الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #74  
قديم 04-09-2006, 03:05 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-309-

وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية لترث سياسة بريطانيا في المنطقة ، ولكن بأسلوب أكثر مكرا وأشد خبثا . فهي التي اخترعت سياسة الوفاق الدولي مع الاتحاد السوفياتي واقتسمت معه مناطق النفوذ في العالم .

و نتطلع اليوم من حولنا ، فنرى الأعداء من كل جانب وقد أحاطوا بنا احاطة السور بالمعصم :
اليهود في فلسطين ومياه البحر المتوسط وخليج العقبة وفي ممراتنا المائية . الأحباش الصليبيون على ساحل البحر الأحمر .
الفرس في الخليج وشط العرب ومضيق هرمز ، ويحتلون الجزر العربية جزيرة بعد جزيرة .

2_ يظن معظم الناس في بلادنا أن سياسة الاستيلاء على الخليج وابتلاعه ، مرتبطة بشأن ايران وحده ، والخطر قد تلاشى بزوال الشاه ، وهذا الظن عار عن الصحة ولا أصل له ، فالشاه محمد رضا بهلوى كان منفذا لأطماع الفرس التوسعية التي عبر عنها ( حلنجي ميرزا ) في مذكراته التي قدمها الى وزير خارجية بريطانيا ( لابردين ) :

( ان الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة أن الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء ينتمي الى فارس بدليل أنه خليج فارسي وليس عربيا"3" ) .



(3) ماذا يجري في خليجنا ص15 . وكان ذلك في عام 1840 .


-310-

فعندما تقول ايران بأن الخليج فارسي وتصر على هذه التسمية تعني أن جزر الخليج وضفتيه فارسية وليست عربية ولو كان الخلاف على اللفظ لما استحق هذا الخلاف أزمات سياسية بين ايران والدول العربية .

وعندما أعلنت حكومة مصدق تأميم البترول في ايران سنة 1951 اعتبرت قراراها ساري المفعول على الشركات التي تعمل على استغلال البترول في البحرين"4" ، وكان في حكومة مصدق أركان الحكومة المؤقتة للثورة الاسلامية امثال : مهدي بازركان وكريم سنجابي كما كان في حكومة مصدق شابور بختيار رئيس الوزراء السابق وقادة حزب تودة الشيوعي وآية الله الكاشاني .. وهذا يعني أن جميع الأطراف قد وافقت على اعتبار البحرين الولاية الرابعة عشر التابعة لإيران .
وقال الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في كتاب لهم أسموه : ( ماذا يجري في خليجنا ) .

إن حزب تودة الايراني لم يصدر عنه أي بيان يندد فيه بالعدوان الفارسي على المناطق العربية المجاورة ، وكذلك لم يصدر عن (جبهة التحرر الوطني ) في البحرين أي بيان يندد بالعدوان الايراني ، والجبهة واجهة للحزب الشيوعي ، ومن المعروف أن معظم قيادات وقواعد الحزب الشيوعي البحريني ايرانية ، وأن بعضها منتدب من حزب تودة في ايران ليتولى قيادة الشيوعيين في البحرين"5" .
انتهى كلام الاتحاد علما بأن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت يساري ويتعاون مع الشيوعيين.


(4) ماذا يجري في خليجنا ص24 .
(5) المصدر السابق ص91 .


-311-

ومن هنا يتبين لنا بأن سياسة الاستيلاء على الخليج ليست مرتبطة بالشاه محمد رضا وحده ولكنها سياسة جميع الحكومات والأحزاب والآيات والهيئات الايرانية .

خطتهم خلال نصف قرن :
بدأ الايرانيون بغزو الخليج منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري ، وضاعفوا هجرتهم بعد الحرب العالمية الثانية ، واتبعوا من أجل تحقيق أهدافهم الخطة التالية :
1_ تعاونوا مع الانجليز :
وكان تعاونهم ظاهرا في كل مكان من الخليج ومن الأمثلة على ذلك أن رئيس تنظيم الايرانيين في البحرين المدعو غلوم ا. ز كان يعمل طباخا في دار الاعتماد البريطاني ، وأصبح خلال عشر سنين من كبار تجار وإقطاعيي البحرين ووكيلا للبوارج البحرية في ميناء سلمان علما بأن دخوله للبحرين كان في عام 1950 .

وفي دبي كانت هناك عصابة من الايرانيين يتزعمها الميجور البريطاني لوريمر ، وفي قطر كان نادى ( تاج ) مركز تجسس وتخطيط يرتبط بدار الاعتماد البريطاني .

2_ إقامة صلات قوية مع شيوخ الخليج :
كثير من الايرانيين الذين يعملون في الخليج تجار وأصحاب مؤهلات ، ويعرفون نوعية الأعمال التي يرغبها شيوخ الخليج ، ولهذا فهم شركاء للشيوخ ووكلاء لهم في تجارتهم وأعمالهم ومن كبار التجار الذين برزوا في هذا الميدان في الخليج :
البهبهاني ، الكاظمي ، المزيدي ، سليمان حاجي حيدر _ لارى وأولاده ، عبد الرضا

-312-

اسماعيل اشكناني ، محمد صادق خليل لارى ، أكبر رضا ، فريدوني ، قبازرد ، معرفي ، بوشهري ، دشتى ..
وصحيح أنهم يحققون مكاسب مادية من وراء علاقاتهم مع الشيوخ ، ولكن الأهم من هذا كله المكاسب السياسية التي جاء كثير منهم من أجلها .

3_ الأيدي العاملة :
تدفق على الخليج عدد كبير من الأيدي العاملة الايرانية ، بعضهم جاء بطرق مشروعة وساعدهم في الاقامة التجار الايرانيون ، الذين أصبحوا مواطنين من أهل الخليج بل وكلاء وشركاء للشيوخ .
وبعضهم تسلل عن طريق البحر وكان الطريق آمنا لهم لأن معظم قوات الأمن البحرية من الشيعة .
واستفاد العمال الايرانيون من الفراغ الذي كان يعيش فيه الخليج بعد الحرب العالمية الثانية فحسنوا أوضاعهم المادية ووجدوا من كبار التجار كل دعم ومعونة ، ففي قطر كان كبار التجار الايرانيين يقدمون لكل ايراني قادم قرضا مقداره (3000) روبية ، وكان هذا المبلغ كافيا لتأسيس محلات صغيرة

4_ احتكار بعض الأعمال :
يتولى التجار الايرانيون السيطرة على عدد كبير من الشركات أبرزها : استيراد المواد الغذائية ، استيراد الخضار ، أعمال الصيرفة .
ويحاول السيطرة على تجارة الجملة والاستيراد ، كما يسيطرون على المخابز القديمة ، وعلى معظم محلات البقالة ، ويحاولون امتلاك أكبر مساحة ممكنة من العقارات السكنية

-313-

والأراضي الزراعية ، وتجارة السجاد والنجارة .
ويتجول الانسان في الخليج في أسواق كاملة فلا يجد فيها عربيا واحدا ينافس الايرانيين ، بل لا يستطيع انسان لوحده أن ينافسهم لأنه سيجد نفسه أمام خطة لا طاقة له عليها .. هذا ويلاحظ المشتري مدى الترابط بين التجار الايرانيين في السعر فمن أول السوق والى نهايته سيجدهم يتوقفون عند كلمة واحدة في سعر الحاجة ، وهذا انما جاء نتيجة اتفاق بينهم ، كما أنه نتيجة تحكمهم بأقوات الناس وحاجياتهم الضرورية .

5_ التسلح :
يقوم الايرانيون المستوطنون في الخليج بتجارة الأسلحة ، ويقبل أبناء جلدتهم على شرائها والتدرب عليها ، وهذا الأمر يعرفه أهل الخليج ولم ينقطع خلال نصف قرن :

ففي البحرين اكتشفت السلطات في عام 1961 كمية كبيرة من الأسلحة في بيت
( سر دار ) ايراني . ثم اكتشفت أسلحة في بيت ايراني آخر كان يشتغل عامل بناء ، وتبين أنه ضابط في الجيش الايراني وكان ذلك في صيف 1961 .

وفي 25/1/1965 ضبطت أسلحة عند أربعة من الايرانيين أثناء دخولهم لقطر ثم غطيت قضيتهم لأن الأسلحة كانت مستوردة لبعض التجار الايرانيين الذين حصلوا على الجنسية القطرية وصار لهم شأن كبير عند علية القوم .
وفي الكويت اكتشفت السلطات كميات كبيرة من الأسلحة أهمها :

-314-

مخبز ايراني في السالمية عام 1965 تم اكتشاف الأسلحة في المخبز اثر انفجاره ، كما اكتشفت السلطات مستودعا للأسلحة داخل مخبز ايراني في المرقاب ، وناهيكم عن الأسلحة المهربة عن الطريق البحري والقليل منها الذي يصادر أما معظمه فيدخل الخليج ويوزع ، لأن معظم قوات الأمن البحرية من الأيرانيين خاصة والشيعة عامة .

وفي دبي تهرب الأسلحة داخل صناديق ادوية مرسلة من ايران لطبيبين مشهورين في دبي.. وفي معظم مناطق الخليج صاروا يهربون الأسلحة عن طريق صناديق الأدوية ! ! ففي عام 1964 اكتشفت السلطات البحرانية أسلحة ضمن صناديق أدوية مرسلة لصيدلية (جعفر) في المنامة ، ومرة ثانبة كانت مرسلة للتاجر المعروف ع. دشتى .

6_ التنظيم :
يؤدي الايرانيون في الخليج دورهم بشكل منظم ، ومن أشكال هذا التنظيم صلاتهم القوية مع شيوخ الخليج وسيطرتهم على معظم الأعمال التجارية _ كما أسلفنا _ ، وهناك صور أخرى لأنشطتهم وتنظيمهم أهمها :
( أ ) تسلل الايرانيين الى أجهزة دويلات الخليج الحساسة :
كجهاز الهجرة والجوازات والجنسية ، وجهاز الشرطة والأمن _ أي المباحث سواء كانت مباحث جنائية أم سياسية -، وجهاز البلديات وبصورة أخص ( الطابو ) ، ودائرة الجمارك ، والشركات المهمة كشركات البترول ، ودوائر الاعلام والجيش .
( ب ) النشاط الحركي الجماعي السري :
وهذا النشاط يشمل جميع الايرانيين مهما علت وظائفهم ، ويلمس الانسان في الخليج تعاونهم في أي مؤسسة أو وزارة يتواجدون فيها ابتداء من ( المستخدم ) وانتهاء بالوزير

-315-

ومن أوكارهم التي كشفت عام 1964 مزرعة في رأس الخيمة لأحد الأطباء الايرانيين ، ويتوافد على هذه المزرعة الايرانيون من مختلف ساحل عمان فيعقدون اجتماعات دورية ويصل عددهم الى مائة وخمسين تحت حراسة مشددة وسرية ، وفي المجال العسكري يعتمدون على التنظيم الهرمي .
وكان يقوم بمهمة تدريب الايرانيين في ساحل عمان الضابطان ( رستم وبختياري ) ، وكانا يقومان بمهمتهما قرب مطار دبي القديم أحيانا ، ورغم علم السلطات بذلك لم يتوقف النشاط لأن الميجور البريطاني ( الويمر ) كان على كصلة قوية مع الايرانيين ، وكان يمدهم بالعون المادي والمعنوي .. كان ذلك في عام 1964 .

( ج ) دور الحسينيات :
اتخذ الايرانيون من الحسينيات مراكز لأنشطتهم المريبة ، وكانوا يبنونها على طريقة القلاع ، وفي الشهر الرابع من عام 1965 هاجمت الشرطة القطرية حسينية ( الجهرمية ) بعد منتصف الليل فوجدوا داخلها أكثر من عشرين ايرانيا يتدربون على حرب العصابات ، وضبطوا عندهم كثيرا من الأسلحة ، ولم تتخذ السلطة ضدهم أي اجراء .

( د ) العقارات :
يهتم الايرانيون والشيعة عامة في الخليج بشراء العقارات ، ويختارون المناطق والأماكن الحساسة داخل المدن ، واذا عجزوا عن شراء بيت من البيوت قاموا بحرقه لإجبار صاحبه على بيعه ، ففي عام 1964 اكتشفت السلطات في ساحل عمان عصابة لحرق البيوت يتزعمها الميجور البريطاني ( الويمر ) وعضوية مجموعة من أفراد البوليس السري الايراني العاملين في ساحل عمان ، ومن بين الايرانيين الذين قبضت عليهم السلطة