عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 13-08-2005, 08:49 AM
noureddinekh noureddinekh غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: europe
المشاركات: 855
إفتراضي

ولكن في الوقت الذي نجد فيه الازارقة يسلكون هذا المسلك الدامي الخشن نجد زعيما أخر لفرقة أخرى هو نجدة بن عامر الحنفي زعيم فرقة النجدات يستنكر أعمال ابن الأزرق يرد عليه مسفها رأيه . معللا تصرفاته الشاذة .و من الغريب أن كلا من نافع و نجدة كان يلقب بين قومه بلقب أمير المؤمنين . بل أن كل زعيم فريق من فرق الخوارج و ما أكثرهم كان يلقب بأمير المؤمنين .
كان الخوارج منقسمين على أنفسهم إلى ثماني فرق كبرى . و كانت كل فرقة من هذه الفرق تنقسم بدورها إلى فرق اصغر مما أدى إلى إضعاف شانهم و ساعد في القضاء عليهم و قد وقعت بينهم و بين قواد بني أمية معارك عنيفة متصلة الحلقات لسنين طويلة خاضوها في قوة و بسالة و إيمان شديد . كانوا يؤمنون بالجمهورية العربية الشورية .و كانوا يعتبرون الأمويين و الزبيريين من قبلهم ارستقراطية كافرة و لذلك فقد دوخوا قواد الأمويين .و في مقدمتهم زياد ابن أبيه و عبيد الله ابن زياد و الهلب بن أبي صفرة و الحجاج بن يوسف الثقفي حتى اضطر عبيد الله بن زياد إلى مهادنتهم تارة و الاشتداد عليهم تارة أخرى بل انه أطلق سراح بعضهم من السجن .
إن إيمان بعض الخوارج بقضيتهم جعلهم يقضون مضجع الخلافة الأموية و يذلون كبرياء قوادها .فحين قتل عبيد الله بن زياد عروة بن أدية من زعمائهم غضب أخوه مرداس بن أدية و خرج إلى الأهواز في أربعين رجلا مطمئنا إلى أنهم أربعون في العدد و لكنهم عدة آلاف في القوة فأرسل إليه عبيد الله بن زياد ألفين من خيرة الرجال بقيادة ابن حصن التميمي فهزمهم الخوارج الأربعون شر هزيمة الأمر الذي جعل عيسى ابن فاتك الخارجي يقول
االفا مؤمن فيما زعمتم و يهمزهم باسك أربعونا
كذبتهم ليس ذاك كما زعمتم و لكن الخوارج مؤمنونا
هم الفئة القليلة غير شك على الفئة الكثيرة ينصرونا
شعر الخوارج
و إذا كان الشعر يصدر عن نفس شديدة الإيمان بمدئها الذي ينتهي بها الى النصر في اكثر الوقائع فاننا لا نستطيع ان نغفل الشجاعة المنطلقة من شعر قطري بن الفجاءة اخر زعماء الازارقة و قد اخضع الاهواز و كرمان و امتد سلطانه الى طبرستان و ظل يصول و يجول حوالي ثلاثة عشر سنة و هو يلقب بامير المؤمنين الى ان قتل سنة 78للهجرة كان قطري يقول مخاطبا نفسه
أقول لها و قد طار شعاعا من الأبطال ويحك لن تراعي
فانك لو سالت بقاء قوم عن الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
ولا ثوب البقاء بثوب عز فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حي فدا عيه لأهل الأرض داعي
وما للمرء خير في حياة إذا ما عد من سقط المتاع


يتبع إن شاء الله