الموضوع: أحمد بن حنبل
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-09-2007, 03:37 PM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي

8- ورعه ، وثناء العلماء عليه رحمه الله :
قال الإمام الذهبي في السير ج11 / 192 : " قال الخـلال : حدثنـا الرمـادي : سمعت عبد الرزاق ، وذكر أحمد بن حنبل ، فدمعت عينـاه فقال : بلغني أن نفقته نفـذت فأخذت بيده فأقمته خلف الباب ، وما معنا أحدٌ وقلت له : لاتجتمع عندنا الدنانير إذا بعنا الغلة أشغلناها في شيءٍ ، وقد وجدت عند النساء عشرة دنانير فخذها ، وأرجو ألاَّ تنفقها حتى يتهيأ شـيءٌ فقال : يا أبا بكر لو قبلت من أحدٍ قبلت منك .
وقال عبد الله : قلت لأبي بلغني أنَّ عبد الرزاق عرض عليك دنانير ؟ قال : نعم ، وأعطاني يزيد
ابن هارون خمس مائة درهم أظنُّ ، فلم أقبل ، وأعطى يحيى بن معين ، وأبا مسلم ، فأخذا منه .
قال المروذي : قال أبو عبد الله : كنَّا عند يزيد بن هارون ، فوهم في شيءٍ ، فكلمته ، فأخرج كتابه ، فوجده كما قلت : فغيَّره ، فكان إذا جلس يقول : يا ابن حنبل ادن هاهنا ، ومـرضت
فعادني ، فنطحه الباب .
قال المروذي : سمعت بعض الواسطيين يقول : ما رأيت يزيد بن هارون ترك المزاح لأحدٍ إلاَّ لأحمد ابن حنبل .
وقال : قتيبة : خير أهل زماننا ابن المبارك ، ثمَّ هذا الشاب يعني أحمد بن حنبل .
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول : خرجت من بغداد ، فمـا خـلَّفت بهـا رجلاً أفضـل ولا أعلم ، ولا أفقه ، ولا أتقى من أحمد بن حنبل .
وقال نصر بن علي الجهضمي : أحمد أفضل أهل زمانه .
وقال : إمام الأئمة ابن خزيمة : سمعت محمد بن سحنون ؛ سمعت أبا عمير بن النحاس الرملي وذكر أحمد بن حنبل ، فقال رحمه الله عن الدنيا : ما كان أصبره ، وبالماضين ما كان أشبهه وبالصالحين ما كان ألحقه ، عرضت له الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها .
وقال قتيبة : لولا الثوري لمات الورع ، ولولا أحمد لأحدثوا في الدين ؛ أحمد إمام الدنيا .
وروي عن إسحاق بن راهوية : أحمد حجة بين الله وبين خلقه .
وعن ابن المديني قال : أعزَّ الله الدين بالصديق يوم الردة ، وبأحمد يوم المحنة .
وقال النفيلي : كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين .
وقال علي بن خشرم سمعت بشر بن الحارث يقول : أنا أسئل عن أحمد بن حنبل أحمد بن حنبل أدخل الكير فخرج ذهباً أحمر .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن علي بن المديني ، وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ فقال : كانا في الحفظ متقاربين ، وكان أحمد أفقه ، إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنَّه صاحب سنة .
وقال أبو زرعة : أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه ، وما رأيت أحداً أكمل من أحمد .
وقال ابن واره : كان أحمد صاحب فقه ؛ صاحب حفظ ؛ صاحب معرفة .
وقال النسائي : جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث ، والفقه ، والورع ، والزهد ، والصبر .
قال : الخلال أخبرني محمد بن موسى قال : رأيت أبا عبد الله ؛ وقد قال له خراساني : الحمد لله الذي رأيتك قال : اقعد أي شيءٍ ذا ! من أنا !! .
وعن رجلٍ قال : رأيت أثر الغم في وجه أبي عبد الله ، وقد أثنى عليه شخصٌ ، وقيل له جزاك الله عن الإسلام خيراً ؛ قال : بل جزى الله الإسلام عني خيراً من أنا ؟! وما أنا ؟!
قال الخلال : أخبرنا علي بن عبد الصمد الطيالسي ؛ قال : مسحت يدي على أحمد بن حنبل
وهو ينظره ، فغضب ، وجعل ينفض يده ويقول : عمَّن أخذتم هذا .
قال عبد الله بن بشر الطالقاني : سمعت محمد بن طارق البغدادي ؛ قلت لأحمد بن حنبل :
أستمد من محبرتك ، فنظر إليَّ وقال لم يبلغ ورعي ورعك هذا ، وتبسم .
وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول : وددت أني أنجو من هذا الأمر كفافاً لا علي ولا لي .
وقال المروذي : أدخلت إبراهيم الحصري على أبي عبد الله ، وكان رجلاً صالحاً ، فقال : إنَّ أمي رأت لك مناماً هو كذا وكذا ، وذكرت الجنة ، فقال : يا أخي إنَّ سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا ، وخرج في سفك الدماء ، وقال : الرؤيا تسرُّ المؤمن ولاتغره .
وترجم للإمام أحمد ابن كثير من البداية والنهاية في ج10 / 340 وذكر نسبه كما قلناه من سير أعلام النبلاء إلى بكر بن وائل ، ثمَّ أوصله إلى نزار بن معد بن عدنان ، وأنَّه قدم به أبوه من مرو إلى بغداد ؛ وهو حملٌ فوضعته أمُّه ببغداد في عام 164 هـ في ربيع الأول منه ، وزاد وتوفي أبوه ؛ وهو ابن ثلاث سنوات ، وكفلته أمُّه ، وكان في حداثته يختلف إلى مجلس القاضي أبو يوسف ، ثم ترك ذلك وأقبل على سماع الحديث .
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه عن حرملة سمعت الشافعي قال : وعدني أحمد بن حنبل أن يقدم علي مصر فلم يقدم .
قال ابن أبي حاتم : يشبه أن تكون خفة ذات اليد منعته أن يفي بالعدة ، وقد طاف أحمد بن حنبل في البلاد والآفاق ، وسمع من مشائخ العصر ، وكانوا يجلونه ، ويحترمونه في حال سماعه منهـم وقد سرد شيخنا في تهذيبه أسماء شيوخه مرتبين على حروف المعجم ، وكذلك الرواة عنه .
قال البيهقي بعد أن ذكر جماعةً من شيوخ الإمام أحمد ، وقد ذكر أحمد بن حنبل في المسند وغيره الرواية عن الشافعي ، وأخذ جملةً من كلامه في أنساب قريش .
قلت : ( القائل ابن كثير ) قد أفرد ما رواه أحمد عن الشافعي ؛ وهي أحاديث لاتبلغ عشرين حديثاً ، ومن أحسن ما رويناه عن الإمام أحمد عن الشافعي عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نسمةُ المؤمن طائرٌ تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم البعث )) .
وقال الشافعي لأحمد لما اجتمع به في الرحلة الثانية إلى بغداد في190 هـ وعمر أحمد إذ ذاك نيفٌ وثلاثون سنة ؛ قال يا أبا عبد الله : إذا صحَّ عندكم الحديث فأعلمني به ؛ أذهب إليه حجازياً كان أو شامياً أو عراقياً أو يمنياً ؛ وقول الشافعي له هذه المقالة تعظيمٌ لأحمد ، وإجلالٌ له وأنَّه عنده بهذه المثابة ؛ إذا صحَّح أو ضعف يرجع إليه .
قال ابن كثير رحمه الله في ج10 / 345 : " وروى البيهقي عن الربيع ؛ قال بعثني الشافعي بكتابٍ من مصر إلى أحمد بن حنبل ، فأتيته ، وقد انفتل من صلاة الفجر ، فدفعت إليه الكتاب فقال : أقرأته فقلت : لا ، فأخـذه ، فقرأه ، فدمعت عيناه ، فقلت : يا أبـا عبـد الله ، وما فيه ؟ قال : يذكر أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال : اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبـل واقرأ عليه مني السلام ، وقل له : إنَّك ستمتحن ، وتدعى إلى القول بخلق القرآن ، فلا تجبهم يرفع الله لك عَلَمَاً إلى يوم القيامة " اهـ .

9- أوصافه الشخصية رحمه الله :
قال الإمام الذهبي في السير في ج11 / 184 : " قال ابن ذَرِيح العكبري : طلبت أحمد بن حنبل ، فسلمت عليه وكان شيخاً مخضوباً طوَّالاً أسمر ؛ شديد السمرة .
وعن محمد بن عباس النحوي ؛ قال : رأيت أحمد بن حنبل : حسن الوجه ؛ رَبْعَةً ؛ يخضب بالحِنَّا خضاباً ؛ ليس بالقاني في لحيته شعراتٌ سود ، ورأيت ثيابه ؛ غلاظاً بيضاً ، ورأيته معتمَّــاً وعليه إزار .
وقال المروذي : رأيت أبا عبد الله إذا كان في البيت عامة جلوسه متربعاً ، خاشعاً ، فإذا كان برَّاً لم يتبين منه خشوع ، وكنت أدخل ، والجزء في يده يقرأ .
وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : تزوجت وأنا ابن أربعين سنةً ، فرزق الله خيراً كثيرا .
وقال أبو بكر الخلال في كتاب أخلاق أحمد ؛ وهو مجلد أملى علي زهيرٌ بن صالح بن أحمد قال : تزوج جدي عباسة بنت الفضل من العرب ، فلم يولد له منها غير أبي ، وتوفيت ، فتزوج بعدها ريحانة ، فولدت له عبد الله عمي ، ثمَّ توفيت فاشترى حُسناً ، فولدت له أم علي زينب ، وولدت له الحسن والحسين توأمان ، وماتا بقرب ولادتهما ، ثم ولدت الحسن ومحمدا ، فعاشا حتى صارا من السن نحو أربعين سنة ، ثمَّ ولدت سعيداً ؛ قيل كانت والدة عبد الله عوراء ، وأقامت معه سنين " اهـ .
__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر