[أسعد الأسعد]

الأخ عمر الشادي المحترم ..
أشكرك على قراركم الذي جاء في وقته تماما ، فعلا لقد انتهى الحوار في هذه المسألة .. فبعد أن ثبت للجميع عدم قدرة أي أحد على نقض تلك الأدلة التي تثبت جواز زواج المتعة ، وبعد أن عجز الجميع عن مواجهة ذلك التحدي الذي قمت أنا بإعلانه على الملأ ، يكون الحوار فعلا قد انتهى ، ونتيجته طبعا معروفة وواضحة .

ولا شك أن هذه النتيجة لم يكن يتمناها كثير ممن شارك في ذلك الحوار ولكن ماذا نفعل فهذا ما حدث .

وإذا كان لي من عتاب فعتابي عليك أنك لم تتدخل لتوقف تلك الكلمات غير اللائقة التي صدرت من بعض المشاركين ، وبصراحة لست فقط عاتبا ولكن مستغربا أيضا حيث كنا قد اعتدنا منك حرصك الشديد على الالتزام بأدب الحوار .. فكم رأيناك تتدخل لتوقف بعض من تعدى حدود الأدب ولكن لا أدري ماذا حدث هذه المرة ، وخصوصا أن التجاوز الذي صدر من البعض كان تجاوزا كبيرا من حيث الكيف والكم ولك أن تراجع لترى ذلك بنفسك ..

وعلى العموم فالحوار انتهى وكل واحد استطاع أن يبين ما يحمله من علم وثقافة وأخلاق فالجميع مدان بما صدر منه من فعل أو قول ..

وإذا كان لي من إضافة فإني أود التأكيد على أننا لا نرى أن الاختلاف في أي مسألة فقهية سببا يعطي أي طرف الحق في التهجم على الطرف الآخر كما أننا لا نرى الاختلاف سببا للفرقة بل نرى أن الاختلاف أمرا طبيعيا وينبغي أن نضع هذا الاختلاف على بساط البحث العلمي ليدلي كل صاحب رأي برأيه وبذلك تعود الفائدة على الجميع.


نحن لا ننكر عليكم اجتهاداتكم ولكن في المقابل ينبغي عليكم أن لا تنكروا علينا اجتهاداتنا وخصوصا وأن لا أحد يدعي العصمة في الفقهاء سواء فقهاؤنا أو فقهاؤكم فاحتمال الخطأ وارد على الجميع ، وطالما أن الجميع يعتمد في اجتهاده على القرآن والسنة فينبغي في حالة الاختلاف أن يحتفظ كل طرف باحترامه لمن يختلف معه . والجميع هنا قد رأى كيف أن الآيات والأحاديث المتعلقة بزواج المتعة موجودة ومثبتة فالبعض استخلص منها الجواز والبعض استخلص منها الحرمة أي أن كل طرف قد استند على آيات وأحاديث لا على فراغ أو قال ما يمليه عليه هواه.


والجميع يعلم أنني عندما كتبت مقالتي الأولى في زواج المتعة كنت أقصد منها الرد على من سأل وألح بالسؤال ثم لم يكتف بالإلحاح فقط بل صار يسخر ويحاول أن يصور أن زواج المتعة وصمة عار في جبين الشيعة ولكن ولله الحمد استطعت بتوفيق الله أن أثبت عكس ذلك.

نسأل الله الهداية للجميع وأن يوحد صفوفنا كمسلمين وأن يبعد عنا من يريد إيقاع الفتنة بيننا وأن يزيل عنا كل جهل وكل تعصب وأن يفضح كل كذاب أثيم ونسأل الله أن يوفقنا لأن نربي أنفسنا على أدب الحوار وعدم النظر إلى من يختلف معنا على انه عدو أو كذاب بل نحصر المسألة في مجالها العلمي والله الهادي إلى سواء السبيل.

أكرر شكري والسلام