلمين ؟! ألم تقرأوا قول الله في القرآن : (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) يوسف64 .
و ركب في سيارتي رجل فقال : (يا علي) ولما استقر في مجلسه بدأت أشرح له مسألة الاستغاذة وأنها خاصة بالله أما أهل البيت (ع) فنحن نحبهم ونقتدي بهم لكن لا ندعوهم ولا يجوز أن نستعين بهم ... الخ فوافقني على ما أقول لكنه حينما نزل ووجه إلي كلمات الشكر قال في آخرها :
(يحفظك الرسول) !! قلت في نفسي وأنا أبتسم : ما عملت شيئا!
أسماؤنا تعبد لغير الله
حتى أسماؤنا تدل على ضعف تعلقنا بالله وشدة تعلقنا بالوسائط فعبد الحسين وعبد الزهرة وعبدعلي وعبد الرضا وعبدالكاظم بل عبدالسادة وعبدالأئمة وعبدالكل وعبدالأخوة أكثر شيوعا من عبدالله وعبدالرحمن وعبدالرزاق إلى الحد الذي يكاد يختفي معه هذه الأسماء الكريمة والتي هي من أحب الأسماء إلى الله!
بل عبدالرحمن أو عبدالرزاق مثلا يمكن أن يتحول إلى رحمن ورزاق أما عبدالحسين وعبدالرضا فحاشا وكلا.
وتجد التلفظ بعبد الحسين أو عبدعلي أسهل على الألسنة من التلفظ بعبد الرحمن أو عبدالرزاق ! حتى صار من المألوف أن يكون في سلسلة اسم شخص اسم الرب مجردا واسم المخلوق معبدا مثل (كريم عبدالرضا) عوضا عن ( عبد الكريم عبد الرضا ) و (جليل عبدالحسين) اختصارا ل ( عبد الجليل عبد الحسين )!
ومن المفارقات أنك تجد جميع أسماء الأئمة تحمل أداة التعريف (الـ) الا اسم علي فيقال : عبدالحسن ، ولا يقال عبدالعلي لأن (عبدالعلي) يعني عبدالله لذلك يقولون (عبدعلي) للتأكيد على أن العبودية لغير الله!!
ولد لصديق لي مولود ذكر وذلك بعد طول انتظار وترقب فسماه (عبدالوهاب) تيمنا باسم (الوهاب) الذي وهبه له كما قال إبراهيم (ع) : (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل) ابراهيم 39 ولما جاءتهم جارتهم مهنئة فوجئت بهذا الاسم (الغريب العجيب) فعبرت عن استغرابها قائلة : أما وجدتم غير هذا الاسم ؟! سموه حيدر سموه حسين !!


حور ونذور
وما أكثر (الأئمة) ! إذ لا يحتاج الأمر إلى أكثر من تصميم شكل مكعب على وجه الأرض من فوقه ستور وقبة ((بعضها فوق بعض)) ويجب أن يكون هذا كله قريبا من خط المواصلات! و (للأئمة) –وهذا هو المهم في الأمر كله- سدنة يقومون بأمرهم وأبنيتهم وقبابهم ((وهم لهم جند محضرون)يس 75.

تصور ! (الإمام) يحتاج إلى من يحرسه ويحميه وليس العكس ! وهؤلاء السدنة يحصلون من وراء ذلك على أموال طائلة على شكل نقود أو ذبائح أو نذور أو قرابين وأطعمة ، والوساطات كلها قائمة ومشروطة بدفع الأموال والذبائح والنذور فلا يمكن أن تنجح وساطة أو تقبل شفاعة إلا بذلك ولا وصول إلى الله إلا بشفاعة أو وساطة!
حتى القسم أو اليمين اعظمه ما كان في حضرة (الإمام) ويمكن لأي إنسان أن يحلف مائة مرة بالله كاذبا على أن لا يحلف مرة واحدة (بالإمام) وهو كاذب خصوصا إذا كان في (حضرته) أو (مقامه) أو (ضريحه) ! وهو أمر لم يصل إليه مشركو الجاهلية الأولى فأنهم إذا أكدوا اليمين فإنهم يؤكدونها بالحلف بالله كما أخبر الله عنهم بقوله : (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم) فاطر42.