عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 14-01-2004, 09:34 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(4)

6- وقالوا في المبدأ الثامن : الحوار والدعوة بالحسنى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) اهـ وهذه الآية لمن كان ظاهره القبول ، لا أنها مطلقة وأصل دائم حتى مع المحاربين ، وقد بيّنا سابقا هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب المعاندين والمحاربين والناقضين .

خامسا :
وعن أحداث أمريكا وما حصل فيها ذكروا اللوم على الظلم الأمريكي ولكن أدانوا فعل المجاهدين الأبطال وقالوا إنه لا مبرر له ، وأن الكثير لا يوافقهم ، وهذا ظلم واضح وعدوان على أهل الجهاد من أجل إرضاء الكفار ، ولأن الطعن في المجاهدين خصوصا في أفغانستان مكسب سهل يُرضي الحكام والصليبيين فتجدهم دائما يُزايدون عليه بمناسبة وبدون مناسبة وكما قيل ولكن حمزة لا بواكي له , قال الشاعر :

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا


سادسا :
أما موقفهم من أمريكا فهذا أمر عجب ، حيث ذكروا أنه لا خلاف بينهم وبين أمريكا في قيم العدل ولا خيار الحريات ولا خلاف فيما يُسمى بالقيم الإنسانية والفطرية ـ وكأن أمريكا عندها عدل وحرية وقيم إنسانية ، وواقعها مع المسلمين الظلم والعدوان والقتل والتشريد والجبروت ـ إذن خلافهم مع أمريكا لأنها ظلمت ، وهذا مثل قول القائل خلافنا مع اليهود ليس عقائديا وإنما من أجل الأرض ، وهؤلاء قالوا خلافنا مع أمريكا ليس من أجل العقيدة بل للظلم ، فما هذا التشابه ؟ وأفادوا أيضا أنهم لن يُكرهوا أمريكا على شئ فقالوا ليس من شريعتنا أن نلزم الآخرين بمفاهيمنا الخاصة اهـ ، فماذا بقي بعد ذلك ؟ .

سابعا :
ذكروا مسألة الإرهاب وتناولوها كما يتناولها بوش وباول وبوتين وأصحاب التوجهات المشبوهة من دون تميّز ، بل وظّفوا أنفسهم بالحملة على الإرهاب فقالوا ( إننا معنيون بالحملة ضد الإرهاب سواء أتى من مسلمين أو غير مسلمين ؟ ) فهل أرادوا أن يتشبهوا بالسلطة الفلسطينية في مقاومة الإرهاب ، ويقوموا بالحرب بالوكالة ضد أخوانهم المجاهدين ؟

وياليت أصحاب هذا البيان الساقط الذي فيه الذلة والصغار يتنبهون إلى هذه الوثيقة الخطيرة التي تُفسر على أنها ميلاد جديد لمرحلة جديدة وهي مرحلة أولى لما يُسمى بحوار الأديان .

ولعل أصحاب البيان لم يتنبهوا الى أنهم أصبحوا صدى لدعوات كانت هنا في أرض الحرمين قبل أسابيع لما يُسمى حوار الحضارات ، وقد سبق هؤلاء وهؤلاء دعوات أخرى يقودها أناس ضلالا منحرفون في أفكارهم وفهومهم لبّسوا على الأمة ..

فمن أقوالهم في هذا المجال :
أ ـ قال القرضاوي : ( التعايش بين الإسلام والمسيحية أصلها أمرا ضروريا وأصبح من المطلوب منا أن نبحث عن الجوانب المشتركة وأن يحاور بعضنا بعضا بغية الوصول إلى أهداف إيجابية بناءة اهـ ) من كتاب رفع اللثام للعديني ص 58 .
ب ـ وقال أيضا في التقارب مع الأديان : ( نبحث ماذا يجمع بيننا نحن معا نؤمن بالله ولو إيمانا إجماليا نؤمن بالآخرة والجزاء الأخروي نؤمن بعبادة الله وبالقيم الأخلاقية وبثبات هذه القيم نؤمن بوحدة الإنسانية وبأن الإنسان مخلوق مكرم نأتي بأشياء يمكن أن تجمع بين المختلفين ) .
ج ـ قال أيضا ( لا نقاتل من أجل العقيدة بل من أجل الأرض ) ص 69 د ـ وقال أيضا : ( نحن ندعو إلى السلام بلا كلل ولا ملل بشرط ألا تؤكل حقوقنا ولا تغتصب ديارنا وإذا كان الحوار الإسلامي والمسيحي يهدف إلى السلام فأهلا وسهلا به ) اهـ .
هـ ـ وفي عام 1976م عقد في ليبيا مؤتمر عن الإسلام والمسيحية وكان من المواضيع المطروحة كيفية إزالة الأحكام المسبقة والخاطئة وإعادة الثقة بين الفريقين ثم خرجت وثيقة اتفق فيها الفريقان على أن هناك أرضية مشتركة ينبغي أن يتعاون فيها الفريقان على البر والتقوى ويتعاونان على الإيمان والفضيلة ومحاربة الرذيلة ويتعاونان على تدعيم الأسرة والوقوف ضد المادية الطافية وضد الإباحية والوقوف ضد الظلم والعدوان اهـ .