الموضوع: المولد النبوى
عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 12-05-2003, 07:46 AM
متعبد متعبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 66
Post فائدة في جواز عمل المولد

المولد النبوي الشريف
1- كيف بدأ عمل المولد النبوي الشريف؟
الجواب: أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف هو (المظفر) صاحب اربل الملك العادل العالم المجاهد البطل، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية رضي الله عنه وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه.
2- كيف يكون عمل المولد النبوي الشريف؟
الجواب: أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يُمَدّ لهم سِماطٌ يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك، وهو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رواه عنه البخاري: من سنَّ في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده لا ينقص من اجورهم شيء ومن سنَّ في الاسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من اوزارهم شيء.
3- كيف نحتفل بالمولد الشريف والصحابة لم يفعلوا؟
الجواب: إن الصحابة رضوان الله عليهم سافروا في الأمصار وقضوا أعمارهم في الجهاد بالسيف في سبيل الله فانشغلوا بالأولى، حيث إن الجهاد فرض بينما عمل المولد عمل مستحسن في الشرع لا يصل درجة الفرض ولا الواجب، ثم إن من المعلوم أن الصحابة لم يقوموا بجميع الأعمال التي فيها تقرب إلى الله عزوجل، فهم لم يدونوا كتب الحديث النبوي الشريف مع أن تدوينها فعل خير وبر يثاب فاعله كذلك لم يشتغلوا بطباعة كتب الفقه رغم أهميتها وذلك لا يعني تحريم تدوين كتب الحديث النبوي الشريف ولا يعني تحريم طباعة كتب الفقه الإسلامي والشرع الحنيف.
ونحن معاشر اهل السنة والجماعة عندنا قاعدة تقول: إن ما سكت عنه فهو مباح، والحرام ما نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- يحرم البعض عمل المولد بعدما قرؤوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
الجواب: إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بيِّنٌ، فمن أحدث في الدين "ما ليس منه" أي "ما يخالفه" فهو ردٌّ، أي مردود، بينما من أحدث في الدين "ما يوافقه ولا يخالفه" فهو ليس ردا أي ليس مردودا، وبالتالي فليس محرما، وهذا مذهب علماء أهل السنة والجماعة.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد:
البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة ، فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة...... الخ.
5- يحرم البعض عمل المولد بقوله (إنه شهر وفاته صلى الله عليه وسلم أيضا)، فلم لا نظهر الحزن والجزع بدلا من إظهار الفرحة والسرور!
الجواب: إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون والكتم عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النياحة والجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته.

6- يحرم البعض المولد بعدما قرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار.
الجواب: إن "كل" الواردة في الحديث لا تدل على "مطلق البدع" وإنما على أغلب البدع، كما دلت "كل شيء" على أغلب الأشياء في قوله تعالى عن الريح: "تدمر كل شيء"، فالريح لم تدمر كل شيء على الإطلاق إنما دمرت كل شيء على معنى كثير من الأشياء.
فـ "كل" أحيانا تدل على الأغلب وليس على الكلية الإجمالية، وهذا في اللغة يكون إطلاق الـ "كل" على الجزء إن كان غالبا، وأغلب البدع مذمومة والعياذ بالله من اهلها، لذلك قال النبي: كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار، معناه: أغلب البدع في النار.
ولكن العلماء بيَّنوا أن البدعة في حقيقتها تنقسم إلى محرمة وواجبة ومستحسنة ومكروهة ومباحة.
- قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات:
البدعة في الشرع هي إحداث مالم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة.
- وروى البيهقي باسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال:
المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما ما أُحدث مما يُخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة، وما أحدث من الخير لاخلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة.
وقد قال لي واحد ممن أرادوا مناظرتي: "أنت تقول: هناك بدعة ليست ضلالة! لا شك أنك محادٌ لله ولرسوله".
وردي عليه في كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال في قيام شهر رمضان: (نعمت البدعة هذه)، فها هو سيدي عمر بن الخطاب يقول بدعة ويمدحها فمن يدّعي أن عمرا رضي الله عنه كان محادا لله ولرسوله!
7- هل في عمل المولد تشبه بالنصارى؟
الجواب: قال الإمام ابن حجر عندما سُئل عن عمل المولد: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى، فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أودفع نقمة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي، نبي الرحمة في ذلك اليوم؟
__________________
كن مع الله ولا تبالي