عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 01-12-2002, 04:02 AM
العنود النبطيه العنود النبطيه غير متصل
سجينة في معتقل الذكريات
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,996
إفتراضي

أستاذي عمر

اسمح لي بان أرد على همستك للوطن بالتفصيل عن كل نقطة وردت فيها وعليه:-

أثق حق الثقة أن كل مغترب عندما تغادر قدميه ارض الوطن يحمل في قرارة نفسه حب الوطن... ولكن ما أن تستقر قدماه في ارض المهجر إلا وتبدأ معالم الوطن تتلاشى في الذاكرة و يبدأ الانجراف مع تيار الحضارة الجديدة وبذلك يصبح هذا الحب الذي غادر في القلب باهتة الألوان ( التي ذكرتها) ... وأنا معك بشأن أبناء المغتربين الذين ولدوا في ديار الغربة وتعاطوا مع أسلوب الحياة هناك لا يتمسك بالدين منهم إلا من رحم ربي... أما بشأن المدار الدائري المغلق، أفلا وجود لحلٍ بديل للخروج من ذاك المدار دون خسائر... أليس من خيار للتوقف والبحث عن طريق العودة إلى رحم الوطن ؟؟؟ أما ترى معي أن هذه المعادلة مُجحفة جدا في حق الوطن فهنا صوِّرَ لنا أن العودة خسارة وهي عكس ذلك تماماً..

أخي عمر... لسنا هنا أنت وأنا لكي تذكر بعض السلبيات وأدافع عنها أنا ( بحكم بعدك وقربي منه) .. وأنت الأعلمُ أن في كل بلد أُناسٌ سيئون وبيروقراطية مقيتة وروتين بغيض ولكن يا عزيزي أما ترى معي أن الوطن بريءٌ من هذا وان البشر هم المدانون ؛ فليس الوطن من فرض البيروقراطية ولا هو من صاغ قوانين الروتين ولكنهم ثلة من أبنائنا نحن من وضعهم في مناصبهم ونحن من حكمهم في مصائرنا ونحن أول من صفق لهم حين جلدوا بعضنا.. هم المذنبون لا الوطن ... فهيا يا اخوتي المغتربين لا تلعنوا الظلام وتعالوا لتوقدوا شمعة تنير للوطن والمخلصين من أبنائه... تعالوا لنعالج الوطن من هذه الأوجاع التي سببها بعضنا... تعالوا ننفض عن جبينه الوضاء غباراً تراكم لإهمالنا له... تعالوا نصلح لمجتمعنا ما نراه غير صالح ونخلق له ما نرى أننا نستحق ...

تعالوا لنرفع الظلم عن حبيبنا الوطن ونبرئه من تهم الواسطة والمحسوبية والبيروقراطية والروتين والتي هي جميعا أمراض تنخر في مجتمعاتنا نحن سببها وبريءُ منها هو الوطن...

أما ذاك المواطن الذي كان مغتربا في الخارج وعاد ليكون مغتربا ( بنوع آخر من الغربة) في الداخل ... فما ذنب الوطن إذا كان من قبله من المغتربين العائدين رجعوا له أجساداً بلا أرواح وهياكلاً بلا قيم ... وفروعا تبرأت من جذورها... ما ذنب الوطن إذا كان معشر العائدين يحملون المجتمع الذي جاءوا منه عادات وتقاليد ومفاهيم يحاولون أن يعملوا هجينا بينها وبين أرض الوطن ويتعالون على البلد وطنا ومواطنين ... وبذلك يفقدون الأصالة ولا يحافظون على ما اكتسبوه هناك فيصبحون كالغراب الذي أراد تعلم مشية الحمامة فلا هو أتقنها ولا هو تذكر مشيته هو.... إن من نطالب بهم للعودة لا نريدهم صورا بلا عقول أو أرواح... نريدهم الأحباء الذين غادرونا أول مرة حُب الوطن عندهم مقدس والأهل يظلون هم الأقربون وان بعُدت المسافات...

ولي عودة إلى حبيبنا الوطن مع التتمة في الحلقة القادمة
الرد مع إقتباس