[النسري]

صخرة أنا
صخرة أنا ...
وأنتِ زهرة تحتها
لا يهمني قسوتي ...
لا يهمني ما يدور حولي ...
ما يهمني فقط ...
أنكِ زهرة تحت الصخرة
أمرّ على بابكِ كل يوم دون أن تدري
وأُملي عيني من دون أن أُشعركِ
وأطبعُ على جبينكِ قُبلة عِشق أبَدي
وأُلامِس يداكِ بيدي...
وتبحر يدي بين أطراف جسدكِ الحريري
تتبعثر أمواج رقته
بين قسوة صخرة ورقة الزهرة
وأصطلي بجمر هواكِ
وأنثره على زهرات العالم أجمع
دون أن تدري
....
غيبي أو لا تغيبي
فشمسكِ لن تغيبِ
وحروفكِ دم في العروق تلهب اللهيبِ
لن أكتب لكِ القصيدِ
ولن أقول أحبك
فقصائدي يدنين من جلابيبهن في حضرة شمسكِ
وسراب شوقي سكراته ... نجوى
وألحانه ... عبير
وبرهانه ... تقوى
...
لن تغيب عيناكِ عني أبدا
إنهما هنا
في كوخ قلبي
وفي هوائي
وفي عناق سريري
...
لن تغيبي
حتى في ...
... سراب الصحراء الضائعة
لن تغيبي
ولن تذبل زهرتي
فعودها عروقي
وأشواكها عنفواني
ورحيقها رمال لن تموت
وحروفها خريطة ...
... ترتب للتائه حياة عشقه الممحوَّه
تقرأ نبضاته وتجمعها
تسقيها ... وترعاها صباح مساء
فإعلمي زهرتي
ليس مثلي من يتوب
فحاسوبك ... قلمك ...
سيارتك ... شرفتك
حتى حائط غرفتك
تذكركِ بي
وتشهد أنكِ لن تغيبي
فكأنك هنا
أمام ناظري بسنتمترات قليلة
وتحت صخرة قلبي
زهرة تنمو
كأنكِ هنا ... لا تغيبي
ستبقي في أعماق أعماقي
مريم العذراء
طير يجمّلُ السماء
فراشة تزيّن الأزهار
لوحة تداعب معاني قصائد الشعراء
غيبي أو لا تغيبي
فالكل عندي سواء
...
صخرة أنا ...
جنازة حيّ أنا
كل يوم يغسلوني ويكفنوني
كل يوم أرى نعشي
يرفرف حول صخرتي
حول نيران آهاتي
وأركان جسدي الملتهب
لكن قبري لا يزوره أحد
يسقط كالمني إسمي
فعنواني
صخرة أنا
أسطورة أنا
فمتى ...
متى يا أيها الحب المجلل في أرواح روحي
متى تنعى الذكريات بمواويل الجنازة
...
صخرة أنا ...
فهل لكلمات الصخرة أي معنى
وهل قصائدي تتوه في المعنى
صخرة من سراب أنا ...
في صحراء مفقودة
فإعذريني سيدتي
إعذريني على قسوتي
فلم أحب بعدكِ حتى يرق قلبي
ولن أحب بعدكِ
إعذريني ...
لأني ...
صخرة أنا ... صخرة أنا

الأربعاء 8/2/2006