عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 17-03-2006, 01:45 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

أن هذه الأعمال تستعدي علينا الكفار وتوفر لهم الأعذار للتدخل في شؤوننا الداخلية وللتضييق على العمل الدعوي والدعاة:

وهذا مشكل جداً جدا !!

نحن كنّا نظن بأن هؤلاء الكفار كانوا يتدخلون في شؤوننا وما زالوا منذ أكثر من أربعة قرون، يعني: قبل تفجيرات نيويورك وواشنطن، وقبل تفجيرات الرياض وخُبر، وقبل احتلال فلسطين والجزيرة وأفغانستان، بل منذ أن أوجد الرسول صلى الله عليه وسلم نواة المدينة الإسلامية الأولى في مدينته صلى الله عليه وسلم !!

فما الذي تغيّر !!

نحن كنا نظن بأن هؤلاء الكفار لا يزالون يقاتلوننا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، قاتلناهم أم لم نقاتلهم !!

نحن كنا نظن بأن هؤلاء الكفار لم ولن يرضوا عنّا حتى نتبع ملّتهم، فجّرناهم أم لم نفجّرهم !!

نحن كنا نظن بأنهم ينفقون أموالهم ليصدونا عن سبيل الله، ترصدنا لهم أم لم نترصّد لهم !!

نحن كنا نظن أنهم يريدون لنا الشرّ وما زالوا يحاربون ديننا، جاهدناهم أم لم نجاهدهم !!

يا رسول الله: لا تُغير على قوافل قريش فتستعدي قريشاً !!

يا رسول الله: لا تقاتل الكفار في الجزيرة فيجتمعوا على حربك !!

يا رسول الله: لا تحشد الجيوش لقتال قيصر، وإنْ حشد الجيوش لإستئصال الإسلام، فإنه لا قبل لنا بهرقل وجنوده، وعليك بالحوار والنقاش البنّاء، عليك بحوار الشجعان، وجهاد البيان لا السنان !!

يا رسول الله لا تُنفذ بعث أسامة، يا خليفة رسول الله لا تنفذ بعث أسامة، لا تستعديا الروم !!

لا قِبَل لنا بالروم.. أين نحن وأين الروم !!

يا خليفة رسول الله: وماذا لو ارتدّت العرب !! ابقى في المدينة ولا تخرج لهم وادعهم إلى الإسلام بالرفق واللين فنحن ضعفاء، وماذا لو تركوا دفع الزكاة، ما زالوا يُصلُّون !!

يا خليفة رسول الله: لا تقاتل القوى العالمية الكبرى، فلا قِبَل للمسلمين بهم، وعليك بدعوتهم بالندوات والمحاضرات والبيانات والنقاشات والحوارات عبر الوسائل الإعلامية المُتاحة !!

كم نحن أغبياء !!


نحن معاشر الشباب الجُهّال الأغرار الذين لا نزن أقوالنا ولا أفعالنا ونستعجل في كل شيء !!

نريد أن نقاتل المشركين كافّة كما يقاتلوننا كافّة !!

سبحان الله !!

ما أجهلنا !!


كلما سمعنا صيحة أو هيعة طرنا إليها نبتغي الموت !!

أليس لنا عقل !!


كلما قتل الكفار إخواننا أو هدموا مساجدنا أو احتلوا بلادنا نقتالهم !!

وماذا لو أن اليهود والنصارى لم يؤمنوا بالله ولا باليوم الآخر ولا حرموا ما حرّم الله ورسوله ولا دانوا بدين الحق !!

هذا شأنهم ولا شأن لنا بهم !!


أين الحريّة الشخصية والفكرية !! ما هذا التنطّع وهذه الرجعية !!

ننفر في السعة وفي الضيق، خفاف وثقال، في الخوف وفي الأمن !!

نعتقد بأننا نصل إلى قمّة الإسلام وذروته بالجهاد !!

سبحان الله !!

ما أجهلنا !!


نلقي بأنفسنا إلى التهلكة دون تفكير أو بحث أو نظر !!

جهاد، جهاد، جهاد !!


لا نعرف إلا الجهاد !!

وماذا لو أن العدو دخل ديارنا وأخذ بلادنا واستباح أموالنا وأعراضنا ونازعنا في أمور ديننا !!


أليست هناك طريقة أخرى لإقناعه غير الجهاد !!



لماذا لا ننظر إلى القاعدين الذين استجابوا إلى صوت العقل فتركوا الجهاد وجلسوا يعمّرون البلاد ويدعون إلى ثقافة السِّلم والأمان !!

ما لنا وللغبار والدماء والجراح والرَّواح والسيوف والرّماح !! ما لنا ولهذا الهمّ والغمّ وصعود الجبال ومقارعة الأمواج في البحار !!

لا نعرف إلّا ”ضرب الرقاب“ والقتل والإرهاب !! لماذا لا نكون رحماء بالكافرين نتذلل لهم كي يدخلوا في الدين !!


لماذا لا نشتغل بالتجارة والصناعة والزراعة ونترك الكلام عن الجهاد !! وهل هذا وقت جهاد !!


نحن في القرن الواحد والعشرين !!

نحن في عصر الإنترنت والفضائيات !! ما لنا وللجهاد !!

يا معاشر العلماء أنقذونا من هذا الضلال..

اللهم ألهم شباب أمتنا الرشد والصواب..
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)