[الاشعث النتي]

**
*
شكرا أخي الكريم يتيم الشعر
و أنت تعرف من أنا و تعرف أنني لست إبن ورود و لا إبن زهور بل شوكة نبتت في هذه الصحراء التي جبلت على محاربة الحضارة منذ القدم و اضطر كاتب الوحي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لذلك إلى نقل الخلافة إلى الشام ( لعله أخذ العبرة من كون 75% من الخلفاء الراشدين تم إغتيالهم و لعل مدة ولاية أبي بكر القصيرة لم تمكنا من جعل النسبة 100% و للإغتيال و الدم و رفض الآخر قصة طويلة في تاريخنا قبل الإسلام وبعده مما يدل على أنها جبلة لا علاقة لها بالدين و للأسف لم تكن في ذلك الوقت لا امريكا و لا اسرائيل موجودتان و إلا لأسكتنا تأنيب الضمير باتهام مخابراتهما بأنهما وراء إغتيال الخلفاء الراشدين الثلاثة)
الوضع لا يوصف بأنه " لا يسر"
بل بدأت أشعر أنه ميئوس منه
خلافاتنا في الجاهلية على أسس قبلية
و في الإسلام على أسس مذهبية
و الطامة الكبرى أن أصبح الإسلام الحديث قبائل و أنت تعرف علاقة القبيلة بالقبيلة:
و احيانا على بكر ٍ أخينا
إذا لم نجد إلا أخانا
و اسوأ ما في بعض حاملي لواء الإسلام الحديث هو محاولة لبس ثوب دين الرحمة و تآالف الشعوب – الإسلام - الفضفاض الشمولي العالمي مع ثوب العنصرية البغيضة الضيق! كيف يستوي هذا!؟
لقد رأيت الكثير هنا من الخلافات التي ارتأيت من منظور علمي بحت أنه يمكن تجاوزها لأن معظمها هي خلافات في تعريف بعض المفاهيم.
خذ مثلا فوق و تحت. في الطبيعة لا يوجد فوق أو تحت إلا بالنسبة لموجود بعينه في وقت محدد و مكان محدد و ما هو فوق يصبح تحت و ما هو تحت يصبح فوق حسب المنسوب إليه و لحظة النسبة. فهذا فوق هذا و هذا تحت ذاك. و عالم الكواكب و الأجرام دوار. هذه حقائق لا لبس فيها و لا جدال.
في اليوم الواحد تدور الكرة الأرضية دورة واحدة ( لو لم تكن كروية لما تمكن الأحباب العرب من تبادل السباب عبر الفضائيات و الأقمار الصناعية ) و بذلك فأن كل لحظة " فوق" تختلف عن " الفوق" التي قبلها فأي هذه " الفوقات" سوف تكون معيارنا!؟
أنا أقول لهم جميعا كلكم مخلصون و مجتهدون ( لا أحد يريد أن يذهب إلى جهنم ) و لكن القضية قضية تعريفات و اصطلاحات بشرية نريد تطبيقها على وجود لا يمكن تصوره.
و انظر حفظك الله كيف كان التجاوب مع طرحي عقلانيا في مكان آخر على هذا الرابط:
http://www.rashf-alm3any.com/rashf/s...&threadid=6058

(( نعم هناك أنا الشاعر الرشيق و هنا أنا الاشعث النتي و السبب أن معظم المشاركين العرب على الإنترنت يتميزون بأخلاق عالية و كلماتهم جميلة و يرمون بعضهم البعض بالورود و أنا لا أحب الكثير من الثناء و سماع الكلمات المؤدبة و الكمية الهائلة من الورود فاخترت أسماء متعددة لكي تتوزع الأحمال عليها))
ما طرحته هو مسلمات علمية لا نقاش فيها تماما كقولك الشمس حارة و القمر بارد و قولك الشمس نجم و القمر كوكب و مع ذلك لم أسلم من الإتهام بتقمص شخص ما ( مع أنني لا أؤمن بتناسخ الأرواح ) و الدخول في مناصرة طرف على طرف آخر.
جاء رجل إلى محمد صلى الله عليه و سأله عن الواجب عليه فأخبره بأركان الإسلام الخمسة و حلف الرجل أنه لن يزيد عليها و لن ينقص و قال صلى الله عليه و سلم " أفلح إن صدق". و هكذا ترى أن تكاليف الإسلام بسيطة جدا نزلت على رسول أمي في أمة أمية من رعاء الشاة و لا لزوم لكل هذه التفصيلات الإضافية التي لم يكلف بها الشارع الناس. الناس متباينون في قدرتهم على الإستيعاب و لذلك وجب أن يخاطب الناس بما يفهمون. إنني أرى أن الكثير من اطروحات علم الكلام الذي طرأ بعد القرن الاول معظمه يتجاوز فهم الإنسان العادي ( الذي ذكاؤه 100 أو أقل ) و لا توجد فرصة له لفهم الكلام المعقد بالنسبة له إضافة لى أنه ليس مكلفا بالخوض فيه. إلا ترى أن المرأة العجوز لما علمت أن الإمام الغزالي أتى بمئة برهان على وجود الخالق قالت لو لم يكن لديه 100 شك لما احتاج إلى مئة برهان فقال قولته المشهورة: " اللهم إعطني إيمانا كإيمان العجائز"
و لكن الطامة الكبرى هي أن نجعل هذه الخلافات خناجر يغتال بعضنا بعضا بها و العدو جاثم على الرأس و الصدر و البطن و الأرجل!
قارن أخي بين الإسلام الحديث الذي يرفض فيه المسلم المسلم الآخر و إسلام الفاتحين الذين سمحوا للنصارى بالمساهمة في الفتوحات الإسلامية.
قارن أخي فقهاء الإسلام الحديث مع فقهاء الرعيل الأول اذين لما فتحوا بلادا أهلها ليسوا أهل كتاب ( ملحدون ) عاملوهم معاملة أهل الكتاب!
قارن أخي بين هذا الجيل الفظ المنفر مع قلة من التجار الحضارم ذهبوا إلى اندونيسيا و اسلمت تلك الجزر القاصية سلما لما رأو من حسن أخلاق المسليمن و حسن معاملتهم لهم و هم ملحدون و ثنيون. هل تتصور أن يسلم الاندونسيين اليوم لو ذهب إليهم هذا الجيل الفظ المنفر الذي يرفض المسلم قبل الكافر!؟ ثم يرفض من هو على مذهبه إذا لم تكن اللحية او الثوب حسب مواصفات خاصة! ثم يرفضه إذا وافقه في طول اللحية و الثوب و خالفه في أمور الحكم و سياسةا لناس! فإذا وصلوا إلى الحكم اختلفوا على تفاصيل التفاصيل كما حدث في دولة مجاورة! إن التطرف مثل كرة الجليد في إزياد دائما. و المشكلة الكبرى أن التطرف يكون قاصم الظهر عندما يمشي مع مظاهر الإلتزام يدا بيد. الخوارج – الذين كفروا عليا كرم الله وجهه – هال عبد الله بن عباس رضي الله عنه ما هم عليه من مظاهر التدين الشديد! عندما ذهب لمناظرتهم بأمر علي بن أبي طالب. و كان عليا نصح ابن عباس بطريقة مجادلتهم بقوله: " لا تجادلهم بالقرآن فإنه حمال أوجه. أنت تقول و هم يقولون و لكن جادلهم بالسنة".
ختاما
كنت أتضايق من بعض ما يدور في بعض منتديات الشعر – على مستوى أدب الخطاب - و لكن لما رأيت ما يدور في المنتديات الإسلامية قررت الرجوع فورا لمنتديات الشعر و تقبيل رؤوس كل الشعراء!
لكم تحياتي و أعانكم الله