عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-11-2005, 05:05 AM
mohd_1954 mohd_1954 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 98
إفتراضي

يا أهل الإسلام وحملته :
إنّ الكفار وأعوانهم يحاولون كما قلنا استغلال الأعمال التي يقوم بها المخلصون في الأمة بغض النظر عن وصفها بالسياسية أو الفكرية أو المادية لخدمة مصالحهم وأهدافهم ، وهكذا هي المعارك والحروب ، كل يحاول أن يستفيد من الآخر لضربه ، فكيف بكم إن كان الصراع على أساس مبدئي عقائدي ، وكيف بكم إن كانت قوة الإعلام بأيديهم كما هو الحال اليوم ، فدول الكفر وأعوانهم لن يتوانوا عن أي فرصة لاستغلالها وتجييرها لصالحهم، بل سيعمدون إلى صنع الأحداث وإلصاقها بأهل الحق ، وما يحدث في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام شاهد على ذلك ، فقد استغلوا ما يقوم به أهل الجهاد من أعمال بطولية وفدائية في تلك البلاد أيما استغلال ، فوصفوا من يقوم بالجهاد بأنه إرهابي متطرف يحب سفك الدماء ، ووصفوا الإسلام وعقيدته التي تدفعهم للجهاد والقتال في سبيل الله بالإرهاب والهمجية ، قاتلهم الله أنّى يؤفكون ، وزادوا على ذلك بقتل المسلمين في الأسواق والمساجد والأماكن العامة وإلصاقها بالإسلام وأهله ، وصفوا حملة الإسلام السياسي بأنهم إرهابيون وأنّ ما يقومون به إرهاب فكري ، وهذا كله كان من أجل القضاء على التصور الإسلامي الصحيح الذي تكوّن عند الأمة بفضل الله ، و من أجل إدخال اليأس والإحباط في قلوب أهل الإسلام وحملته ، فحال الكفار وأعوانهم يقول إياكم والعمل للإسلام ، فعملكم سيسقط في أيدينا ولن تجنوا منه نفعاّ ولا خيرا ، بل سيؤول عليكم ضرّاً وشرّا ، فلذلك كان على حملة الإسلام وأهل الجهاد أن يتنبهوا لذلك ، وأن يستمرّوا في أعمالهم وجهادهم دون أن تلين لهم قناة ، بل دون توقف أو تردد ، و يكثروا من أعمالهم وجهادهم متمسكين بكتاب الله وأحكامه دون تبديل أو تحريف ، وأن يبيّنوا للأمة أحكام ربها كي لا تنخدع بأعدائها ، ويديموا اتصالهم بها باستمرار فهي أمهم الرءوم ، وهم فلذات أكبادها ، وعليهم كذلك أن يقوّوا صلتهم بالله تعالى فهو المعين والنافع والناصر ، وهذا كله بإذن الله سيحبط مسعى الكفار وأعوانهم ، ويردّهم خائبين خاسرين ، تملأ الحسرة قلوبهم كما قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } .
يا أهل الإسلام وحملته :
إنّ دول الكفر وأعوانهم جاؤوكم بركبهم ورجلهم ، و تحزبوا لكم ، وتكالبوا عليكم ، وأحاطوكم كما يحيط السوار بالمعصم ، ورموكم من قوس واحده ، وإن الواجب عليكم أن تجمعوا شملكم، وتوحّدوا قوتكم ، وترصّوا صفوفكم ، وتصوّبوا اللسان والسنان إلى عدوكم كما قال ربكم : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } ، وعليكم الأخذ بوصية نبيكم صلوات ربي عليه وسلامه : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا ) ، (...لا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ،وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ...) ، فالمسلم درع أخيه يصدّ عنه ،ويحمل عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن اخو المؤمن من حيث لقيه يكف عنه ضيعته ويحوطه من وراءه ) ، وقال عليه السلام: ( من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) ، وقال من أفديه بأمي وأبي صلوات ربي عليه وسلامه : ( من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة ).
وإنّ الواجب كذلك على أمة الإسلام أن تتنبّه لقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ، وأن تتنبه إلى قوله تعالى : {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ، وعليها كذلك أن تكون حصنا منيعاً لأبنائها العاملين المخلصين الساعين إلى إيجاد سلطان الله ، وحصناً منيعاً كذلك لأبنائها المجاهدين في سبيل الله الساعين لتحرير بلادها من أعداء الله ، وعليها أن تدرك كذلك أن حربها مع أعداء الله طويلة صعبة تحتاج إلى صبر ، والنصر صبر ساعة وطول نفس ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.

يا أهل الإسلام وحملته :

هذا ما أحببت بيانه لكم ، وهذا ما أردت أن أنصحكم به ، وأحسب حالي كما قال ربي على لسان عبده ونبيه : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }.

والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين