الموضوع: خلف المباني
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-08-2002, 11:12 AM
عبد السلام البراج عبد السلام البراج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 115
Question خلف المباني

خلف المباني

في كلّ دار في القرى وُلِدتْ مدينهْ
مدينةٌ غاب الكرى عنها، ففي صمت السكينهْ
قد عرّشتْ منها مصابيحٌ (م)
على سطوحها، في شارعٍ ملّ الغبارْ
في " موقِفٍ " كان النضارْ
يصيحُ إني في انتظارْ!
جاء القطارُ لم يذرْ
لم يبقِ إلاّ حسرةً في حقل تينٍ أو خضارْ
كانت له الأيام ملأى بالبشرْ!
في كلّ دار " قجّةٌ " كُسِرتْ غدتْ تبكي حزينهْ
"قد ضاع أهلي في المدينهْ
وأبدلوا مني خزينهْ "!

خلف المباني في أنين العشب غصةْ
وفي المباني الزاهيات العشب يحيا في ازدهارْ
عشبٌ عقيمٌ لا نمالٌ فيه تحيا... لا ثمرْ
عشبٌ يعاني من عيون الناظرينَ (م)
" كم يساوي " ؟ آهِ من أهل الحضرْ
هذي القفارْ
بورٌ وبارْ
أرض الليالي الباردات الدافئاتْ
أرض رمتْ عنها السماءْ
ثمّ ارتدت ثوبَ الذهبْ
فمن المساء إلى الصباح إلى المساءْ
لن تلقى فيها من ينامْ
هذا يغنّي في لهبْ
وذاك يصعقه الشتاءْ !
عارٌ على الموتى القيامْ
إن الذي يصحو هنا
يبقى غريباً في الديارْ
يحيا ودمعٌ في يديهْ
يبكي وما يبكي عليهْ
يحيا شهيداً للرحيلْ
للباسم الآتي الجميلْ
ذاك الذي تغفوالحياهْ
في همسة من ناظريهْ!

قمْ ودّع الأحياء وامضِ ولا تخفْ!
كلّ الذي ترى ستارْ
وهمٌ رماك قد كُشفْ
اليوم يوم الانتصارْ
انتِ الذي مهدّت خطواً للرحيلْ
لا ترتجفْ
خل الحياة لمن يريد الموتَ جهلاً في الحياهْ
مهلاً فإني طالبٌ عوداً إلى حلم قديمْ
عندَ الروابي قد تركت الفجر يوما في اغترابِ
لم أعترف أني دماهُ
ولم أعشْ للوهم يوماً إنما زلّت خطاهُ
اليوم أمضي للحياة بعينها
ولم تزلْ في الحلم تحضنني الروابي!

برجا 30\5\2002
__________________
بالدم أوقّع
الرد مع إقتباس