عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-11-2003, 06:26 PM
خبيب خبيب غير متصل
فلتسقط المؤامرة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 269
إفتراضي

التتمة

قال

ويمكن القول ان الاوضاع في السعودية تغيرت بشكل جذري في العقد الاخير لعوامل اربعة اساسية: اولها زيادة الاحتكاك بالعالم، والثاني تداعيات الاجتياح العراقي للكويت ومجيء القوات الاجنبية الي المنطقة، وثالثها حوادث 11 سبتمبر واستهداف المجموعات السعودية التي اتهمت بالضلوع فيها، ورابعا الوضع الاقتصادي الذي تداعي منذ حرب الكويت. هذه العوامل ساهمت في حدوث حالة استقطاب تزداد قوة. فبينما كان من الصعب ملاحظة تبلور نسيج سياسي اجتماعي يتميز عن نظام الحكم، اصبحت العائلة السعودية اليوم مستهدفة بارادة التغيير الشعبية، خصوصا مع اصرار افرادها علي الاستمرار في حياة البذخ بالمستوي المعيشي الذي اعتادته منذ عقود، في الوقت الذي لم يعد الاقتصاد قادرا علي تحمل اعباء ذلك. وبالتالي ينظر المواطنون الي حالة الفساد هذه، مقرونة بالوضع السياسي الجامد، كمنطلق لمواجهة الحكم والمطالبة بالتغيير. الوضع الاقتصادي السعودي اليوم يعاني من تدني مستويات الدخل وارتفاع نسبة البطالة، وتفشي ظاهرة الفقر مع استمرار انتهاكات حقوق الانسان. ويعترف مسؤول سعودي مؤخرا بان المملكة تحتاج الي ثلاثين عاما للتخفيف من مشكلة الفقر. كل ذلك انعكس في الظواهر الاخيرة التي لم تعهدها السعودية، سواء المظاهرات او اعمال العنف السياسي ام المقالات السياسية التي تتنقد الحكم في بعض اعمدة الكتاب والمواقع الالكترونية. واذا كانت آلة الدعاية الحكومية في السابق قد اعتادت توجيه اللوم للخارج، فقد تغير الوضع واصبح العالم ينتقد السعودية بانها اصبحت تفرخ ما يسميه الغربيون الارهاب ، وهي معركة طويلة بين الرياض وواشنطن علي وجه الخصوص، ما تزال فصولها تكتب يوميا. في السابق كانت الحكومة تتذرع بحجج غير مقنعة بان الشعب ليس مستعدا للديمقراطية، او ان هذه الديمقراطية لا تتلاءم مع تعليمات ديننا الحنيف، ولكن اللوم يوجه اليوم الي العائلة المالكة بانها عاجزة عن التغيير، خصوصا في ضوء شيخوخة الرموز وعدم قدرتهم علي مجاراة الاوضاع المحلية والدولية.
السؤال الآن هو: هل بدأ النظام يعي خطورة الوضع الذي تعيشه البلاد؟ وان الجزيرة العربية التي كانت يوما أبعد مناطق العالم عن الاشتغال بالسياسة، وأبعد ما تكون عن الاهتمام الدولي ازاء ما يجري فيها، اصبحت اليوم تحتل الصدارة في هذا الاهتمام خصوصا بعد تعدد حوادث العنف السياسي سواء التي ترتكب داخل المملكة او خارجها؟ اذا لم يع النظام هذه الحقيقة فانه لا يستحق البقاء كنظام سياسي، واذا كان يدرك ذلك، فلماذا لا يشرب سم التغيير؟ لماذا لا يطلق مشروع اصلاح شامل يبدأ بحوار وطني حقيقي، وتقليم اظافر الامراء الجشعين، والانصات لما يقوله المعارضون، ويعترف بان القمع يفرخ التطرف والعنف والارهاب؟ تساؤلات مشروعة تستبطن دعوة اصحاب القرار السياسي في المملكة، ان كان هناك فعلا من هو قادر علي اتخاذ قرار جريء، لاعادة النظر في وضع المملكة التي استطاع الملك عبد العزيز جمع اقاليمها في دولة واحدة، بينما قد يفشل ابناؤه في الحفاظ علي هذا الكيان بسبب عدم استطاعتهم مواكبة الاوضاع المحلية والدولية. لقد كان للتحالف بين آل سعود والتيار الوهابي السلفي دوره في تأسيس الكيان السياسي القائم، ولكن هل من الضرورة بقاء هذا التحالف لاستمرار هذا الكيان؟ لقد نجح ذلك التحالف في غياب وعي وطني عام، ولكن مع تصاعد النزعات الانفصالية من جهة، وتعدد اشكال المعارضة للنظام، وتحول ذلك الكيان الي مصدر للعنف السياسي وما يسميه الغربيون الارهاب أليس من الضروري اعادة النظر في كل ما كان يعتبر سابقا من الثوابت؟ أليس من الاهمية بمكان التعاطي مع المستجدات بروح العصر ومنطقة، ابتداء بالحوار الوطني، مرورا باحترام حقوق الانسان ووصولا الي صيغة توافقية بين الحكم والشعب؟ هل يستحيل، في اذهان اصحاب القرار حصر موقع العائلة السعودية بالملك وتخويل الشعب بممارسة مهمات الحكم وفق مبدأ الديمقراطية، او الشوري الملزمة، ليتشكل بذلك نظام حكم تعددي لا يتناقض مع مباديء الحكم الديمقراطية؟ اذا لم يحدث ذلك، علي وجه السرعة، فقد لا يكون نظام الحكم وحده هو المهدد، بل حتي الكيان السياسي نفسه، المتمثل بالمملكة العربية السعودية التي تأسست قبل سبعين عاما