قوبلت جولة الرئيس الامريكي جورج بوش في دول شبه القارة الهندية بمظاهرات صاخبة، رفعت شعارات معادية للولايات المتحدة وسياستها الخارجية التي تستهدف اذلال المسلمين، ودعم اعدائهم. والمتظاهرون هؤلاء يملكون كل الحق في التعبير بشتي الطرق والوسائل عن استيائهم تجاه الرئيس بوش وسياساته، فالرجل خاض حربين اساسيتين في اقل من خمس سنوات، الاولي في افغانستان والثانية في العراق، لخدمة مصالح الدولة العبرية، وضمان استمرار احتلالها لاراض اسلامية، وعدوانها الدموي علي شعب عربي مسلم في فلسطين.
الرئيس الامريكي رجل كاذب مخادع جر بلاده الي حروب دموية، ودمر سمعتها العالمية وقوض مصداقية المنظمة الدولية، ولهذا انخفضت شعبيته في الولايات المتحدة الي اقل من ثلاثين في المئة، وهي نسبة متدنية تعتبر رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ امريكا.
فاذا كان سبعون في المئة من الامريكيين لا يؤيدون رئيسهم، فان علينا ان نتوقع الشيء نفسه من الغالبية الساحقة من الافغان والهنود والباكستانيين الذين يرون النتائج الكارثية للسياسة الامريكية في منطقتهم (افغانستان) وفي العراق.
فالحرب التي شنتها ادارة الرئيس بوش علي الارهاب في افغانستان، زادت من اتساع نطاقه، ولم تقض عليه رغم اقتراب الذكري الخامسة لبدئها. فتنظيم القاعدة بات اقوي عشر مرات مما كان عليه قبل هذه الحرب، وافغانستان تحولت الي دولة فاشلة، غير آمنة يسيطر عليها زعماء الميليشيات وقطاع الطرق، وتتضاعف فيها زراعة المخدرات عشر مرات علي الاقل، بالمقارنة بما كان عليه الحال ايام حكومة طالبان الاصولية.
اما الحرب في العراق، فالنتائج الكارثية لا تحتاج الي المزيد من الشرح لتبيانها. فالبلاد تتجه بسرعة ليس نحو الديمقراطية والرخاء الاقتصادي، مثلما وعد الرئيس بوش اكثر من مرة، وانما الي الحرب الاهلية الطائفية.
وربما يكتمل نصاب الكوارث، وينجرف العالم بأسره الي الفوضي وعدم الاستقرار اذا واصل الرئيس بوش حروبه ضد الدول الاسلامية بقصف ايران او فرض حصار عليها، فالرجل توعد اكثر من مرة بانه لن يسمح لايران بتطوير برامجها النووية، وتخصيب اليورانيوم، ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس قامت بجولة عربية قبل اسبوعين لقرع طبول الحرب والبحث عن تمويل لها، خاصة من قبل دول الخليج النفطية.
السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو عن اسباب عدم تظاهر الشعوب العربية ضد جولات المسؤولين في الادارة الامريكية في العواصم العربية علي غرار ما يحدث في المدن الهندية والباكستانية؟
السيدة كوندوليزا رايس زارت مصر ولبنان ودول الخليج ولم تخرج مظاهرة احتجاج ذات شأن تعبر عن سخط العرب تجاه السياسات الامريكية التي تستهدف اذلالهم وفرض الهيمنة علي منطقتهم، ودعم العدوان الاسرائيلي علي شعوبهم!
والاكثر من ذلك ان السيدة رايس اقدمت علي سابقة خطيرة، عندما ذهبت الي لبنان وتجنبت لقاء رئيس الجمهورية، وقصرت لقاءاتها علي رئيس الوزراء واقطاب المعارضة، وهو تصرف غير دبلوماسي ينطوي علي وقاحة غير مسبوقة في العلاقات الدولية.
يبدو واضحا ان الشعوب العربية شعوب غير حية، وتعيش حالة من التخدير غير مفهومة، فبينما تتظاهر الشعوب غير العربية تضامنا معهــا تغــــــط هي في سبات عميق، وهنا تكمن المأساة السائدة حاليا في بلاد العرب.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...ب%20نائم ةfff