عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 13-09-2001, 01:53 AM
الخليجي الخليجي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 370
Talking

*** ثناء العلماء عليه :

ذكر الإمام القشيري أن أصحاب الحديث اتفقوا أن أبا الحسن علي بن اسمعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهبهم تكلم في الأصول على طريقة أهل السنة ، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والمبتدعين والخارجين سيفا مسلولا ، تفقه الأشعري على أبي إسحق المروزي وزكريا بن يحيى الساجي .

قال الأستاذ الإمام الإسفراييني الفقيه الأصولي : " كنت في جنب الشيخ الباهلي كقطرة في البحر ، وسمعت الشيخ أبا الحسن الباهلي يقول : كنت أنا في جنب الأشعري كقطرة في جنب البحر " .

وقال البيهقي : " إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله لم يحدث في دين الله حَدَثا ، ولم يأت فيه ببدعة ، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة وشرح وتبيين ، وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول خلاف ما زعم أهل الأهواء فكان في بيانه تقوية لنصرة أهل السنة والجماعة من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة ، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين ، وأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث كالبخاري ومسلم إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين .

وقال تاج الدين السبكي : لو أردنا استيعاب مناقب الشيخ الأشعري لضاقت بنا الأوراق ، وكلّت الأقلام ، ومن أراد معرفة قدره ، وأن يمتلىء قلبه من حبه فعليه بكتاب " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الاشعري " الذي صنفه الحافظ ابن عساكر الدمشقي فهو من أجلّ الكتب ، وأعظمها فائدة وأحسنها ، قال ابن أبي الحجاج الأندلسي في فهرسته : لو لم يكن للحافظ ابن عساكر من المنّة على الأشعري إلا هذا الكتاب لكفى به .

وكان مشايخنا يأمرون الطلبة بالنظر فيه ، وقد زعم بعض الناس أن الشيخ الأشعري كان مالكيا وليس ذلك بصحيح ، إنما كان شافعيا تفقه على أبي إسحق المروزي ، نص على ذلك الأستاذ أبو بكر بن فورك في " طبقات المتكلمين " والأستاذ أبو إسحق الاسفراييني فيما نقله عنه الشيخ أبو محمد الجويني في " شرح الرسالة " أما شيخ الأشاعرة من المالكية فهو الإمام القاضي أبو بكر الباقلاني .

*** مجانبته لأهل البدع وصحة اعتقاده :

نظر الإمام أبو الحسن الأشعري في كتب المعتزلة والجهمية فوجد أنهم عطلوا وأبطلوا وقالوا والعياذ بالله : " لا علم لله ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة ولا بقاء ولا إرادة " ، وقالت الحشوية والمجسمة والعياذ بالله :" إن لله علما كالعلوم ، وقدرة كالقدر وسمعا كالأسماع وبصرا كالأبصار" فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال: " إن لله سبحانه علما لا كالعلوم ، وقدرة لا كالقدر ، وسمعا لا كالأسماع ، وبصرا لا كالأبصار " .

أما جهم بن صفوان 1 فقال : " العبد لا يقدر على إحداث شىء ولا على كسب شىء " .

وقالت المعتزلة والعياذ بالله : " هو ( أي العبد ) قادر على الكسب والإحداث معا " .

فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال : " العبد لا يقدر على الإحداث ويقدر على الكسب " ونفى قدرة الإحداث وأثبت قدرة الكسب .

وقالت الحشوية المشبهة والعياذ بالله : " إن الله سبحانه يُرى مكيفا محدودا كسائر المرئيات " ، وقالت المعتزلة والجهمية والنجارية والعياذ بالله :

" إنه سبحانه لا يرى بحال من الأحوال " ، فسلك رضي الله عنه طريقا بينهما فقال : " يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف ، وهو غير محدود ولا مُكَيَّف " .

وقالت النجارية والعياذ بالله : " إن الله بكل مكان من غير حلول ولا جهة" ،
وقالت المرجئة والعياذ بالله : " من أخلص لله سبحانه مرة في إيمانه لا يكفر بارتداد ولا كفر ولا يكتب عليه كبيرة قط " ، وقالت المعتزلة : " إن صاحب الكبيرة مع إيمانه وطاعاته مائة سنة لا يخرج من النار قط " .

فسلك رضي الله عنه طريقا بينهما فقال : " المؤمن الموحد الفاسق هو في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة ، وإن شاء عاقبه بفسقه ثم أدخله الجنة " .


يتبـع
__________________
..... الخليــجي.....