عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-04-2005, 07:20 AM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
Thumbs up الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة ( جماعة الجهاد فى مصر )

السلام عليكم ورحمة الله

إخواني الأحباء

كما نعلم جميعاً فإن مصر كانت من أوائل البلدان العربيه التى واجهت العنف الإسلامي المسلح و الذى دخل فى صراع طويل مع السلطه إستمر أعواماً و حصد خلالها الآلاف من الأرواح المسلمة و غير المسلمة ولذا فقد رأيت تلبية لطلب أحد إخواننا فى الخيمه ( الهلالي ) أن أعرض تجربة أهم و أكبر الجماعات الإسلاميه فى مصر و التى إنتهجت النهج المسلح و كانت مسئولة عن أغلب الإغتيالات و التفجيرات فى مصر فى تلك الفترة و على رأسها عملية إغتيال الرئيس أنور السادات رحمه الله فما هي الجماعة الإسلامية فى مصر و كيف بدات و كيف إنتهي بها الأمر بإعلان و قف العنف فى مصر دون شرط ولا قيد ... من هم رموزها.... وما هو حساب الأرباح و الخسائر الخاص بالجماعه خلال تلك الفتره ....

و حتى يكون هناك مصداقية فى الطرح فلقد فضلت أن نقرأ تاريخ جماعة الجهاد فى مصر فى ملخص لكتاب "الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة
" بقلم أحد أهم قاداتها الأستاذ الدكتور كمال حبيب ...

ثم نترك المجال للإخوة للتعليق ....


الحركة الإسلامية
من المواجهة إلى المراجعة


د . كمال حبيب




الدكتور كمال حبيب .. أحد زعماء تنظيم الجهاد المصري، والذي قضى عشر سنوات في السجن في قضية إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات
.. كان الأسبق في الجماعات الإسلامية المصرية فيما اصطلح على تسميته فيما بعد بالمراجعات، وما ميز حبيب في هذا الِشأن أن مراجعاته جاءت وهو خارج السجن، حرا طليقا، يمارس حياته بصورة عادية كصحفي وباحث دؤوب متعمق في القضايا الفكرية الإسلامية.. هذا التميز جعل لمراجعاته وطروحاته البحثية في فكر الجماعات الإسلامية المصرية " الراديكالية" مذاقا مختلفا عن مراجعات قادة الجماعات الإسلامية التي كتبوها خلال السنوات الماضية بينما كانوا قابعين في المعتقلات.
الدكتور كمال حبيب قدم دراسة متعمقة بعنوان " الحركة الإسلامية من المواجهة إلى المراجعة" يؤكد فيها أن الحركة الإسلامية المعاصرة مدعوة بقوة للمراجعة ومعرفة خبرات ما حدث على مدى أكثر من نصف قرن منذ بداية السبعينيات خاصة. ويبين ما يقصده بالمراجعة وهو الاجتهاد في القضايا المتصلة بالجانب المتغير، أي الذي يتغير النظر فيه مع تغير حاله، أما التمسك بالمبادئ والثوابت الايمانية والعقدية فهي ليست موضعا لذلك.. بل التمسك بها والقبض عليها هو الزاد الذي ينير الطريق إلى المراجعة.
يبدأ كمال حبيب بجذور الحركة الاسلامية المعاصرة في مصر ويرجعها إلى بداية السبعينات حين شهدت الجامعة المصرية في هذا الوقت بداية ظهورها والتي تمثلت في عودة شباب وطلبة الجامعة وطالباتها إلى السلوك الاسلامي الذي اتخذ في البداية مظاهر شتى أهمها عودة الطالبات والفتيات إلى الحجاب والذي كان ظاهرة جديدة على الجامعة، كما بدأ ظهور الشباب يطلقون لحاهم وارتبط هذا بالاقبال على شراء الكتب الاسلامية في كافة أنواع المعرفة.
ثم نشط الطلاب أنفسهم في تكوين روابط قوية فيما بينهم داخل كل كلية وهي التي صارت فيما بعد نواة الجماعة الإسلامية بالجامعة، حيث كان يطلق عليها الأسرة الدينية ثم الجماعة الدينية ثم الجماعة الإسلامية، وكانت رسميا ضمن الأنشطة الطلابية بالجامعة.. وبدأ طلاب هذه الجماعة في تقديم الخدمات الإجتماعية لزملائهم كما بدأوا في خوض المعارك الإنتخابية للاتحادات الطلابية واستطاعوا أن يحققوا اكتساحا كاملا لها. ولم يأت عام 1977 حتى أصبح رئيس الاتحاد العام لطلاب مصر أحد أبناء هذه الجماعة الإسلامية وهو الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الذي واجه الرئيس الراحل أنور السادات وجها لوجه في نقاش علني حاد كان هو الأول في تاريخ مصر والحركة الطلابية.

اختطاف الاخوان لقادة الجماعة الإسلامية

ويتناول الدكتور كمال حبيب في دراسته مرحلة هجوم الاخوان المسلمين على الجماعة الإسلامية والتفاوض بشكل سري مع قياداتها المستقلة وإقناعهم بالإنضمام إلى الاخوان بإعتبارهم الحركة التاريخية الأقدم والأكثر خبرة.. واستجاب الطلاب بكلية طب القاهرة للقيادات الاخوانية التي تفاوضت معهم، وبدأ السعي لضم بقية كليات الجامعة وهو ما أدى إلى انقسام في صفوف الجماعة الإسلامية، حيث رفضت بعض الجامعات الانضمام إلى الاخوان مثل جامعة الأزهر وجامعات الصعيد وبعض الكليات الأخرى في جامعتي القاهرة وعين شمس، واتجهت جامعات الصعيد لاثبات استقلاليتها عن الاخوان وتأكيد استقلالية كيان الجماعة الإسلامية، كما انتشر التيار السلفي في بعض الكليات، وكانت حركة الطلاب في هذه الفترة عفوية، لكن دخول الاتجاهات الاسلامية من خارج الجامعة عليها جعلها نهبا لهذه الاتجاهات.
لقد كانت حداثة الطلاب وسذاجتهم سببا في الالتحاق بكيانات خارج الجامعة، وأمدت الجماعة الإسلامية الاخوان المسلمين بالصف الثاني الذي حفظ لهم وجودهم، كما أصبحت جامعات الصعيد نواة للجماعة الإسلامية التي دخلت في مواجهة مسلحة وعاتية مع النظام السياسي استمرت من يوليو عام 1997، وأصبحت المجموعات التي خالفت الاخوان في جامعة القاهرة وعين شمس نواة لتنظيم الجهاد الذي تأثر بقوة بأفكار سيد قطب وابن تيمية. كما كانت الجماعة الإسلامية مصدرا لإمداد التيار السلفي بقيادات مهمة له.

المفارقة هنا في رأي كمال حبيب أن عنف النظام السياسي الناصري مع الاخوان المسلمين هو الذى أدى إلى تفجير الجماعة، بينما كان رفع النظام السياسي للسادات يده عن الحركة الطلابية والاسلامية عامة هو الذي قاد إلى السطو عليها وتفتيتها لصالح قوى اكتمل نضجها ونموها خارج الجامعة.

كان بإمكان الحركة الاسلامية الجديدة في السبيعينات أن تكون حركة إسلامية مستقلة عن القوى التي سطت عليها، وهو ما كان سيعطيها القوة والعافية والتخلص من قوالب التنظيمات السابقة عليها من خارج الجامعة وكان بإمكانها أن تكون عامل توازن وإستقرار للمجتمع والدولة لا عامل تحد ومواجهة كما حدث.

ويعلق كمال حبيب: الذين انضموا من الجماعة الإسلامية إلى الإخوان منحوهم الحياة، أما الذين لم ينضموا فقد دخلوا في مواجهات مع النظام السياسي اتسمت بالسذاجة وكانت تدور حول مطالب متصلة بالتواجد العلني مثل صلاة الأعياد وغيرها.. وكان الجماعة الإسلامية في الصعيد تقوم ببعض الأعمال المتصلة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث منعت الإختلاط بين الطلاب والطالبات في قاعات المحاضرات كما منعت أي ممارسات خارجة على تقاليد المجتمع الصعيدي. وفي عام 1980 بدأت الجماعة الإسلامية في الصعيد تلتقي ببعض عناصر تنظيم الجهاد في القاهرة، وانتقلت الجماعة من العمل العفوي الساذج إلى العمل المنظم.. وكونت مجلسا للشورى وجعلت الدكتور عمر عبد الرحمن أميرا عليها بإعتباره عالما ومفتيا.

عسكرة السلوك الإسلامي

وينتقل إلى مرحلة الثمانينات حيث بدأت الجماعة الإسلامية تنشط في أوساط الفقراء في مناطق عين شمس وامبابة والزاوية الحمراء.. ثم جذب الجهاد الأفغاني قطاعات من الشباب إليه هناك وهو ما أدى إلى عسكرة السلوك الإسلامي وبدء تنفيذ بعض العمليات العسكرية مثل إغتيال رفعت المحجوب. ويشير بعض المراقبين – حسبما يقول كمال حبيب – إلى أنه جرى استدراج الجماعة الإسلامية إلى العنف بعد مقتل المتحدث الإعلامي باسمها علاء محي الدين.. وبصرف النظر عن عملية الاستدراج فإن مؤشرات التحول إلى العنف قد تزايدت داخل صفوف الجماعة الإسلامية بعد عودة قطاع من كوادرها جرى تدريبهم في معسكر خاص بالجماعة الإسلامية في أفغانستان، وهنا تفلت فرصة جديدة من بزوغ قوة سياسية وإجتماعية هامة وهي الجماعة الإسلامية، لكن استدراجها وتحولها إلى العنف جعل هذه الفرصة تضيع.

وقد تميزت مرحلة التسعينات بعودة المواجهة مرة أخرى بين النظام السياسي والجماعة الإسلامية والجهاد حيث تم تجاوز الخطوط الحمراء وطويت قواعد اللعبة وبدأ الصراع مفتوحا، وبلا قواعد وكأنه مصارعة المحترفين. بدأت الجماعة الإسلامية توجه عملياتها إلى السياحة وهي عصب الإقتصاد المصري، كما بدأ تنظيم الجهاد ينفذ عمليات إنتحارية ضد شخصيات عامة مثل محاولة إغتيال عاطف صدقي ثم حسن الألفي ثم صفوت الشريف، وصرنا بعمليات عنف قاسية.
أصبحت الدعوة الإسلامية رهينة هذا الصراع الدامي الذي بدأ بلا مقاصد ولا مبرر سوى هدر الدماء وحصد الأرواح وإعطاء المبرر للانتقال لمحاصرة الإسلام في ذاته من قبل الإتجاهات العلمانية الاستئصالية في الصحافة على وجه الخصوص .
من هنا كانت مبادرة وقف العنف في يوليو 1997 التي أطلقتها قيادات الجماعات الإسلامية بالسجون وانضم اليها قيادات من تنظيم الجهاد بالسجون أيضا، وبارك هذه المبادرة الدكتور عمر عبد الرحمن من سجنه في أميركا.







يتبع .............