[صمت الكلام]

الأمر بالسجود لآدم

لم يكن الملائكة عليهم السلام ليعلموا اذ قالوا ( اتجعل فيها من يفسد فيها ) أن جبلة الطين ما يسمو على النور والنار , كليهما , وفد امرهم ربنا ليعرفهم فضل أبي البشر آدم عليه السلام , فأمرهم بأن يسجدوا له سجود تحية .
وما هو بسجود عبادة , فهو من باب صنع معاذ رضي الله عنه في حديث :-
لما قدم بن معاذ بن جبل من الشاك سجد لرسول الله فقال له رسول الله : ( اما هذا فلاتفعل , فإني لو امرت شيئا أن يسجد لشئ لأمرت المرأة ان تسجد لزوجحها , لاتؤدي المرأة جق ربها حتى تؤدي حق زوجها )
( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم الا ابليس أبى واستكبر ) ولم يكن من الملائكة ( كان من الجن ففسق عن أمر ربه )
وماذا وراء تمرده ؟ انه الكبر والاغترار وخطأ الاستباط وانحراف القياس والتفكير ( قال انا خبر منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
قياسه فاسد , لأنهُ يصادم نصا صحيحا صريحا من الله تعالى , ويفضل نفسه على آدم عليه السلام الذي خلقه الله بيده , ونفخ فيه من روحه , وأسجد له ملائكته , وعلمه أسماء كل شئ .
فعوقب ابليس ولعنه الله عز وجل : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ - وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
( الحجر _ 34 -35 )