عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-01-2006, 07:01 AM
كيميائي كيميائي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 4
إفتراضي ما عليك عمله للانتصار لرسول الله محمد أزكى البشرية

بسم الله الرحمن الرحيم
الانتصار لرسول الله محمد أزكى البشرية

ماذا تنقم حكومة الدنمرك وصحافتها على محمد خاتم رسل الله عليه الصلاة والسلام؟

دفاعٌ عن رسول الله محمد من استهزاء صحيفة دنمركية ما موقف المسلمين حكومات ورجال أعمال وشعوباً نحو هذه الإساءة؟

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبيَّ بعده، نبينا محمد، وعلى إخوانه من النبيين ، وآل كلٍّ، وسائر التابعين إلى يوم الدين، أما بعد :

فهذا بيانٌ مِدَادُهُ دَمُ قلبي، ورقعته مُهْجَةُ نفسي، أحرره دفاعاً عن أحبِّ حبيب، وأرقُمه ذوداً عن أزكى مخلوق وأطهر بشر: محمد بن عبدالله، رسول رب العالمين، وخاتم الأنبياء والمرسلين .

فياربِّ تقبَّل مني إنك أنت السميع العليم.

لقد اطلعت على ما تناقلته بعض وكالات الأنباء من اقتراف الصحيفة الدنمركية (جيلاندز بوستن/Jyllands-Posten,) لخطأ شنيع وانحرافٍ فظيع بنشرها ( 12 ) رسماً ( كاريكاتيرياً ) أو ساخراً يوم الجمعة 26 شعبان 1426هـ / 30 سبتمبر 2005 تصور الرسول في أشكال مختلفة ، وفي أحد الرسوم يظهر مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!.

وإمعاناً في غَيِّها طلبت الجريدة من الرسَّامين التقدم بمثل تلك الرسوم لنشرها على صفحاتها.

ولما بلغني الخبر كدَّرني كثيراً وأصابني بهمٍّ كبير، وأحزنني حزناً عظيماً، وقد عمدتُ بنفسي للنظر في موقع الصحيفة المذكورة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، حتى وقفت على موقع الجريدة (Jyllands-Posten, ) في صفحاتها الصادرة بتاريخ (30. September 2005 ) فكان الخبر ليس كالمعاينة، حيث هالني ما رأيته، واقشعر جسمي، وبلغ بي ذلك كل مبلغ في النكير والاستهجان والامتعاض.

وهكذا كان الشأن عند عامة أهل الإسلام ممن بلغهم الخبر، حيث كان هذا العمل محل انتقاد واستهجان لديهم، ولدى غيرهم من العقلاء في أرجاء الأرض.

وقد عمد إخواننا المسلمون في الدنمرك، ومعهم غيرهم من المواطنين الدنمركيين، وكذلك غيرهم من المقيمين في الدنمرك إلى إنكار هذه السخرية التي نالت أشرف إنسان في التاريخ.

فكُتبت المقالات ووُجهت الرسائل إلى الحكومة الدنمركية وإلى الصحيفة المعنية، مطالبين بالاعتذار عن هذا العمل والكَفِّ عن مثله مستقبلاً.

وقد تظاهر في شهر أكتوبر الماضي أكثر من (5000 ) مسلم وغيرهم من المتعاطفين معهم في العاصمة كوبنهاجن ضد الصحيفة وطالبوها بالاعتذار.

غير أن السلطات الدنمركية ومسئولي الصحيفة رفضوا ذلك بمبررات حرية الإعلام والتعبير، وأنه لا شيء يستثنى من شموليته وحريته!!.

ولا زال مسئولو صحيفة ( جيلاندز بوستن / Jyllands-Posten ) والحزب الحاكم الذي تنتمي إليه يرفضون الاعتذار، وينوون الاستمرار في منهجهم المتهجم على الرسول الكريم الذي قال الله له : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء : 107].

متجاهلين بذلك المواثيق والأعراف الدولية، غير مبالين بالاعتراضات المقدمة إليهم.

فرأيت أن من الواجب عليَّ، وعلى غيري ممن حمَّلهم الله أمانة البيان والبلاغ البيان في ذلك، خاصةً وأنني أشرُف بالانتساب للمملكة العربية السعودية ، التي فيها قبلة المسلمين، وبها مسجد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الشريف، وذلك عملاً بقوله سبحانه : ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ )[آل عمران : 187].


وإذا تأملنا في خلفيات هذه التهجمات فلنا أن نقف الوقفات التالية:

أولاً : محمد أزكى البشرية:

أذكِّر الشعب الدنمركي وغيره من الشعوب النصرانية وغيرهم من أمم الأرض أن هذه السخريات ما هي إلا محض افتراء وكذب .

فمحمدٌ رسول الله هو أطهر البشرية جمعاء وأزكاها، ولن تضيره هذه السخرية مهما عظمت أو تكاثرت، كما أخبرنا بذلك ربُّنا في القرآن العظيم.

ونحن نعتقد أن الله سبحانه سيحمي سُمعة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ويصرف عنه أذى الناس وشتمهم بكل طريق، حتى في اللفظ .

ففي " الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " ألا ترونَ كيف يَصْرِفُ الله عنِّي شَتْمَ قريشٍ ولعنَهم، يشتمون مُذَمَّمَاً، ويلعنون مُذَمَّمَاً، وأنا مُحَمَّدٌ!".

فنَزَّه الله اسمَه ونَعْتَه عن الأذى، وصرف ذلك إلى من هو مُذَمَّم، وإن كان المؤذِي إنما قصد عينه".

قال الإمام العالم الحافظ ابن حجر رحمه الله:

قوله : " يشتمون مُذَمَّمَاً " : كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدِلُون إلى ضده، فيقولون : مُذَمَّم، وإذا ذكروه بسوء قالوا : فَعَلَ الله بِمُذَمَّم.

ومُذَمَّم ليس هو اسمه عليه الصلاة والسلام، ولا يُعرف به، فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفاً إلى غيره.

أقول : وهكذا تلك الرسوم التي دعت الجريدة الرسامين لرسمها ونشرتها على صفحاتها، إنها قطعاً لا تمثل رسول الله محمداً ، لا في رسمها، ولا في رمزها:

لا في رسمها: أي ملامح الوجه، فوجه محمد هو الضياء والطهر والقداسة والبهاء، وجهه أعظم استنارةً وضياءً من القمر المسفر ليلة البدر، وجه محمد يفيض سماحةً وبِشْراً وسروراً، وجه محمد له طلعةٌ آسِرَةٌ، تأخذ بلب كل من رآه إجلالاً وإعجاباً وتقديراً.

ولا في رمزها: فمحمد ما كان عابساً ، ولا مكشراً، وما ضرب أحداً في حياته، لا امرأة ولا غيرها.

تقول عائشة زوج رسول الله ، ورضي الله عنها: ما خُيِّرَ رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله لنفسه، إلا أن تُنْتَهَكَ حُرمة الله فينتقم لله بها " رواه البخاري ومسلم.


وإنه لمن الحسرة والبؤس على الصحيفة الدنمركية وعلى حكومة الدنمرك أن يكون مجرد علمهم عن محمد رسول الله هو ما استهزؤوا به، مما أوحت به إليهم الأنفس الشريرة، وصدق الله : ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) [يس : 30].

وأدعو هؤلاء المستهزئين برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وأدعو غير المسلمين لأن يشرفوا أنفسهم بالاطلاع على سيرته عليه الصلاة والسلام، ليطلعوا على كمال الإنسانية في شخصه عليه الصلاة والسلام.

وهناك آلاف المراجع والمواقع الإلكترونية في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال :

1) http://www.islamweb.net/ver2/archive...no=1&thelang=E

2) http://www.islamonline.net/English/I...rticle01.shtml

وقد شرفني الله بالتأليف في هذا المجال، ومن ذلك:

كتابي " نفح العبير من شمائل البشير النذير ".

وكتابي: "مواقف من بيت النبوة".

وقد شهد لمحمد عقلاءُ البشر ومثقفوهم، حتى من أهل الملل الأخرى، شهدوا له بالنُّبل والطهر والفضائل الجمَّة، وسأورد طرفاً من تلك الشهادات في آخر هذا البيان.

ثانياً: السخرية بالأنبياء لن تزيد العالم إلا شقاءً:

لا يخفى أن العالم اليوم يشهد اضطرابات عديدة، أريقت فيها الدماء وأزهقت الأرواح، بغياً وعدواناً، بما يجعلنا أحوج ما نكون لنشر أسباب السلم والعدل، وخاصةً احترام الشرائع السماوية واحترام الأنبياء والمرسلين.

فهذا المسلك يتحقق به حفظ ضرورات البشر في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، وغير ذلك من حقوقهم ومقومات عيشهم الكريم.

وإن مثل هذه الأطروحات العدائية والاستفزازية لن تزيد العالم إلا شقاءً وبؤساً، ذلك أننا جميعاً بحاجة لمصادر الرحمة والهدى، والتي يسَّرها رب العالمين على يدي رسوله محمد ، فكان المستهزئون به عليه الصلاة والسلام، المشوهون لحقيقة حياته ورسالته ممن يَصُدُّ الناس عن الخير ويمنع من استقرار العالم وطمأنينته.

وهذا الصنف من الناس توعده الله في كتابه ونَدَّدَ بسوء فعالهم: ( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ) [إبراهيم : 3].


وإنَّه لمن المؤسف لحال البشرية اليوم، مع ما وصلت إليه من التقدم في مجالات عديدة من علوم الدنيا، بما تتضمنه من الاكتشافات المبهرة، ثم يأتي في هذا الخضم من العواصم التي تدَّعي التحضر أصواتٌ مبحوحة وكتابات ساقطة تتردى معها تلك المجتمعات بسبب إسقاطات أخلاقية نحو المقدسات.

ثالثاً: دعوى حرية التعبير لا تجيز الإساءة لأحد:

إن ادعاء صحيفة ( Jyllands-Posten ) حرية التعبير في نشرها لتلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله ، ادعاءٌ غير مسلَّم ولا مقنع، لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا بينة.

وقد جاء في ميثاق شرف المجلس العالمي للفيدرالية الدولية للصحفيين ما نصه:

( على الصحفي التنبه للمخاطر التي قد تنجم عن التمييز والتفرقة اللذين قد يدعو إليهما الإعلام، وسيبذل كل ما بوسعه لتجنب القيام بتسهيل مثل هذه الدعوات التي قد تكون مبنية على أساس عنصري أو الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقدات السياسية وغيرها من المعتقدات أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي.

سيقوم الصحفي باعتبار ما سيأتي على ذكره على أنه تجاوز مهني خطير: الانتحال، التفسير بنية السوء، الافتراء، الطعن، القذف، الاتهام على غير أساس، قبول الرشوة سواء من أجل النشر أو لإخفاء المعلومات.
على الصحافيين الجديرين بصفتهم هذه أن يؤمنوا أن من واجبهم المراعاة الأمينة للمبادئ التي تم ذكرها. ومن خلال الإطار العام للقانون في كل دولة).
ولذلك حين نطالب الصحيفة والحكومة الدنماركية بالاعتذار وبمنع تلك الإساءات لاحقاً فإننا نعتمد أيضاً على ميثاق صحفي شريف، جاء فيه : (سيقوم الصحافي ببذل أقصى طاقته لتصحيح وتعديل معلومات نشرت ووجد بأنها غير دقيقة على نحو مسيء).

ولا شك أن ما نشرته صحيفة (Jyllands-Posten) الدنماركية مسيءٌ لأكثر من مائتي ألف من مواطني الدنمارك، ومسيءٌ لأكثر من مليار وثلاثمائة مليون شخص، ومعهم غيرهم من المنصفين من أصحاب الملل الأخرى، كلهم يعظمون رسول الله محمد .

وسيبقى ذلك العمل مُسيئاً لكل المسلمين ما بقيت هذه الحياة على وجه الأرض، وستبقى الدنمارك ـ إذا لم تعالج هذه الإساءة ـ مصدر قرف واشمئزاز ، بسبب بعض العقليات التي تقطن فيها،وتعادي الرُّسَلَ والشرائع السماوية وتسخر بها.