[LONESOMEDOVE]

كان زياد ابناً لمدينة لبنانية أصيلة... سهلة كطباع هذا الشاب الطيب... خضراء بلون عينينه الخيريتين... مشرقة دوماً اشراقة روحه الذهبية...
عزيزة قوية عزة الايمان في قلبه الطاهر ... شامخة أبية شموخ قامته المعتدة المديدة...

كان زياد ابناً لأمة جريحة مصابة قد تآكلت فيها العزة والكرامة بفعل فطريات كراهية الموت والخوف...
وحين كانت هذه الامة في طريقها بخطى حثيثة الى موت بطيئ كان هناك شاب مدهش يسير في طريقه الى الموت بخطى أسرع وأوسع..

شاب طلب الموت ليهب الحياة لمصطلحات كادت أن تموت... مصطلحات صار وقعها في آذاننا غريباً ونادراً...
أدرك الشاب العبقري أن الامة التي تحسن الموت باختيارها تستحق أن تعيش فجعل من موته رسالة الى كل عزيز لا يقبل الضيم...

كان زياد ابناً لمجتمع مهزوم... مجتمع حريص على الحياة... مجتمع لايجيد الا التثني على فحيح الدي جي... ومراقصة الفتيات ... والحلم بالغنى والسفر وكرة القدم...
خرج من هذا الوسط المتعفن حاملاً بيده سيف الارادة الايمانية... نافضاً عن نفسه علائق الفتن والاغراءات الدنيوية ليسطر بدمائه الزكية ملحمة للبطولة والفداء...
ليثبت للدنيا بأجمعها بأنه لازال في المسلمين رجال قادرون على صناعة التاريخ...

زياد لم يمت... سيظل فتيلاً يشعل في قلبي وقلبك وقلوبنا جميعاً -ان كانت لاتزال تنبض- الكرامة والجهاد...
زياد لم يمت... سيظل دائماً متوهجاً ...مرابطاً ... لايرضى بأن يرفع العدو راسه... وسآوي منذ اليوم الى فراشي مطمئنة...
زياد لم يمت... سيظل أبداً رافضاً أن تمتد يد القذارة اليهودية الى الارض والعرض...

فليفرح الجبناء والخونة... أو ليضربو رؤوسهم في أقرب جدار يماثل ضمائرهم الاسمنتية قسوة وجموداً.... فزياد لم يمت... ولن يموت...
وإنه -إن شاءالله- لحي عند ربه يرزق شأن اخوته الثمانية عشرة المجاهدين البررة البواسل...

<<< خاطرة قديمة لي بمناسبة 11 سبتمر ... أهديها للعم الازرق والعم ابو طه والشيخ الجليل واخي عصام ... والجميع ...