عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-07-2001, 08:20 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

بسمه سبحانه
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وإخوانه من الصحابة والتابعين

الأخ مسلم مسالم
الحمد لله على السلامة

ولقد كفى (أسعد الأسعد) و(السيد علي) في غيابك ووفيا، فلم يتركا أحداً بلا شتم ولا تحقير.

أما من نقلت عنه، فلم ينقل بأمانة العلماء ولا بمنهجية طلاب العلم، لأن المروي عن الإمام علي (رضي الله عنه) التحريم وليس الحِل، والتابعون أخذوا بقول الصحابي الذي قلدوه، فذكرهم جاء فقط لتكثير سواد القائلين بالحل، كتلاميذ ابن عباس (رضي الله عنهما) إنما هم تبع في الفتوى لشيخهم، فسياق الأسماء جاء نافلة، وعلى العموم؛ من أباح المتعة منهم صرح بأنه يبيحها للضرورة كإباحة لحم الميتة والخنزير للجائع، وحتى هذه الفتوى تراجع عنها حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس (رضي الله عنهما).

وللعلم لا يوجد على وجه الأرض من أهل القِبلة مَن يقول بحلية المتعة اليوم إلا الإمامية الاثني عشرية، خلافاً لجميع المسلمين وبلا دليل شرعي يعتد به.

وكنت قد سألت القائلين بها من أحبار القوم عن ادعائهم بأن سيدنا عمر (رضي الله عنها) قد حرمها سياسة، لأنه رأى المصلحة في تحريمها، سألتهم: لم لمْ يبطل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) العمل بأمر أمير المؤمنين الفاروق عمر (رضي الله عنه) ويعيد إباحتها في زمن خلافته؟ فالمعروف أن الذي يمنعه الإمام (سياسة) أو (مصلحةً) يجوز لإمام غيره إباحته متى ما ارتفع سبب المنع. فلم أحظ بجواب حتى اللحظة.

وعلى القائلين بالإباحة، المتحمسين للمتعة، وهي في أحسن الأحوال لا تخرج عن كونها مسألة اجتهاد في الفقه، أين هذا الحماس في أصول الدين نفسه، والإسلام يتعرَ لأخطر هجمة عرفها في التاريخ؟

وأين هم من التصدي لحملات تزوير التاريخ، وتزوير الأحاديث، وتزوير الوقائع الراهنة ضمن مخطط غربي مدروس؟

للأسف لم نجد من هؤلاء أحداً يتحمس لأمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) ولا يذكر شيئاً من مناقبهن، لا في كتاب ولا في درس ولا في محاضرة؟

وأين هم من رفع الضلال والافتراء من كتب القوم ومحاضراتهم ودروسهم المذاعة والمتلفزة ضد الخلفاء الراشدين وعلاقتهم بآل بيت النبوة؟

وعندما حاول (أقول: حاول) السيد/ محمد حسين فضل الله، ردّ الافتراء القائل بعدوان الفاروق على الزهراء (رضي الله عنهما) وأنه أدى إلى إجهاضها وإسقاط الطفل المختلَق (محسن)، عندما حاول السيد حسين الرد على هذه الفرية تصدى له بعض معممي قم، وكتب أحدهم - حتى الآن - خمسة مجلدات في إثبات الواقعة، والظلم الذي مارسه الخلفاء الراشدون على الزهراء (رضي الله عنها) دون خجل أو حياء، وكأني بصاحب الردّ يتهم الإمام علياً في نخوته ورجولته وحميته تجاه عِرْضه وأهل بيته، وهذا ما أشار إليه السيد محمد حسين وغيره من معتدلي أهل الحوزة كموسى الموسوي صاحب (الشيعة والتصحيح) وحسين الموسوي صاحب (لله ثم للتاريخ) وعبد الرسول لاري المعروف بأحمد الكاتب صاحب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه).

شيئاً من التحرر من ركام أهل الأهواء والباطنية، يا أهل الغيرة على الدين.
وشيئاً من الموضوعية في البحث واختيار قضايا النقاش المعاصر.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]