عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 22-07-2003, 02:00 PM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي

يرحمها الله

عبد الله الطائي في رثاء والدته



ولَكمْ صَمَدْتُ لأعْنَفِ الهزاتِ
اليومَ لاَنتْ يا زمانُ قناتي

ولوَ أنني أرضيتُ كل عِداتي
أصبحتُ أرجو أن أشاهدَ قبرهاَ

الموتُ يدَفعني لمحوِ شَكاتي
فأطوفَ " مَسقطَ " لائذا مُتحامياً

واذا هَلكتُ فقد قضتْ حاجاتي
فإذا سَلمتُ فذاكَ خيرٌ نالني

أمنٍ وعيشُ السجنِ والظلُماتِ
سيانِ بعد مماتها عَيْشي على

فأتاكِ منها قاتلُ النَبْلاتِ
أمي لقد مَلكَ القضاءُ سهامهُ

أحيائِه يَشتطُ في الطعنات
ما كنتُ أحسبُ أن دهراً أنتِ من

أحشائِنا نارٌ من الزفرات
فلقد حملْنا جَورهُ صبراً وفي

فأتى يُضاعفُ منْ لَظى الويلات
ولَكمْ رَجوناْ ان يخُففَ جَوره

أنا بَعدَ فَقدكِ أنزفُ العَبَرات
ما إن بَكيتُ على حوادثهِ وها

جَلَداً على الأحداثِ والنكبات
ولطالما أوقَفتها بِمدامعي

منهم .. فلا يَدون غيرَ ثباتي
حارَ العِدا في حالتي ، أجدُ الاذى

وأضاعَني حتى زهدْتُ حياتي
لكن مَوتكِ قد ألانَ تَجلدي

ليستْ تُخففُ وَقدهَ آهاتي
فأقل ما أخفيه حُزنٌ مُهلكٌ

والنفسُ تغرقَ في دُجى الظلماتِ
أليومَ أشعرُ بالمصائبِ جُمعتُ

فبَقيتُ غُصْناً ذاويَ الورقاتِ
اليوم أشعرُ أن أصلي قد هَوى

والنورُ يَكشفُ مُغلَقَ الطُرقُاتِ
كانت كمثلِ الروحِ بينَ جَوانحي

يَجلو لعيني أقومَ الغايات
كانت – وإنْ طال الفراقُ ككوكبٍ

وأثابها بالعيشِ في الجنات
شملَ الإله ضريحها بِرضائهِ

فَهُنا يكادُ يَقودُني لَمِماتِ
يا أهلُ إنْ عظمَ المصابُ لديكُمُ

قلباً يَعيشُ العمرَ في حَسرات
عُظمَ المصابُ وزَلزلت أصداؤه

وبَدتْ ملامحُ وَقدِها بِسِماتي
جُمِعت هُمومُ الأرضِ في أحشائه

فالفجرُ من بَينِ الدجنةِ آتي
وإذا الزمانُ تكاثرتْ طَعناتُهُ

فاصمدْ على المكروه والعَقبات
يا قلبُ حَسبُكَ حسرةً وتخاذلاً

دَرْب الهزيمةِ أسوأ الحالات
واسترجعِ الصبرَ الكبيرَ فإن في

واسلُكْ سبيلَكْ ثابِتَ الخطوات
واصبر فمالكَ في المقدرِ حيلةٌ

في الأُمهاتِ روائِعُ الآيات
واطلبْ لها الغفرانَ من ربٍ لهُ

وهو المعينُ بأحلَكِ الأزمات
هَو وحدَهْ لكشف مُلمةٍ

ألطافهِ جَمعاً لِكل شَتاتِ
واذا أيستَ مِنَ المعادِ فإن في


الكويت - 1966
الرد مع إقتباس